ستوكهولم: ينطلق موسم جوائز نوبل في مطلع تشرين الاول (اكتوبر) ومعه التكهنات التي عادة ما تسبق اعلان الفائزين ولا سيما نوبل السلام المرموقة التي تحوم التكهنات بشأنها حول هلموت كول وسيما سمار وجين شارب الى جانب آخرين.
وضاعفت لجان التحكيم هذا العام اجراءات السرية لمنع كشف اسماء الفائزين الذين يعلن عنهم رسميا اعتبارا من الاثنين 8 تشرين الاول/اكتوبر مع نوبل الطب ثم تليها جائزة كل يوم لتختتم في الاسبوع التالي بنوبل الاقتصاد.
ويصعب في العادة توقع الفائزين في مجالات العلوم كالطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد. لكن التكهنات تنهمر من كل حدب وصوب في ما يتعلق بجائزتي السلام والادب الاكثر شهرة. وتشتهر الاكاديمية السويدية التي توزع جوائز نوبل بوسائلها التي تليق بروايات التجسس في السعي الى تجنب التسريبات، حيث تستخدم اسماء مستعارة للكتاب واغلفة زائفة للكتب التي يقرأها اعضاء لجنة الاختيار.
في العام 2005 عندما اختير المسرحي هارولد بينتر فائزا، كان اعضاء اللجنة يطلقون عليه اسم quot;هاري بوترquot; الذي يشاركه الاحرف الاولى من الاسم. واثيرت ضجة في العام الماضي عندما سرت شائعات حول تسريب محتمل في الاكاديمية.
وتم فتح تحقيقات حول رهانات مشكوك في امرها لفهم كيف ارتفعت نسبة المراهنة على الشاعر السويدي توماس ترانسترومر الفائز عام 2011 من 13 مقابل 1 الى اقل من 2 مقابل 1، قبل ساعات فقط على اعلان الاكاديمية خيارها.
وتم التخلي عن التحقيق لنقص الادلة لكن الاكاديمية قررت مضاعفة اجراءاتها هذا العام وتم الحد من عدد الذين قد يطلعون مسبقا على اسم الفائز. ولا شك فيه ان الجائزة الاكثر اثارة للتعليقات هي نوبل السلام، وهي تبدو هذا العام مفتوحة على احتمالات كثيرة من دون افضلية بارزة.
وطرحت اسماء حوالى 231 مرشحا لهذه الجائزة من بينهم بيل كلينتون وهلموت كول والاميركي المشتبه به في تسريب معلومات لويكيليكس برادلي مانينغ. وينشر رئيس معهد ابحاث السلام في اوسلو كريستيان بيرغ هارفيغن سنويا لائحة بالفائزين المحتملين، علما انه يتابع من قرب اعمال لجنة نوبل.
وتشمل اللائحة لهذا العام الخبير الاميركي في الثورة السلمية جين شارب ومنظمة ميموريال غير الحكومية الروسية لحقوق الانسان ومؤسستها سفيتلانا غنوشكينا ومجموعة صدى موسكو الاعلامية المستقلة ورئيس تحريرها اليكسي فينيديكتوف.
كما ادرج اسما نيجيريين يكافحان التعديات تحت ستار الدين وهما رئيس الاساقفة جون اونييكان وسلطان سوكوتو محمد سعد ابو بكر الى جانب رئيس بورما ثين سين. كما ذكر اسم الناشطة الافغانية لحقوق الانسان والوزيرة السابقة المناهضة للنقاب سيما سمار.
لكن التكهنات حول جائزة الفيزياء اتخذت هذا العام اتجاها مفاجئا. فاكتشاف جسيمة مهمة في تموز/يوليو قد تكون ما يعرف بquot;بوزون هيغزquot; شكل اختراقا هائلا في نصف القرن الاخير واعتبر جديرا بجائزة نوبل.
لكن لجنة نوبل الفيزياء ما زالت تلزم الصمت حيال هذا الاحتمال. وقال احد اعضائها لارس برينك لفرانس برس quot;كل ما ساقول هو انه اكتشاف كبيرquot;. وهذا العام قررت اللجنة بسبب الازمة الاقتصادية تخفيض قيمة الجائزة 20% لتبلغ 8 ملايين كورون (930,940 يورو) مقابل عشرة ملايين كانت تمنح منذ 2001.
التعليقات