تعيش دولة جنوب السودان خلال الآونة الأخيرة، واقعاً مأساوياً بسبب عمليات الاقتتال والتدمير التي يتعرض لها السكان، في ظل عجز تام للأمم المتحدة.


المسلحون القبليون في جنوب السودان

القاهرة: تمر دولة جنوب السودان في ظروف مأساوية أسفرت عن مقتل وإصابة المئات وفرار آلاف آخرين من منازلهم، بحثاً عن أماكن آمنة يحمون فيها أرواحهم.

وفي هذا الإطار نقلت الـquot;واشنطن تايمزquot; عن مجموعة من شهود العيان، أن القوات التابعة للأمم المتحدة وحكومة جنوب السودان المنتشرة في مدينة quot;ليكوانجولي لم تفعل شيئاً يذكر وقت الهجوم الذي تعرضت له المدينة أواخر العام الماضي.

وأكد أحد الشهود العيان ويدعى آلان، يتعافى الآن في المستشفى، أن quot;المعتدين حين وصلوا إلى قرية مجاورة، أطلقوا النيران على سيدة تدعى نيانديت آلان، 28 عاماً، مرتين في قدمها اليسرى ومرة أخرى في الوجه، ثم قطعوا رقاب ابني زوجها، و غادروا المكان وهم يغنونquot;.

وأشارت الصحيفة إلى ان بعد مرور 6 أشهر من الاحتفال بالحصول على استقلالها، لا تزال دولة جنوب السودان تتصارع مع فيروس العنف القبلي.

وقد حدث الأمر الذي لم يكن هناك مفراً منه، حين تفجرت التوترات العرقية والسياسية بعد أن هدأت عقب التعهد بالانفصال عن الشمال، بعد حرب ظلت مستعرة على مدار عقود ضد الحكام في الخرطوم.

ثم نوهت الصحيفة لدور الولايات المتحدة وحلفاءها، وبخاصة مليارات الدولارات التي أنفقوها لمساعدة جنوب السودان كي تصبح ركيزة مستقرة وداعمة للغرب في منطقة يهيمن عليها الإرهاب والإسلام المتشدد.

لكن الهجمات المكثفة بدأت تثير أعمال عنف قبلية وتهدد بتقويض الحكومة التي تواجه بالفعل قائمة طويلة من التحديات الجسام.

وأعقبت الصحيفة بنقلها عن هيلدا جونسون، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، قولها quot;وقف العنف سيتطلب عملية عسكرية غاية في الأهمية، وسيتعين على الحكومة كذلك أن تقوم بنقل عدد كبير من القوات من أجل إتمام ذلكquot;.

ثم أشارت الـquot;واشنطن تايمزquot; إلى الأجواء التي تعيشها ولاية quot;جونقليquot; التي ترتبط بالفقر والتوترات السياسية والعرقية وتدفق الأسلحة والغارات التي تتم منذ فترة طويلة على الماشية بين قبيلتي النوير والمورلي.

وقد وثقت الأمم المتحدة العام الماضي وقوع 208 هجوماً، كانوا سبباً وراء إزاحة أكثر من 90 ألف شخص.

لكن إراقة الدماء الحالية تبدو أكثر وحشية وانتشاراً، وفي هذا الإطار صرحت كاريل جانسينز، منسقة ميدانية لدى وكالة الإغاثة أطباء بلا حدود في مدينة بيبور، حيث سعى كثير من الجرحى لطلب اللجوء ان quot;عيادتنا ممتلئة بالسيدات والأطفالquot;.

ثم سردت الصحيفة واقع النزاعات القبلية منذ نهاية العام الماضي، لافتةً إلى جهود الإغاثة الضخمة التي قامت بها وكالات الإغاثة لمساعدة الذين تضرروا جراء الهجمات، الذين قدرت الأمم المتحدة أعدادهم الآن بحوالي 120 ألف شخص.

وصرح غاي بول ثونغ، متحدث باسم قبيلة النوير ويقيم في سياتل، إن جماعته تحصلت على 45 ألف دولار من مؤيدين في الولايات المتحدة وكندا من أجل توفير الطعام وباقي الاحتجاجات الإنسانية للمقاتلين.

وبدوره أشار سيمون علي، مسؤولي محلي، إلى إنه قام بنقل خمسة أشخاص معاقين إلى القاعدة الخاصة بالأمم المتحدة من أجل حمايتهم، لكن قوات حفظ السلام هناك أخبروه بأن يضعهم في كوخ يقع على قرابة خمسة ياردات من القاعدة، وحين وصلت مقاتلو النوير، قاموا بإطلاق النار على الكوخ، ثم أضرموا النار فيه والأشخاص بداخله.

وأضاف علي quot;لقد خذلتنا الأمم المتحدة حين طلبنا مساعدتهم ولم يفعلوا شيئاًquot;.