الكويت: يأمل الكويتيون الذين يتوجهون الى صناديق الاقتراع في الثاني من شباط/فبراير للمرة الرابعة في ست سنوات وضمن استحقاق يوصف بـquot;التاريخيquot;، في اخراج البلاد من الخلافات السياسية المستمرة ولاعادة بلادهم الغنية الى سكة التنمية الاقتصادية.

وتاتي الانتخابات التشريعية في خضم احتدام التوترات الطائفية بين الغالبية السنية والاقلية الشيعية على وقع التوترات الاقليمية، وعلى خلفية قضايا فساد مفترضة واسعة النطاق وازمات سياسية متكررة منذ العام 2006.

وتمت الدعوة الى الانتخابات المبكرة بعد ان اضطر رئيس الحكومة السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح وحكومته الى الاستقالة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد احتجاجات شعبية كبيرة قادها ناشطون شباب ونواب معارضون.

وحل امير البلاد البرلمان بعد اسبوع من استقالة الحكومة. وقام ناشطون بقيادة نواب من المعارضة في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، باقتحام مجلس الامة بعد ان منعتهم شرطة مكافحة الشغب من التظاهر باتجاه منزل رئيس الوزراء السابق الذي يتهمونه بالفساد.

واستجوب الادعاء العام 13 نائبا على الاقل على خلفية فضيحة كبرى باتت تعرف في الكويت بفضيحة quot;الايداعات المليونيةquot; وهي تتعلق بمبالغ ضخمة اودعت في حسابات نواب. كما تتهم المعارضة رئيس الوزراء السابق بتحويل اموال عامة الى حساباته المصرفية في الخارج.

وقال النائب المعارض المخضرم والرئيس السابق لمجلس الامة احمد السعدون ان quot;انتخابات 2012 هي اهم واخطر انتخابات في تاريخ الكويت ... لانها تأتي بعد حراك شعبي شبابي ادى الى استقالة رئيس الوزراء وحل مجلس الامةquot;.

من جانبه، قال المرشح المستقل مبارك الحريص خلال تجمع انتخابي ان quot;مجلس الامة المقبل سيكون الاهم في تاريخ الكويت السياسي ... الجميع ينتظر يوم 2 فبراير لمعرفة النواب الذين يامل الشعب الكويتي ان ينتشلوا البلد من الحالة المترديةquot;.

ويخوض 38 نائبا سابقا من اصل 50 في المجلس المنحل المعركة الانتخابية الى جانب 17 من النواب والوزراء السابقين. ويبلغ العدد الاجمالي للمرشحين 330 شخصا. وتشارك 24 مرشحة في الانتخابات بينهن النساء الاربع اللواتي دخلن التاريخ بفوزهن للمرة الاولى بمقاعد في البرلمان عام 2009.

وتشكل النساء حوالى 54% من اجمالي الناخبين الكويتيين. واقام المرشحون من مختلف المشارب السياسية ديوانيات في خيام كبيرة يجرون فيها كل ليلة تجمعات انتخابية تتبعها مأدبات عشاء.

وقد هيمنت مسالة الفساد بشكل كبير على مجرى الحملات الانتخابية وسط دعوات متكررة لاصلاحات سياسية جذرية ولتعزيز استقلالية القضاء، كما تلعب مسالة اعادة انعاش الاقتصاد المتباطئ دورا كبيرا في الحملات.

وبالرغم من الثروة الضخمة التي تملكها الكويت، الا ان التنمية في هذا البلد تبدو عند نقطة الصفر تقريبا بسبب الخلافات السياسية التي لا يلوح اي حل لها والازمات المتكررة بين المعارضة والحكومة، اذ اجبرت هذه الازمات سبع حكومات على الاستقالة في اقل من خمس سنوات.

ويلعب الشباب الناشطون دورا كبيرا في الحملات الانتخابية وهم يدعمون مرشحي المعارضة. وتبدو المعركة الاساسية في الانتخابات بين المعارضة التي تضم مروحة واسعة من التشكيلات السياسية الاسلامية والليبرالية والقومية اضافة الى المستقلين، والمعسكر الموالي لرئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد.

والانتخابات تتم لاختيار اعضاء مجلس الامة الخمسين. الا ان اعضاء الحكومة المعينة من قبل الامير يتمتعون ايضا بمقاعد في البرلمان. وعادة تتألف الحكومة من 16 عضوا بينهم عضو واحد منتخب من مجلس الامة. ويشغل عموما اعضاء من اسرة ال الصباح المناصب الوزارية الاساسية.

وتبدي المعارضة تفاؤلها بقدرتها على رفع حصتها في البرلمان من 18 الى 25 مقعدا على الاقل، على ان يكون الاسلاميون السنة المكون الابرز في هذه الكتلة، بما يؤدي الى سيطرة المعارضة على المجلس الذي يتمتع بصلاحيات تشريعية ورقابية.