قوات تركية على الحدود السورية

رغم اشتعال المواجهات بين سوريا وتركيا، تؤكد الأخيرة أن لا نية لديها في بدء الحرب. لكن في حال استمرار الاستفزاز من قبل نظام الأسد قد تجد تركيا نفسها في قلب الصراع السوري.


رغم تواصل تبادل إطلاق نيران المدفعية لليوم السادس على التوالي بين الجانبين السوري والتركي، إلا أن أياً منهما لا يريد أن يحول الصراع السوري إلى حرب إقليمية، وإن كانت هناك عوامل أخرى تشير إلى تصاعد التوترات، بحسب ما أكده محللون.

وبينما أكد نظام الرئيس بشار الأسد أنه لا يستهدف تركيا، مُقدِّماً اعتذاره عن القذائف التي تسقط عن طريق الخطأ في الأراضي التركية، إلا أن ذلك لم يمنع تركيا، وهي عضو في حلف الناتو، من الرد على ذلك القصف بإطلاق نيران مدفعيتها على منشآت الجيش السوري، وهو السيناريو الذي قد يتدهور سريعاً وتنشب معه حرب تداعيات غير متوقعة أوسع في النطاق، طبقاً لما ذكره فريق من الخبراء الإقليميين.

وقد أفصح الناتو عن أن الحلف العسكري الذي يتألف من 28 دولة، ويضم الولايات المتحدة وكندا إلى جانب الدول الأوروبية، سوف يقف إلى جوار تركيا إذا ساءت الأوضاع. وأكد محللون شرق أوسطيون في هذا السياق عدم وجود رغبة لدى أي من الجانبين السوري أو التركي في أن يتحول ذلك الصراع السوري المشتعل إلى حرب إقليمية.

فليس من مصلحة تركيا أن ترى القتال يغمر حدودها الممتدة مسافة 900 ميل مع سوريا، ويدرك الرئيس الأسد، الذي يتعرض بالفعل لضغوط دولية هائلة، ما معنى التدخل الذي تم العام الماضي من جانب الناتو في الصراع الذي كان مشتعلاً في ليبيا.

ورغم ذلك، إلا أن الأسد يبدو غير مستعد للتخلي عن خوض غمار القتال مع الثوار بطول الحدود التركية، في الوقت الذي لا تشير فيه أي دلائل إلى أن حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان على وشك أن تتراجع عن موقفها الحازم ضد الأسد.

كما أن إردوغان مستمر في طمأنة الشعب التركي بأن أيام الأسد باتت معدودة وأن الصراع الذي أسفر عن وصول حوالى 100 ألف لاجئ سوري إلى تركيا سينتهي عما قريب. وفي ظل تشبث الأسد بموقفه، على الرغم من وضعيته الضعيفة، فإنه لا يبدو أنه يفكر في الرحيل، وتتزايد القرائن الدالة على تحول الصراع لصراع إقليمي.

وفي غضون ذلك، بدأت تطلق الولايات المتحدة تحذيراتها من تقديم الأسلحة الثقيلة خشية أن تصل في نهاية المطاف إلى الإسلاميين المتطرفين كما حدث في ليبيا بعد سقوط القذافي.

وأشار تقرير ضمن هذا السياق نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى أن الناتو مستعد بالفعل للدفاع عن تركيا في مواجهة سوريا، مع استمرار المواجهات بين الطرفين، كما أوضح الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن.

واعتبرت الصحيفة أن ذلك التصريح من جانب راسموسن هو أقوى إشارة دالة على دعم تركيا منذ أن بدأت عمليات تبادل نيران المدفعية يوم الأربعاء الماضي. وسبق لراسموسن أن قال قبيل اجتماع لوزراء دفاع الحلف في بروكسل quot;يمكن لتركيا بكل وضوح أن ترتكز على تماسك الناتو. ولدينا خطط ضرورية لحماية تركيا والدفاع عنها في حال تطلب الأمر ذلك. ونحن إذ نأمل ألا يكون من الضروري الإقدام على تفعيل مثل هذه الخطط، حيث نأمل التوصل لحل سياسي للصراع القائم في سورياquot;.

ومضت الصحيفة تنقل عن فولكر بيرثيز مدير المعهد الألماني للشؤون الأمنية والدولية قوله quot;رغم اشتعال المواجهات بينهما خلال الأيام الأخيرة، إلا أنه لا توجد نية لدى تركيا في بدء حرب مع سوريا. وفقط في حال حدوث تغير مفاجئ بالموقف على أرض الواقع، فإن ذلك قد يجر تركيا إلى ما يبقى حتى الآن صراعاً داخلياًquot;.