جاء فشل الرئيس المصري محمد مرسي في منع الإقتصاد من التدهور، وفي الوفاء بوعد القضاء على أخطر خمس أزمات في حياة المصريين خلال المائة يوم الأولى من عمر ولايته، ليشكل ضربة جديدة للإخوان المسلمين، عشية استحقاقي الانتخابات البرلمانية المقبلة والاستفتاء على الدستور الجديد.


يرى سياسيون أن نجاح الرئيس المصري محمد مرسي يعني نجاح التجربة الإخوانية بالكامل، في حين أن فشله سوف ينعكس تلقائيًا على الإخوان في الانتخابات. وجاء الحديث عن تدني شعبية مرسي في أعقاب الإحتفالات بأعياد نصر أكتوبر، التي تزامنت مع إنقضاء أول مائة يوم في عمر ولايته الرئاسية، وعدم الوفاء بالقضاء على أزمات المرور، والإنفلات الأمني، الخبز، الوقود.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل يتبرّأ الإخوان من الرئيس في حالة إستمرار حالة عدم الرضا وإنخفاض شعبيته لضمان الحصول على الأغلبية بالبرلمان؟ أم أن الإخوان لن يتخلوا عنه حتى لو وصل الأمر الى فقدان تلك الأغلبية؟

إخفاق الرئيس والإخوان

ووفقاً لوجهة نظر عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أسيوط، فإنه من المعروف سياسياً في جميع دول العالم المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأميركية أو فرنسا، أن نجاح الرئيس ممثل الحزب الذي أوصله للحكم يمثل نجاح الفصيل بالكامل وتجربته، لأن هذا الفصيل أو الحزب دفع به ليكون ممثلاً عنه، وسانده، بل ونفذ برامجه.

وأضاف لـquot;إيلافquot; أنه في أميركا مثلاً، إذا نجح ممثل الحزب الجمهوري في مرحلة ما، فإن هذا النجاح ينسب إلى الحزب الجمهوري، وإذا أخفق فإن الإخفاق ينسب أيضاً إلى الحزب الجمهوري، والأمر نفسهبالنسبة للحزب الديمقراطي، ويحدث هذا في فرنسا بدليل أن فشل الرئيس في الحكم يؤدي إلى سقوط الحزب في الإنتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ذلك.

وأشار إلى أنّ مرسي ينفذ برنامج جماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، وبالتالي لا يمكن الفصل بين الطرفين حتى لو صدر منهما غير ذلك. ولفت إلى أن الناخب لن يفرق بين الرئيس والإخوان وسوف ينعكس شكل إدائه في إدارة الدولة على نتائج أي إنتخابات مقبلة، سواء الإنتخابات البرلمانية أو المحلية، أو حتى الإستفتاء على الدستور الجديد.

ونبّه إلى أن الجماعة في أشد الحاجة لدعم الرئيس لأن ذلك سيكون البوابة لتحقيق الأغلبية في الإنتخابات البرلمانية المقبلة، بل أن نجاح الرئيس سوف يكون أحد أهم وسائل الدعاية للإخوان في الإنتخابات، منوهاً بأن الكثير من الشعب المصري ممن خرجوا وصوتوا للدكتور مرسي هم لا يعرفونه شخصياً، بل كان التصويت بناء على أنه مرشح الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة.

إنعكاسات سلبية

واعتبر جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس، أن فشل مرسي في تنفيذ ما وعد به الشعب، سوف ينعكس سلباً على شعبية الإخوان بالشارع، وسينعكس ذلك أيضًا على موقفهم في الإنتخابات البرلمانية القادمة بل سينعكس الأمر على الأحزاب الإسلامية بشكل كامل، وقد تفهم حزب النور السلفي هذا الأمر فبدأ في توجيه انتقادات للرئيس.

وقال زهران لـquot;إيلافquot; إن شعبية الرئيس سوف تقل خلال الأيام القادمة في حالة إصراره على التبعية للجماعة وعدم تشكيل جمعية تأسيسية للدستور ترضي الشعب المصري في سبيل إرضاء الإسلاميين.

ولفت إلى أن الناخب المصري على وعي كبير بما يحدث حوله، ولن يستطيع الإخوان خداعه مرة أخرى بشراء الصوت بالزيت والسكر، متوقعًا أن تشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة تنافساً كبيرًا في ظل وجود تيارات سياسية مدنية قادرة على التحالف والمضي قدماً في مواجهة تمدد الإسلاميين.

قطيعة نهائية

فيما يجزم طارق الزمر وكيل مؤسسي حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، بأن العلاقة بين مرسي وجماعة الإخوان قد انقطعت منذ توليه السلطة وهو السبب الرئيسي فى تطور أدائه حتى الآن.

واستبعد تمامًا أن يتم إلصاق نجاح أو فشل الرئيس لفصيل سياسي كامل، ويتابع: quot;لا يوجد ربط بين نجاح أو فشل الرئيس وتحقيق الإخوان أو الإسلاميين فوزاً مريحًا في الإنتخابات البرلمانية القادمة، بدليل أن مرسي نجح في الإنتخابات الرئاسية رغم ما قيل عن سوء أداء الإخوان والإسلاميين بشكل عام تحت القبة في البرلمان المنحلquot;.

إرتفاع الشعبية

من جانبه، قال صبحي صالح عضو الهيئة العليا في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، لـquot;إيلافquot; أن مرسي خلع عباءة الإخوان منذ توليه السلطة ويسير بأيديولوجية عمل مختلفة تمامًا عن الجماعة، وبالتالي فلن تتأثر الجماعة بازدياد أو قلة شعبيته، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة إرتفاعًا لمؤشر الرئيس والإخوان والحزب، مما سينعكس بدوره على الإنتخابات المقبلة.

ونبّه إلى أن مرسي يسير نحو مرحلة العمل والإنتاج وتنفيذ برنامجه الإنتخابي الذي وعد الشعب بتنفيذه. وأكد صالح أن الحزب يقف وراء الرئيس ويسانده، والتبرؤ منه غير مطروح في حالة فشله.