السفيرة الأميركية لدى القاهرة آن باترسون

زارت السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون مقر جماعة الإخوان المسلمين، في خطوة هي الأولى منذ إنشاء الجماعة عام 1928، بحضور الأمين العام للجماعة ومدير المكتب السياسي والاقتصادي في السفارة، تبادل خلالها الطرفان الأحايث حول الادارات الأميركية المتعاقبة، وأمور مصرية.


القاهرة: للمرة الأولى منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين على يد الشيخ حسن البنا عام 1928، يزور مسؤول أميركي رفيع المستوى مقر الجماعة، فقد زارت آن باترسون، السفيرة الأميركيةفي القاهرة، الجماعة، وعقدت اجتماعاً مع المرشد العام الدكتور محمد بديع، شارك فيه الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة، ومن الجانب الأميركي دونالد بلوم، مدير المكتب الاقتصادي والسياسي في السفارة الأميركية في القاهرة.

ووفقاً لبيان صادر من مكتب الإرشاد، فإن المرشد العام أكد في بداية اللقاء أن الإدارات الأميركية المتعاقبة، كانت تحكم على الشعوب من خلال الحكام الدكتاتوريين، وتدعمهم، ما جعل شعبية الولايات المتحدة تتراجع، مشيرًا إلى ان العصر الحالي هو عصر الشعوب. وقال موجّهًا حديثه إلى باترسون: نريد أن نرى أفعالاً، لا أقوالاً، لاسترداد الولايات المتحدة مصداقيتها لدى الشعوب العربية والإسلامية، وخاصة في ما يخص فلسطين، قضية العرب والمسلمين الأولى.

من جانبها، اعترفت باترسون، بارتكاب الإدارات الأميركية بعض الأخطاء، ولكنها دعت إلى التغلب عليها والاستفادة منها لعدم تكرارها في المستقبل، وأشارت إلى أن الديمقراطية دائماً ما تأتي بشركاء مستقرين.

وأوضح المرشد أن مصر عانت سوء توزيع مواردها ونهبا منظما لخيراتها، وأن المرحلة الحالية تحتاج إلى تضافر كل الجهود والقوى، فالجميع شركاء في المسؤولية، وإن لم يكونوا شركاء في السلطة، كما إنهم شركاء في الحقوق والواجبات، ولا بد من عرض كل ما يهم مصر على ممثليهم المنتخبين، مشيراً إلى أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع، وهذا أكبر ضمان للحريات العامة والخاصة، لأنها تكفل حرية العقيدة والحريات الشخصية لكل المواطنين على حد سواء.

وقال الدكتور محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان إن الزيارة تأتي في سياق التعرف إلى فكر وسياسة الإخوان تجاه العديد من القضايا في الداخل والخارج، وأضاف لـquot;إيلافquot; أنه بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية وحصول الإخوان على الغالبية، صار من الطبيعي أن تحاول القوى الخارجية والداخلية التعرف إلى سياسة وفكر الجماعة.

مشيراً إلى أنكل الزيارات للمسؤولين الخارجيين تتم في العلن وبعيداً عن الغرف المغلقة، ونفى ما يشاع عن وجود صفقات بين الإخوان وأميركاأو السلطة في الداخل، مؤكداً أن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة يعملان وفقاً للمصلحة الوطنية لمصر، ومصلحة الأمة العربية والإسلامية.

وتعليقاً على الزيارة، قال الدكتور رفعت سيد الخبير في شؤون الإسلام السياسي، إنها الزيارة السادسة لمقار الإخوان، سواء الحزب أو مكتب الارشاد لمسؤولين أميركيين. وأضاف لـquot;إيلافquot; أن الزيارة تأتي ضمن ما وصفه بـquot;سياسة إخصاء الإخوان سياسياً،لإعادة إنتاج نظام حسني مبارك، ولكن بلحية إخوانيةquot;.

وأوضح أن اميركا تستهدف ضمان أمن إسرائيل والحفاظ على علاقات مصرية إسرائيلية مميزة، وأشار إلى أن أميركا حصلت على وعود قطعية بأن الإخوان لن يمسوا معاهدة كامب ديفيد، بل سوف يتم مد العمل بها لمدة 25 سنة أخرى، ولفت إلى أن أميركا تريد أيضًا الحفاظ على استمرار مصر في العمل إقتصاديًا وفق سياسة القروض من البنك الدولي وصندوق النقد، ومن أميركا أيضاً، حتى تظل مصر الثورة في قبضة أميركا، مشيراً الى أن القبول بالقروض يعني القبول بشروطها الاقتصادية والسياسية.