ترى غالبية المشاركين في استفتاء quot;إيلافquot; الأسبوعي أن البعثة العربية التي تعمل في سوريا بعد توقيع بروتوكول بين الجامعة والنظام في دمشق أسهمت في منح السلطات هناك فرصة لتنفيذ المزيد من عمليات القتل.


رسم يظهر نتائج الاستفتاء

القاهرة: بينما يجري سفك المزيد من الدماء في سوريا منذ منتصف شهر مارس الماضي، تبدو الجامعة العربية عاجزة عن إيقاف هذا النزيف المستمر، حتى بعد انتهاء زيارة بعثتها لسوريا، وقد أسفرت نتائج الاستفتاء الذي أجرته إيلاف الأسبوع الماضي حول زيارة بعثة المراقبين العربية لسوريا عن تأكيد الغالبية العظمى من القراء أن البعثة منحت نظام بشار الأسد فرصة جديدة للإستمرار في قتل وقمع الثورة المشتعلة ضده منذ منتصف مارس الماضي.

فرصة جديدة للقتل

طرحت quot;إيلافquot; السؤال التالي على قرائها quot;زيارة بعثة المراقبين إلى سوريا: ساهمت في دعم الثورة.. منحت النظام فرصة جديدة.. ليس لها تأثير على الأرض؟quot;، وتفاعل مع الاستفتاء 5307 قرّاء، وانحاز 3099 منهم إلى القول إن بعثة المراقبين العربية كانت في صالح نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما يمثل 58.93% من إجمالي المشاركين. وذهب 1842 قارئاً إلى أنها معدومة التأثير على الأرض، حيث استمرت أعمال القتل والإعتقال ضد النشطاء والمتظاهرين السلميين، وهؤلاء تقدر نسبتهم ب34.52%. واعتبر نسبة ضئيلة للغاية 367 قارئاً، أن زيارة البعثة ساهمت في دعم الثورة، وقدرت نسبتهم ب7.08% من المتفاعلين مع الطرح.

عرقلة نقل ملف الأسد لمجلس الأمن

وتأتي نتائج الإستفتاء متماشية مع اتجاه القوى المعارضة للنظام السوري في الخارج والداخل، بل والشارع أيضاً، فالجماهير الغاضبة من استمرار إعمال آلالات القتل ضدها منذ منتصف مارس الماضي، خرجت لاستقبال أعضاء البعثة بالهتاف ضدها، ورفضت التفاعل معها في بعض الأحياء. ووصل الأمر إلى حد اتهامها بالعمالة للنظام برئاسة بشار الأسد.

ووفقاً للدكتور أسامة الملوحي رئيس الهيئة الإستشارية في الهيئة السورية للإنقاذ فإن البعثة لم تكن إلا محاولة من الجامعة العربية لإطالة عمر النظام، وعرقلة ووصول ملف القمع والإبادة الجماعية إلى مجلس الأمن للتدخل عسكرياً، وقال لـquot;إيلافquot; إن قرار الجامعة العربية بالتدخل في سوريا جاء متأخراً جداً بعد أكثر من تسعة أشهر من القتل والإبادة الجماعية، مشيراً إلى أن التدخل جاء بعد خروج عدة تصريحات من الدول الأوروبية والأميركية التي تطالب بشار الأسد بالرحيل، وبالتالي فإنه تدخل من أجل النظام وليس من أجل الشعب.

البعثة رفعت معدلات القتل

وأضاف الملوحي أن بعثة المراقبين لم توقف أعمال القتل والإبادة الجماعية للسوريين، بل زادت معدلات القتل والإعتقال، ووصل عدد الضحايا منذ زيارتها لسوريا إلى نحو 500 قتيل، فضلاً عن آلاف المعتقلين والمفقودين أو المختفين قسرياً.

لافتاً إلى أنها خففت الضغوط الدولية على النظام السوري، فلم يخرج تصريح واحد غربي أو عربي أو تركي طوال الأسابيع القليلة الماضية إنتظاراً لنتائج زيارتها، والتي جاءت مخيّبة لآمال السوريين، وساهمت في تجميل النظام وتخفيف الضغوط عليه وإطالة عمره.

وأشار الملوحي إلى أن فشلها أو عملها لصالح النظام جاء أيضاً في صالح الثورة في الوقت نفسه، موضحاً أنها كشفت عدم تعاونه وإستمراره في القتل والقمع حتى أثناء وجودها في الأراضي السورية، وتوقع أن يترتب على فشل الجامعة العربية نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن وإقرار تدخل عسكريّمحدود في شكل فرض حظر جوي لحماية المدنيين.

تسقط الجامعة العربية

إقتحم المعارض السوري في القاهرة مأمون الحمصي القاعة التي كانت اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا تجتمع فيها، وصرخ في المجتمعين وهتف quot;تسقط الجامعة العربيةquot;، واتهم أمينها العام نبيل العربي والجامعة كلها بالعمل لصالح النظام السوري وإيران.

