القدس: كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن وثيقة أعدت في الجيش الإسرائيلي تقول إن إيران لم تتخذ قرارا بعد بإنتاج السلاح النووي. وإن القيادة الإيرانية ما زالت حائرة في مضمون قرارها.

وحسب صحيفة laquo;هآرتسraquo; فإن الوثيقة، التي أعدت لكي تسلم إلى رئيس أركان القوات الأميركية المشتركة، الجنرال مارتين دمبسي، لدى زيارته إلى إسرائيل اليوم، تعرض تقديرات تقول إن إيران تواصل التقدم في مجال تطوير قدراتها النووية، إلا أنها لم تصل بعد إلى مرحلة اتخاذ قرار بشأن ترجمة قدراتها النووية إلى أسلحة نووية بواسطة تركيب رأس قتالي متفجر على صاروخ. وهي ما زالت حائرة في الموضوع، لأسباب عدة تتعلق بالوقفة العالمية ضدها والإجراءات العقابية، وتتعلق بالأوضاع الداخلية في إيران نفسها، والقلق من أن تصل إليها في القريب عواصف الربيع العربي.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قالالاربعاء ان اي قرار اسرائيلي حول مهاجمة ايران من اجل وقف برنامجها النووي لا يزال quot;بعيدا جداquot;.

وصرح باراك لاذاعة الجيش الاسرائيلي quot;لم نتخذ قرارا للمضي في هذه الامور وليس لدينا قرار او موعد لاتخاذ مثل هذا القرار. الامر كله بعيد جداquot;.

وردا على سؤال لتوضيح ما يقصده بquot;بعيد جداquot; قال باراك انه لا يريد ان يطلق quot;توقعاتquot;.

وتقود واشنطن حملة لفرض عقوبات اشد على الاقتصاد الايراني في محاولة لوقف البرنامج النووي الايراني الذي تشتبه اسرائيل والدول الغربية بانه يخفي مساع لامتلاك اسلحة نووية، وهو ما تنفيه ايران.

لكن باراك قال انه لا يعتقد ان ايران اتخذت قرارا بانتاج راس حرب نووي.

وقال quot;لم ينه الايرانيون بعد الرقابة التي تمارسها الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

واضاف quot;لم يفعلوا ذلك لانهم يعرفون انها ستشكل دليلا على الطبيعة العسكرية لبرنامجهم النووي وان ذلك سيثير عقوبات دولية اشد او انواع اخرى من الاجراءات ضد دولتهمquot;.

وتقول اسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك ترسانة نووية، ان امتلاك ايران السلاح النووي سيمثل خطرا على وجود الدولة العبرية.

ولم تستبعد اسرائيل اللجوء الى الحل العسكري لمنع ايران من الحصول على تلك الاسلحة.

الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اوضح الاربعاء ان شن اي هجوم عسكري على ايران سيشكل quot;كارثة تؤدي الى اخطر العواقبquot; يمكنها خصوصا ان تؤجج التوتر الحالي بين المسلمين السنة والشيعة.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول احتمالات شن اي عمل عسكري ضد ايران quot;بالنسبة لفرص حدوث مثل هذه الكارثة، يجب طرح السؤال على الذين يتحدثون باستمرار عن ان هذا الخيار يبقى مطروحا على الطاولةquot;.

وحذر لافروف من quot;اخطر العواقبquot; لمثل هذا الهجوم، وقال انه قد يؤدي الى ازمة لاجئين في المنطقة وسيؤجج التوترات بين الطوائف في المنطقة.

وقال quot;لا شك لدي في ان (العمل العسكري) لن يؤدي سوى الى صب الزيت على النار في النزاع الذي لا يزال قائما بين السنة والشيعة. ولا اعلم اين ستنتهي التفاعلات الناجمة عن ذلكquot;.

الا ان باراك نفى عشية زيارة رئيس الاركان الاميركي مارتين ديمبسي ان تكون اسرائيل تتعرض لضغوط اميركية.

وقال باراك ان quot;رئيس الاركان ليس اتيا بهدف الضغط على اسرائيل (...) الولايات المتحدة تعرف ان اسرائيل تاخذ في الحسبان الاعتبارات الاميركية الا ان الحكومة الاسرائيلية (...) مسؤولة عن امن دولة اسرائيل ولا نستطيع ان نضع هذه المسؤولية على الجانب لاي احد حتى اصدقائنا الاميركيينquot;.

وقررت الولايات المتحدة واسرائيل الاحد ارجاء مناورات عسكرية مشتركة مقررة الربيع المقبل.

وكان الجيش الاسرائيلي اكد في كانون الاول/ديسمبر ان هذه المناورات مقررة مسبقا ولا علاقة لها بالتوتر الحالي بشان البرنامج النووي الايراني.

وتسعى الولايات المتحدة حاليا لفرض عقوبات جديدة على طهران تتضمن صادراتها النفطية ومؤسساتها المالية الامر الذي دفع ايران للتهديد باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.

ويتهم نتانياهو ايران بالسعي لاستغلال الاضطرابات في المنطقة عقب مغادرة القوات الاميركية من العراق quot;لزعزعة استقرارquot; المنطقة ما سيدفع اسرائيل الى quot;تعزيز قدراتها الدفاعية ضد الهجمات الارضية والجويةquot;.

ولا تخفي اسرائيل رغبتها في رؤية عقوبات مشددة تفرض على ايران لوقف برنامجها النووي التي تصر طهران انه لاغراض مدنية فقط.