أعمدة الدخان جرّاء الهجوم السوري على قرية تركية حدودية

أتى دعم الناتو القوي لتركيا بعد قصف قواتها أهدافا سورية ليشعرها بالمزيد من الجرأة في مواجهة نظام الأسد الذي أصبح يدرك أن أي استفزاز جديد ضد أنقرة سيكون بمثابة انتحار بالنسبة له.


أوردت تقارير صحافية عن مجموعة من الخبراء قولها إن إمكانية جرّ قوات الناتو إلى الصراع السوري أضحت قائمة وغير مستبعدة، في أعقاب الهجوم السوري الذي أسفر عن مقتل 5 مدنيين في إحدى القرى الحدودية، ما دفع بالجيش التركي للردّ بقصف مواقع سورية. وأضاف هؤلاء الخبراء أن دعم الناتو قد يجعل أنقرة أكثر جرأة.

ورغم استبعاد المحللين إمكانية أن تتحول تلك الأجواء المتوترة إلى عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة أو أي من شركاء تركيا في حلف الأطلسي، إلا أن دعم الناتو الرسمي القوي لتركيا في وقت متأخر من مساء يوم أمس، حتى بعد قصف القوات التركية لأهداف سورية، جعل بعض الخبراء في المنطقة يقولون إنه سيُشعِر تركيا الآن بالجرأة لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد حال حدوث مزيد من الاستفزازات.

انتحار نظام الأسد

ونقلت في هذا السياق صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية عن سونر كاغابتاي وهو خبير في الشأن التركي لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قوله: quot;سوف يدرك الأسد أنه سيكون بمثابة الانتحار بالنسبة له إذا استفز بشكل أكبر قوى الناتو التي تدعم تركيا بكل قوة، وهو ما سيجعله يتراجع ولا يقدم على ذلك. لكن هذا سيعني أن أنقرة سترى مزيداً من الانفتاح للرد على أي تصرفات سورية أو حتى أن تتحرك عسكرياً أولاً ضد تهديد بعينه إذا شعرت بأن عليها أن تقوم بذلكquot;.

هذا وقد انضمت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى كل من الأمين العام لحلف الناتو، أندرس فوغ راسموسن، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تحذير النظام السوري من التداعيات المحتملة الخطيرة للتصرفات الاستفزازية كهذا القصف الذي وقع يوم أمس وأسفر عن مقتل 5 مدنيين في قرية أكاكالا التركية.

وقالت الصحيفة إن ذلك القصف السوري، الذي نفذته القوات الحكومية على ما يبدو، لم يكن أول هجوم مميت يتم شنه من داخل الأراضي السورية لضرب تركيا هذا العام، وأسفرت عمليات إطلاق حدودية عن سقوط ضحايا أتراك، وسبق للجيش السوري أن أسقط طائرة تركية ضلّت طريقها على الحدود خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي.

انتقام

وعاود الخبير كاغابتاي ليقول إنه يشك في أن تركيا سعت إلى استغلال الحادث الحدودي يوم أمس في ضرب أهداف سورية للانتقام من حادث إسقاط طائرتها قبل بضعة أشهر. وأضاف أن تركيا، وبعد أن باتت واثقة من دعم الناتو لها، فإنها ستظل حذرة، وإن كانت ستشعر بقدر أكبر من الحرية للرد حين ترى أنه يتعين عليها القيام بذلك.

تركيا لم تكترث للاعتذار السوري

وأكد كاغابتاي أيضاً أن رد تركيا السريع يبيّن أنها قررت عدم الاكتراث بالاعتذار السوري وأنها أرادت بدلاً من ذلك أن تبعث برسالة قوة إلى نظام الرئيس بشار الأسد. وفي المقابل، سبق لروسيا أن حذرت الناتو والقوى الغربية قبل يوم واحد فقط من الحادثة التي وقعت يوم أمس ألا يبحثوا عن ذرائع يبرروا بها التدخل في الصراع السوري.

وأوضحت روسيا أنه لا يتعين على الغرب أن يتطلع للدخول في الصراع من خلال مبادرات مثل الممرات الإنسانية أو المناطق العازلة على الحدود. ورغم هذه المخاوف، إلا أن كاغابتاي مضى ليقول إن هناك طرفاً واحداً في الصراع تم تدعيمه بلا شك من وراء تدخل تركيا ضد الأسد وهو تيار المعارضة وقوات الثوار السورية.