وقال الحمصي لـquot;إيلافquot; إن الجامعة العربية منحت بشار الأسد غطاء شرعياً لإراقة دماء السوريين، وأضاف أن هذا النظام أجاد إستثمار ذلك الغطاء لقمع وتركيع الشعب السوري، مشيراً إلى أن مؤشر القتل اليومي صار بالمئات بعد أن كان بالعشرات.

50 ألف قتيل

ووصف الحمصي البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والنظام وبعثة المراقبين بquot;المهزلةquot;، مشيراً إلى أن البعثة منحت النظام الشعور بالاطمئنان إلى وقوف الأنظمة العربية إلى جواره، وبالمقابل منحت الشعب السوري 400 قتيل جديد ليصل إجمالي عدد القتلى إلى نحو 50 ألفاً منذ منتصف مارس الماضي.

ودعا إلى ضرورة إنهاء ما وصفها بquot;التمثيلية العربية الفاشلةquot;، وإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن من أجل فرض حظر جوي والتدخل عسكرياً لإنقاذ الشعب السوري مما وصفه بquot;الإبادة الجماعية الطائفية التي يقوم بها النظام الشيعي العلوي بمساعدة إيران وحزب الله والعراق بقيادة نوري المالكي ومقتدى الصدرquot;.

تغطية على الجرائم

الموقف نفسه إتخذته جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وقالت في بيان لها quot; quot;غدا واضحا سعي بعثة المراقبين العرب الى التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر ارادتهquot; متهمة البعثة بquot;حماية هذا النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدوليquot;.

وانتقدت تقرير البعثة العربية، وقالت إنه quot;خلا من اي اشارة إلى مسؤولية النظام عن قتل آلاف السوريين، بمن فيهم مئات الأطفال، وبما في ذلك مسؤولية ذلك النظام عن عجز أولياء الأمور عن دفن جثث قتلاهمquot;. واتهمت البعثة بأنها quot; quot;تسوي بين الضحية والجلاد، وتوازي بين آلة القتل الرسمية بيد الوحدات العسكرية النظامية وغير النظامية بدباباتها ومدفعيتها وصواريخها، وبين عمليات فردية للدفاع عن النفس، أقرتها قوانين الأرض وشرائع السماءquot;.

إنقاذ النظام من الإنهيار

وحسب وجهة نظر المعارض السوري في القاهرة، مؤمن كويفاتية، فإن الشعب السوري لم يكن يعول على الجامعة العربية أو بعثتها في إيقاف القتل والإبادة، وقال لـquot;إيلافquot; إن الشعب السوري والمعارضة في الداخل والخارج يعلمون جيداً أن الجامعة العربية أو بعثتها لم تكن يوماً في صالح الشعب الأعزل. مشيراً إلى أن التدخل العربي كان من أجل الحفاظ على النظام من الإنهيار، ومحاولة تجميل صورته أمام العالم الغربي الذي كان يمارس ضغوطاً قوية من أجل إجباره على التنحي.

ولفت إلى أن الجامعة العربية طالبت بسحب السفراء وجعلته اختياراً، ثم هددت بفرض عقوبات إقتصادية رغم أنها ليست ذات جدوى وأرسلت بعثة للمراقبين استهلت زيارتها الميدانية بزيارة موقع التفجيرات التي صنعها النظام في دمشق، مشيراً إلى أنكل هذه الإجراءات تؤكد أن الجامعة العربية تمنح النظام هدية تلو الأخرى، وتعمل لصالحه ضد الشعب السوري الأعزل، وشدد على أنه لم يعد هناك مفر من التدخل الدولي عسكرياً من أجل إنقاذ هذا الشعب.

ثمانية مطالب

وأصدر تجمع أبناء الجالية السورية في مصر مساء أمس بياناً حمّل فيه الجامعة العربية ومجلس الأمن المسؤولية عن إراقة دماء السوريين، ورفع التجمع الذي تلقت إيلاف نسخة منه ثمانية مطالب، هي: إنهاء خديعة البروتوكول وسحب المراقبين من سورية فوراً ، بعد موت المبادرة العربية. احالة الملف السوري على مجلس الامن من اجل تلبية مطالب الثورة السورية بحظر جوي وايجاد منطقة آمنة تحت الفصل السابع وتدخل فوري بما يتناسب مع بحر الدماء التي تسيل للمدنيين الأبرياء.

وكذلك إعلان سورية بلداً منكوباً والاسراع بإمداده بالمشافي الميدانية والمستلزمات الطبية والاغاثية بكافة اشكاله. دعم الجيش السوري الحر وكافة الكتائب المنشقة بكافة الامكانية. اتخاذ الاجراءات القانونية السريعة من قبل محكمة الجنايات الدولية ضد المجرمين بحق الشعب السوري. مطالبة دول العالم بسحب سفرائها من دمشق، وطرد سفراء النظام والذين حولوا السفارات الى فروع امنية واستخباراتية تستقدم الشبيحة لمطاردة وايذاء معارضيها. وكان من أبرز الموقعين على البيان: الشيخ مرشد معشوق الخزنوي .الشيخ محمود عبد الحميد الجبن من قبيلة العقيدات. الإعلامي حمزة الغضبان، ومأمون الحمصي.