كونكورد: يبدو المرشح المعتدل ميت رومني الثلاثاء واثقًا من الفوز في الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية في ولاية نيوهامشر، ما سيعزز فرص اختياره مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وترجح استطلاعات الرأي منذ اشهر فوزه في هذه الولاية الصغيرة الواقعة شمال شرق الولايات المتحدة، رغم هجمات منافسيه، وخاصة بسبب تاريخه في شراء المؤسسات المفلسة وإعادة بيعها، وذلك لمحاولة الحد من انطلاقة هذا المرشح، الذي حصل على 37% من نوايا التصويت في آخرها استطلاع لسوفولك يونيفرستي نشر الثلاثاء بعد فتح مكاتب التصويت.

وقال حاكم ماساشوستس السابق تحت عدسات المصورين، الذين التفوا حوله في مدرسة ابتدائية في مانشستر، حيث جاء لتحية الناخبين quot;هناك اشخاص يريدون الفوز هنا. لنأمل أن تسود هنا روح كارولاينا الجنوبية نفسهاquot;.

ويدلي نحو 250 ألف ناخب في نيو هامشر بأصواتهم حتى الساعة 20:00 للاختيار من بين المتنافسين الستة الرئيسيين مرشح الحزب الجمهوري الذي سيواجه الرئيس الديموقراطي باراك أوباما في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وتحتدم المنافسة على المركز الثاني بين ابن تكساس المتحرر رون بول (18% من الأصوات)، وهو طبيب في السادسة والسبعين، يرشح نفسه للمرة الثالثة، وبين حاكم يوتاه السابق جون هانتسمان (16%). ويأمل هذا الأخير، الذي كان سفيرًا لأوباما، في إحداث مفاجئة في هذه الولاية التي يضع فيها كل ثقله. وقال هذا المعتدل لشبكة سي.ان.ان quot;الخبراء الذي يحبون قول ما يحدث في العالم سيفاجؤون هذا المساء بالتصويت في نيوهامشرquot;.

ويشتهر ناخبو نيوهامشر بأنهم لا يتخذون قرارهم سوى في اللحظة الأخيرة، وأحيانًا ما يكون قرارًا مفاجئًا. وكانت الحملة الانتخابية شديدة القسوة في هذه الولاية، حيث انهالت الانتقادات من بعض المرشحين على ميت رومني (64 سنة) لمحاولة لجم تقدم هذا العقلاني، الذي لا يملك جاذبية قوية، والذي ركز حملته على الاقتصاد، مشددًا على خبرته كرجل أعمال.

وقد واصل نيوت غرينغريتش، الرئيس السابق لمجلس النواب، الذي يأتي متاخرًا في استطلاعات الرأي، هجومه على رومني، مشددًا الثلاثاء على أن الناخبين أمام الاختيار بين مرشح quot;محافظ على طريقة ريغان يخفض الضرائب وبين معتدل من ماساتشوستس يزيدهاquot;. واضاف في حديث لشبكة سي.ان.ان quot;ما لا نريده هو اختيار شخص نكتشف بعد ذلك في أيلول/سبتمبر المقبل أن لديه نقطة ضعف قاتلة، وإنه ليس بيدنا أي شيء نفعلهquot;.

وقال هانتسمان مساء الاثنين في لقاء انتخابي quot;شيء ما يحدث الآن وغدًا سندهش العالم كثيرًاquot;. وكانت بلدتا ديكسفيل نوتش (75 نسمة) وهارتس لوكيشن (42 نسمة) أول من بدأ الاقتراع بعيد منتصف الليل (5:00 ت غ).

ولم يفتح مكتب الاقتراع في ديكسفيل نوتش القريبة من الحدود الكندية سوى لبضع دقائق، كانت كافية ليدلي ناخبوها التسعة بأصواتهم. وقد تصدر رومني وهانتسمان هذا الاقتراع، مع حصول كل منهما على صوتين، كما أوضح المشرف على الاقتراع ريتشارد أروين لفرانس برس.

وفي هارتس لوكيشن، التي تبعد 130 كلم جنوبًا، فاز رومني بحصوله على أصوات خمسة من الناخبين الـ23 متقدمًا على رون بول (4 أصوات) وجون هانتسمان (صوتان) كما أوضح المسؤول المحلي مارك ديندورف لفرانس برس.

وكان رومني قد فاز بفارق ضئيل في أصوات الاجتماع الانتخابي للحزب الجمهوري في أيوا. وهو يعد أيضًا الأوفر حظًا للفوز في كارولاينا الجنوبية، التي ستجري فيها الانتخابات المقبلة في 21 من كانون الثاني/يناير الحالي، وإن كان يتوقع أن يواجه صعوبة أكبر في هذه الولاية الواقعة في الجنوب الشرقي، حيث يوجد للدين تأثير كبير.

ويرى الخبراء أنه في حال فوزه بهذه الولايات الثلاث، سيكون من غير المرجح أن يفشل في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري. واضافة الى رومني وبول وهانتسمان وغينغريتش (9%) يتنافس أيضًا في هذه الانتخابات حاكم تكساس ريك بيري (1%)، الذي لم يقم حقًا بحملة في نيوهامشر، والمحافظ الكاثوليكي المتشدد ريك سانتوروم، الذي أحدث مفاجأة في ايوا باحتلاله المركز الثاني بفارق ثمانية أصوات فقط عن رومني (10 %).

وبدأت انتخابات المرشح الجمهوري في الثالث من الشهر الجاري في ايوا، وتجري في كل ولاية على حدة الواحدة تلو الأخرى على أشهر عدة سواء من خلال انتخابات أولية أو مجالس الناخبين، التي يجرى فيها اختيار الفائز من دون تصويت. وتجري أيضًا انتخابات تمهيدية للحزب الديموقراطي الثلاثاء في نيوهامشر، إلا أن النتيجة تبدو محسومة لمصلحة أوباما.