اجتماع جنيف لحل مشكلة المعارضن الإيرانيين في العراق |
وجه العراق اليوم انتقادات إلى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ودول أميركا وأوروبا لعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة لمنح عناصر مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في العراق اللجوء على أراضيها برغم إجراء مقابلات مع حوالي ألف منهم مؤكدًا أن ترحيلهم حق وقرار سيادي.
قال وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي خلال ترؤسه وفد بلاده الى الاجتماع التشاوري بمقر الامم المتحدة في جنيف الخاص بايجاد حلول دائمة لسكان معسكر الحرية لعناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في العراق واعادة توطينهم.
وأكد العباي خلال الاجتماع الذي شاركت فيه مساعد المفوض السامي للاجئين اريكا فيلر ومارتن كوبلر الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق على أنّ بلاده قد نفذت جميع التزاماتها بموجب مذكرة التفاهم الموقعة مع الأمم المتحدة في 25 كانون الاول (ديسمبر) العام الماضي لكنها لم تجد بالمقابل اية خطوات عملية تنفيذية سيما ان المفوضية السامية للاجئن قامت باجراءات التسجيل والمقابلات لحوالف من عناصر المنظمة تمهيدا لقبولهم لاجئين في دول ثلاثة باميرا واستراليا ودول اوروبية.
ترحيل مجاهدي خلق من العراق quot;حق سياديquot;
وطالب هذه الدول المعنية والمفوضية بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها وذلك بعد مضي اكثر من تسعة شهور على توقيع الاتفاق. وشدد المسؤول العراقي على ان بلاده quot;لن تبقى ملاذا لهذه المجموعة (مجاهدي خلق) التي اصبح وضعها يؤثر على الامن الوطني وحيث ان ترحيلهم من العراق حق وقرار سياديquot;.
وأضاف أنّ نقل سكان المعسكر وهو موقع مؤقت سيكون حين اكمال جراءات توطينهم في بلدان اخرىquot; كما نقل عنه بيان للخارجية الراقية اليوم الاربعاء. ودعا الحكومات المعنية الى ضرورة تقاسم الاعباء والشراكة في هذا الموضوع وايجاد حلول دائمة لسكان المعسكر لاغراض انسانية.
من جانبها أكدت فيلر على أنّ المفوضية مستمرة في جهودها وتدعو الحكومات المعنية إلى إيجاد آليات لتوطين سكان المعسكر معربة عن أملها الى التوصل الى فهم مشترك. اما كوبلر فقد عبر عن quot;امتنانه للحكومة العراقية لتعاونها والتسهيلات التي قدمتها في هذا الجانبquot;.
وحضر الاجتماع المستشار الخاص لوزير الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وممثلو عدد من الدول الاعضاء في الامم المتحدة ومستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وممثل العراق الدائم في جنيف.
وكانت عملية سياسية ولوجستية شاقة استمرت تسعة أشهر قد انتهت في 16 الشهر الماضي تم خلالها نقل سكان مخيم quot;أشرفquot; لمنظمة مجاهدي خلق البالغ عددهم 3280 شخصا الى مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; الجديد قرب مطار بغداد الدولي. وتم نقل المجموعة السابعة الاخيرة من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من مخيم اشرف (80 كم شمال شرق بغداد) الى مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; قرب مطار بغداد الدولي وهو قاعد عسكرية اميركية سابقة.
الوطن الثالث!
ومن جهته اعتبر ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر عملية النقل هذه quot;خطوة مهمة تدفع نحو توطين هؤلاء العناصر في بلد ثالثquot;. ودعا quot;المجتمع الدولي الى تسريع جهوده لقبول السكان في بلدان ثالثةquot;. وقال quot;هذه خطوة مهمة، بالنظر إلى اقترابنا من نهاية عملية الانتقال.
وبهذه العملية تم اغلاق مخيم quot;أشرفquot; الذي كان يقيم فيه عناصر خلق منذ 26 عاما تنفيذا لاتفاق نص على نقل 3280 معارض إيراني الى مخيم الحرية في اطار عملية من المفترض ان تنهي ملفهم في العراق حيث تنوي المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بدء الخطوات الضرورية لمنحهم وضع لاجىء في دول ثالثة لتتيح بذلك استقرارهم خارج العراق.
مجاهدو خلق خارج قائمة الإرهاب
وكانت واشنطن اعلنت الاسبوع الماضي عن رفع وزارة الخارجية الأميركية رسميا اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الإرهابية. وقالت الوزارة في بيان إن كلينتون اتخذت القرار الذي يسري اعتبارا من الجمعة quot;في ضوء نبذ الجماعة علنا للعنف، وعدم ارتكاب الجماعة أعمالا إرهابية مؤكدة على مدى أكثر من عشر سنوات تعاونها في الاغلاق السلمي لمعسكر أشرف الذي يمثل قاعدتها التاريخية في العراقquot;.
لكنها أكدت أنها quot;لن تغفر ولن تنسى الأعمال الإرهابية الماضية لمجاهدي خلق وبينها ضلوع (المنظمة) في قتل مواطنين اميركيين في إيران خلال السبعينات وفي اعتداء على الاراضي الاميركية العام 1992quot;.
رجوي ترحب
ورحبت زعيمة منظمة مجاهدي خلق مريم رجوي بقرار الوزيرة كلينتون قائلة quot;انه قرار صائب وكان من المرجح أن يتخذ قبل عدة سنوات ليزيل عائقًا جادًا من أمام الشعب الإيراني في نضاله من أجل الديمقراطية، حيث سعى الملالي (الصفة التي تطلقها على حكام إيران) لفترة أكثر من عقد من الزمن بكل طاقاتهم وإمكانياتهم للحؤول دون إلغاء هذه التسمية وهم لا يخفون غضبهم وإحباطهم ويحاولون التصدي للقرار بواسطة لوبياتهم في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا بصورة محمومةquot;.
ودعت إلى تغيير في إيران من خلال الشعب الإيراني ومقاومته العادلة وأن تكون السيادة لأصوات الشعب من خلال انتخابات حرة، وطالبت المجتمع الدولي quot;بإنهاء سياسة المسايرة والمهادنة حيال الملالي القمعيين ونطالب بدعم حق الحرية والمقاومة للشعب الإيرانيquot;.
وقالت quot;إن القلق الشديد للجالية الإيرانية يبقى كما كان قبلا مركزا على تحسين ظروف الحياة لقرابة 3300 من أصدقائهم وافراد عائلاتهم من أعضاء مجاهدي خلق في مخيم الحرية (ليبرتي) داخل الاراضي العراقيةquot;.
وناشدت رجوي الوزيرة كلينتون والدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإلحاح ان quot;تلزم الحكومة العراقية بمراعاة الحقوق القانونية كلاجئين للسكان من عناصر مجاهدي خلق ومنها حق الملكية على ممتلكاتهم وذلك من أجل إعادة توطينهم في بلدان ثالثة بعيدا عن اية مواجهة واختلاق ذرائع وصعوبات غير مبررةquot;.
وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد سمح للمنظمة التي تعتبرها الولايات المتحدة ارهابية منذ عام 1997 بالاقامة في مخيم اشرف خلال حربه ضد إيران التي استمرت بين عامي1980و1988. وقد جرد المخيم من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003 وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر قبل ان يتسلم العراقيون هذه المهمة في عام 2009.
التعليقات