اشتباكات بين قوات الأمن الأردنية ولاجئين سوريين في مخيم الزعتري

أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء أن الجيش الأميركي أرسل قوة خاصة إلى الأردن لمساعدة المملكة على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين، وهو ما نفاه مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.


إعداد عبدالإله مجيد، وكالات:نفى الأردن الأربعاء وجود قوات أميركية خاصة فوق أراضي المملكة لمساعدته على التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين ومواجهة أي خطر متعلق بالاسلحة الكيميائية.

ونقلت وكالة الانباء الأردنية الرسمية (بترا) عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة نفيه quot;ما ذكرته وتناقلته بعض وسائل الاعلام عن وجود قوات أميركية في الأردن لمساعدة اللاجئين السوريين أو لغايات مساعدة القوات المسلحة الأردنية لمواجهة أية اخطار تتعلق بالاسلحة الكيميائيةquot;. وأضاف أن quot;القوات المسلحة الأردنية قادرة ولديها الامكانات كافة لمواجهة أية تهديدات مستقبلية مهما كان نوعهاquot;.

واوضح المصدر أن quot;وجود أية قوات صديقة أو شقيقة في الأردن هو لغايات تنفيذ تمارين مشتركة تنفذها القوات المسلحة ضمن برامجها التدريبية السنوية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقةquot;، مشيرًا إلى أن quot;هذا معمول به منذ عشرات السنين وليس بالامر الجديد وليس له أي علاقة بما يجري في المنطقةquot;. وبحسب المصدر فإن quot;القوات المسلحة (الأردنية) نفذت في صيف هذا العام تمرينًا مع أكثر من 19 دولة شقيقة وصديقةquot;.

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أكد أن الولايات المتحدة نشرت حوالي 150 عسكريًا في الأردن لمساعدته على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الاسلحة الكيميائية في سوريا.

وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إن هذه القوة تنتشر في مركز للتدريب تابع للجيش الأردني على بعد حوالي خمسين كيلومترًا عن الحدود السورية. وأكد المسؤول الأميركي بذلك نبأ نشرته صحيفة نيويورك تايمز الاربعاء.

خطط لحماية الأردن

لاجئون سوريون يعبرون الحدود مع الأردن

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين مطلعين على العملية أن مهمة هذا الفريق الخاص تشمل ايضًا إعداد الخطط لحماية الأردن بوصفه حليفاً مهماً للولايات المتحدة في المنطقة من تداعيات الأزمة السورية وتفادي نمط الاشتباكات التي تحدث الآن على الحدود السورية التركية.

وقال المسؤولون إن فكرة إقامة منطقة عازلة بين سوريا والأردن تفرضها قوات أردنية على الجانب السوري من الحدود، وتكون مدعومة سياسيًا، وربما لوجستيًا، من الولايات المتحدة، بُحثت، ولكن اقامة مثل هذه المنطقة هي الآن مجرد احتمال لحالات الطوارئ.

وامتنعت ادارة اوباما عن التدخل في النزاع السوري أبعد من توفير معدات اتصالات ومساعدات أخرى غير فتاكة لقوات المعارضة السورية. لكن الموقع الذي يتمركز فيه فريق المخططين والخبراء الأميركيين قرب عمّان يمكن أن يقوم بدور اوسع إذا تغيّرت السياسة الأميركية. ويبعد المركز أقل من 50 كلم عن الحدود السورية، وهو أقرب وجود عسكري أميركي إلى النزاع المستعر في سوريا.

وامتنع المسؤولون في البنتاغون والقيادة العسكرية لقوات المنطقة الوسطى المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط عن التعليق على الفريق الخاص أو مهمته. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن متحدثًا باسم السفارة الأردنية في واشنطن ايضًا امتنع عن التعليق.

وإزاء تفاقم الأزمة السورية تشعر واشنطن بقلق متزايد من امتداد العنف في عموم المنطقة. وشهد الأسبوع الماضي قصفًا متبادلاً بالمدافع وقذائف الهاون عبر حدود سوريا الشمالية، التي أصبحت معبرًا لمقاتلي المعارضة السورية.

