يروى عبد القادر أزريع، عضو البعثة المغربية المشاركة في الوفد العربي إلى سوريا لـ(إيلاف) عن أوقات عصيبة أمضاها على الجبهة. وبحسب أزريع، فإنّ الإمكانيات التقنية واللوجيستيكية والبشرية لم تكن متوافرة لبعثة المراقبين العرب، علاوة على تعرّضهم في كثير من الأحيان إلى هجمات واستهداف وإطلاق نار.

مراقبون تابعون لبعثة الجامعة العربية أثناء أدائهم لمهامهم في سوريا

الرباط: قال عبد القادر أزريع، عضو البعثة المغربية المشاركة في الوفد العربي إلى سوريا، إن مهمة البعثة لم تكن سهلة، لكون الإمكانيات التقنية، واللوجيستيكية، والبشرية لم تكن متوافرة بالشكل الكافي.

وأوضح عبد القادر أزريع، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;الجو كان متوترًاquot;، مشيرًا إلى أنه quot;بالرغم من الصعوبات الظرفية، وأن مظاهر السلاح كانت قليلة داخل المدن، إلا أنه كان هناك تبادل لإطلاق النار بين الجيش وأطراف من المعارضةquot;.

وأضاف عضو البعثة المغربية quot;لم تكن مهمة سهلة، وكانت حياتنا مهددة في أي لحظة، كما إن إطلاق الرصاص كان متعدد الجهات والمناطق، إذ في إحدى المرات أطلق الرصاص على عجلات السيارة التي كانت تقلّ البعثةquot;، وزاد مفسرًا quot;في كلمهمّة ميدانيةكنا مهددين في حياتنا، وأخطر حالة وقفنا عليها في حامة، حيث شنّ هجوم على الفندق، الذي كنا ننزل فيه في رأس السنة، قبل أن يطلب منا الضابط المكلف بسلامتنا إطفاء الأضواء خوفًا من استهدافنا، خاصة أننا كنا مهددين بالاختطافquot;.

وقال عبد القادر أزريع: quot;حاولنا ما أمكن العمل على عودة الحياة إلى المدن، وفتح المدارس، والمؤسسات، خاصة في المناطق الساخنة، كما حاول الوفد، رغم كل هذه الصعوبات، إحصاء السجناء، والموقوفين، والمختفين، والمعتقلين، على أمل أن تعمل الدولة على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وهو ما حدث فعلاًquot;، مبرزًا أنه quot;من خلال وجودنا سمح لـ 36 مؤسسة إعلامية بالعمل فوق الأراضي السورية، باستثناء قناتي الجزيرة والعربيةquot;.

وأشار عضو البعثة إلى أن المراقبين quot;تمكنوا من عقد لقاءات، سواء مع المعارضة أو ممثلي الدولة، من أجل محاولة التدخل في بعض الأحيان لتجاوز بعض المشكلات، غير الموجودة في البروتوكول كتسهيل تبادل الجثامين، وتسهيل مرور المؤونة وغيرهاquot;، موضحًا أنه جرى توزيع كل مجموعة، تضم 10 أعضاء، على خمسة مواقع، كانت هي الأكثر سخونة، ويتعلق الأمر بحماه، ودرعا، وحمص، وريف دمشق، وإدلب.

وأضاف عبد القادر أزريع quot;على المستوى المهني، كانت خبرة مهمة وإضافية بالنسبة إلى أعضاء البعثة، خاصة أنه للمرة الأولىتنظم جامعة الدول العربية عملاً مثل هذا، وتتدخل في قضية من هذا الحجم. إنها مهمة تأسيسية لتجربة عربية يمكن أن تتطورquot;.

وذكر أن أعضاء البعثة عندما كانوا يريدون القيام بجولة لاستنشاق الهواء كانت ترافقهم أربع سيارات تابعة للجيش، ويوجد فيهما سلاحين من نوع كلاشنيكوف، مشيرًا إلى أن quot;الفنادق كانت مغلقة، ولا يدخلها أحد، إلا إذا سمحنا له نحن بذلكquot;.

وكان الوفد المغربي المشارك ضمن فريق المراقبين العرب في سوريا عاد، الأحد الماضي، إلى بلاده، بعد قرار الجامعة العربية تجميد نشاط البعثة.

وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، في بيان، أن عودة الوفد المغربي رفيع المستوى المشارك في بعثة المراقبين quot;جاء بالتشاور مع جامعة الدول العربية بعدما قررت تجميد نشاط بعثة الملاحظين العرب إلى أجل لاحقquot;.