يحافظ المنافس على نيل الترشيح الجمهوري للإنتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني على إبتسامة دائمة، رغم المطبّات السياسية في مشواره، فما هو سرّها، وما هي الخلفية السياسية والشخصية لهذا المرشح البشوش، الذي ينوي مزاحمة باراك أوباما؟.


ميت رومني المنافس الجمهوري البشوش

القاهرة: اهتمّت صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية، في تقرير مطول لها، بتسليط الضوء على روح الدعابة والابتسامة، اللتين تميزان رجل الأعمال والجمهوري الأميركي ميت رومني، وهما الصفتان اللتان اتّضحتا مع بداية حملته الدعائية، الرامية إلى منافسة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نهاية العام الحالي.

ثم أشارت إلى أن رومني، حاكم ولاية ماساشوستس السابق، يخوض حملته الانتخابية منذ عام 2007 من دون توقف، مستعيناً في ذلك بشبكة منتشرة في كل أنحاء البلاد من المتطوعين وجامعي التبرعات والمؤيدين، الذين يحلم بهم أي من منافسيه، سواء كان نيوت غينغريتش أوريك سانتورام أو رون بول.

ووفقاً لما تنصّ عليه أعراف السياسة الأميركية، حيث يحظى المال والنفوذ السياسي باليد الطولى، فإن الترشيح عن الحزب الجمهوري يناسبه بحق، لكن الطريق نحو البيت الأبيض ليس بالسهل، فالناخبون الجمهوريون الأساسيون ما زالوا لا يثقون به، ويتحوّلون على نحو مضطرب إلى مجموعة من البدائل.

ومع فتح صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء في التصويت الأولي، الذي قد يكون حاسماً في ولاية فلوريدا، ما زال رومني هو المرشح الأوفر حظاً كما هو المفترض.

إلا أنه وبعد كل ما تعرّض له هذا الشهر، قد يتساءل الفرد: لماذا يبدو أن أناسه لا يحبونه بهذا الشكل؟، ومن هو ذلك الرجل الذي قد يصبح قائداً لأقوى دولة في العالم على أية حال؟.

في هذا السياق، أفادت الصحيفة بأن حملة ترشح رومني الجارية، ليست كما كانت عليها قبل 4 أعوام، عندما كان يمتلك كل مهارات الحوار، فخطابه هذه المرة جاء خفيفاً وقريباً إلى آذان وقلوب المستمعين، لكنه ما زال يعاني قطعًا مزعجًا في الاتصال.

يؤكد بعض المقرّبين منه أن ولع رومني الحقيقي متعلق بالميل إلى حل المشكلات وسحق الأعداد، وأوضح أحدهم: quot;يحب رومني الانغماس في البيانات، فغريزته الأولى هي القول أعطوني البيانات، ودعونا نعمل على حل المشكلةquot;. وهي العقلية التي رأت quot;الغارديانquot; أنها تشبه عقلية المحاسبين.

ونقلت الصحيفة عن بوب بينيت عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية يوتا السابق، والمقرّب من رومني قوله: quot;أعلم أن ذلك لم يأت مصادفةً في شخصيته العامة، لكن التعاطف يعدّ أمراً محورياً في تجربته، ويمكن القول إن هناك عمليات شد وجذب في شخصيته، بمزجه بين العاطفة وبين الجانب العمليquot;.

ولفتت الصحيفة إلى ثروة رومني والشركات التي يديرها، وتأثير ذلك على حظوظه في مشوار الترشح لانتخابات الرئاسة.

كما أشارت إلى توجهاته نحو قطاع الرعاية الصحية، موضحةً أنه أبدى مرونة مؤثرة تجاه هذا القطاع.

ورغم مشاعر الانتماء التي عُرِفَت عن رومني خلال سعيه إلى الفوز بترشيح حزبه لخوض انتخابات الرئاسة عام 2008 لطائفة المورمون، إلا أن المشاعر المناهضة لتلك الطائفة ما زالت قائمة بعد مرور أربعة أعوام، رغم وجودها تحت السطح، لا سيما بين المسيحيين الإنجيليين الذين ينظرون إلى المورمونية على أنها طائفة.

وقد نشأ رومني على تلك العقيدة في ميشيغين، حيث كان يعمل والده حاكماً، ثم قضى عامين تكوينيين في فرنسا كمبشّر، ثم عاد إلى الدراسة في جامعة بريغهام للشبان في يوتا، وحين استقر بعدها في بوسطن، أصبح زعيماً كنسياً بارزاً.

بدأ مشوار رومني مع السياسة عام 1994، حين حاول أن ينافس تيدي كينيدي على منصب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس، ورغم مرور 18 عاماً على تلك المحاولة، التي لم تكلل حينها بالنجاح، فلا تزال هناك تهمتان تطاردانه، ميله إلى التخبط بشأن السياسة، وقسوته كرجل أعمال.

ونقلت quot;الغارديانquot; خطاب رومني إلى حشد من المواطنين خلال إحدى جولاته، التي قام بها أخيرًا، والذي يقول فيه quot;يريد الشعب تغييراً حقيقياً، يعود بنا إلى القوة التي كانت تحظى بها أميركا في الماضيquot;.

وختمت الصحيفة في نهاية تقريرها بإشارتها إلى احتفاظ رومني بالابتسامة الملتصقة على وجهه، رغم الانتقادات التي توجّه إليه، مبينةً أن الأمر نفسه من المتوقع أن يحدث مع أوباما، الذي سيصوّره رومني على أنه اشتراكي على النمط الأوروبي، الذي يهدف إلى تدمير المشاريع الحرة، والحق الذي منحه الله في تحقيق السعادة التي تعد حجر زاوية بالنسبة إلى عظمة الولايات المتحدة.