وفي غرب سوريا اندلعت اشتباكات عنيفة أخيرًا في قرية قرب المعبر المؤدي إلى سهل البقاع في لبنان. وإلى الشرق، فقد النظام السوري سيطرته على بعض المعابر الحدودية، بينها المعبر القريب من مدينة القائم في العراق.

وتأثر الأردن ايضًا بالقتال. إذ وقعت مناوشات بين قوات الجيش النظامي السوري والأردنيين، الذين يحرسون حدود الأردن الشمالية حيث ترتبط عائلات كثيرة بأواصر قربى مع سوريا. وفي 4 آب/اغسطس، أُصيبت طفلة في الرابعة من العمر في بلدة حدودية أردنية عندما اصابت قذيفة سورية منزلها، وهناك مخاوف في الأردن من أن تصاعد شدة القتال في سوريا قد يؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين اليه.

ويشعر الأردن، الذي كان من اوائل الدول العربية التي دعت إلى تنحي الأسد، بقلق متزايد من أن المتطرفين الاسلاميين الذين يتوافدون للانخراط في القتال في سوريا، يمكن أن يعبروا الحدود المفتوحة بينه وبين سوريا.

quot;الأسد المتأهبquot;

وكانت مهمة الفريق الأميركي الخاص في الأردن بدأت بهدوء هذا الصيف. ففي ايار/مايو نظمت الولايات المتحدة تمرينًا تدريبيًا واسعًا أُطلق عليه اسم quot;الأسد المتأهبquot; بمشاركة نحو 12 الف جندي من 19 بلدًا، بما في ذلك قوات خاصة أميركية.

بعد انتهاء التمرين، بقيت الوحدة الأميركية الصغيرة في الأردن، وأُنشئ منها الفريق الخاص، الذي يرابط في مركز التدريب الأردني في شمال عمّان. ويضم الفريق خبراء في الاتصالات واللوجستيات ومدربين وافرادًا من مقر القيادة، بحسب مسؤولين أميركيين. كما يضم الفريق مسؤولاً من مكتب السكان وشؤون اللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية الأميركية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل quot;إننا نعمل بصورة وثيقة مع شركائنا الأردنيين على جملة قضايا تتعلق بسوريا منذ فترةquot;. وأضاف أن من بواعث القلق بصفة خاصة تأمين مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. وتابع quot;نحن، كما قلنا من قبل، نخطط لاحتمالات مختلفة، احاديًا ومع شركائنا الاقليميينquot;.

واجتمع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في عمّان في آب/اغسطس مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتعهد في حينه باستمرار الولايات المتحدة في مساعدة الأردن على التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين. وبعد بانيتا، زار الأردن في ايلول/سبتمبر الجنرال جيمس ماتيس قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى، الذي التقى مسؤولين أردنيين كبارًا في عمّان.

ويمضي اعضاء الفريق الأميركي الخاص جُلّ وقتهم في العمل مع الجيش الأردني بشأن القضايا اللوجستية، مثل نقل اطنان من الأغذية والماء والمرافق الصحية إلى الحدود، وتدريب الجيش الأردني على التعامل مع اللاجئين. وقبل نحو شهر كان يعبر الحدود إلى الأردن نحو 3000 سوري يوميًا. ولكن بعد قيام جيش النظام السوري بتعزيز مواقعه في جنوب سوريا انخفض عدد اللاجئين إلى مئات في اليوم.

وبحسب ارقام الأمم المتحدة، يستضيف الأردن حاليًا نحو 100 الف لاجئ سوري مسجل أو ينتظر تسجيله. وقال مسؤولون أميركيون إن العدد الاجمالي قد يكون ضعف هذا الرقم تقريبًا.

كما يرسل الجيش الأميركي معدات طبية إلى الحدود، وقام بتوفير كميات من الحصى، للمساعدة على تقليل الغبار في مخيم الزعتري، الذي ساعد الفريق الخاص الأميركي على انشائه، ويضم الآن 35 الف لاجئ سوري. ووفر الفريق الأميركي ايضًا اربعة مبانٍ كبيرة مسبقة الصنع لاستخدامها كمدارس في مخيم الزعتري. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول إن التكاليف بلغت حتى الآن اقل من مليون دولار.