مازال الفيديو الذي تم تسريبه في تونس للشيخ راشد الغنوشي يثيرا جدلا واسعا في البلاد، وطالب 75 من نواب المعارضة بالمجلس الوطني التأسيسي الخميس بحل quot;حركة النهضةquot; الحاكمة بسبب ما أسموه quot;تآمرها عى مدنية الدولةquot; في تونس.


تونس: طالب 75 من نواب المعارضة بالمجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) الخميس بحل quot;حركة النهضةquot; الاسلامية الحاكمة بسبب ما أسموه quot;تآمرها عى مدنية الدولةquot; في تونس، في حين أقام محام تونسي دعوى قضائية ضد رئيس الحركة راشد الغنوشي بتهمة quot;التآمر على أمن الدولة الداخليquot;.

ووقع 75 من جملة 217 من نواب المجلس التأسيسي على عريضة دعوا فيها الى quot;حلquot; حركة النهضة quot;قانونياquot; بسبب quot;تآمرها على مدنية الدولةquot; وذلك غداة تسريب شريط فيديو نادر على الانترنت للقاء جمع بين سلفيين وراشد الغنوشي، قال معارضون إنه quot;فضحquot; المشروع quot;السلفيquot; لحركة النهضة.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية في تونس

وفي شريط الفيديو المسرب، نصح الغنوشي السلفيين بquot;الصبرquot; ومراكمة المكاسب وعدم التسرع لان الجيش والشرطة في تونس quot;غير مضمونينquot; باعتبارهما quot;ما زالا بيد العلمانيينquot; وفق قوله. ودعاهم الى ان quot;يملأواquot;، في الاثناء، البلاد بالجمعيات الدينية والمدارس القرآنية وأن ينشئوا الاذاعات والتلفزيونات لأن quot;الناس (في تونس) لا تزال جاهلة بالاسلامquot; حسب رأيه.

وقالت حركة النهضة في بيان الاربعاء ان شريط الفيديو quot;يتعلق بمداخلة للغنوشي أمام مجموعة من الشباب السلفي في شهر شباط/فبراير 2012 خلال المناقشات الدائرة حول الفصل الاول من الدستورquot; التونسي الجديد الذي يعكف المجلس التأسيسي على صياغته.

والخميس طالب نواب من المعارضة، رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر بعقد جلسة عامة استثنائية بالمجلس السبت القادم لبحث الكلام quot;الخطيرquot; الذي ورد على لسان راشد الغنوشي في شريط الفيديو المسرب.

كما أعلن المحامي التونسي حاتم فرحات أنه أقام دعوى قضائية في المحكمة الابتدائية بولاية المهدية (وسط شرق) ضد راشد الغنوشي بتهمة quot;التآمر على امن الدولة الداخليquot;.وقال المحامي في نص الدعوى القضائية ان كلام الغنوشي في شريط الفيديو quot;يهدد الإنتقال الديمقراطي في البلاد، ومدنية الدولة، والسلم والأمن الاجتماعيينquot;.

وأقر راشد الغنوشي في مقابلة مساء الخميس مع التلفزيون الرسمي الاصلي أن الفيديو المسرب حقيقي لكنه قال إنه تم quot;اجتزاء بعض مقاطعه وتركيبهاquot;.

وأضاف ان الكلام الذي قاله للسلفيين بخصوص الجيش والشرطة في تونس قصد منه دعوتهم إلى عدم quot;الاستهانةquot; بقوى الدولة التي quot;لها جيشها وشرطتهاquot;.

وأضاف quot;أكرر مرة أخرى للشباب (السلفي) المندفع ألا يستهينوا بقوى الدولة (لأن) أجيالا قبلهم، يسارية وإسلامية، استهانوا بقوى الدولة فدفعوا الثمن غالياquot;.

وأشار الغنوشي إلى انه لا يعادي quot;العلمانيةquot; وأن العلمانية التي انتقدها في شريط الفيديو هي العلمانية quot;المتشددة والمتطرفةquot;.

وذكر بأن حركته شكلت تحالفا حاكما مع quot;العلمانية المعتدلةquot; في إشارة إلى حزبي quot;التكتلquot; وquot;المؤتمرquot; اليساريين الوسطيين.

ويقول مراقبون إن الجيش هو المؤسسة الوحيدة في البلاد التي لم quot;تخترقهاquot; حركة النهضة حتى الان.

ويتولى قياديون في حركة النهضة ثلاث وزارت سيادية في البلاد هي الداخلية والعدل والخارجية اضافة إلى رئاسة الحكومة التي يتولاها حمادي الجبالي أمين عام حركة النضهة، فيما يتولى عبد الكريم الزبيدي (مستقل) وزارة الدفاع.

الجيش quot;ملتزم بالحياد التامquot; تجاه الاحزاب

أعلنت وزارة الدفاع التونسية الخميس أن المؤسسة العسكرية في تونس quot;ستبقى ملتزمة بالحياد التامquot; تجاه كل الاحزاب السياسية، وذلك إثر توجيه اتهامات لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة بالسعي إلى quot;السيطرةquot; على الجيش من أجل إقامة دولة quot;اسلاميةquot; في تونس.

وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الرسمي في شبكة الانترنت quot;بالنظر إلى ما تتداوله مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي وبعض الأطراف بخصوص المؤسسة العسكرية، فإن وزارة الدفاع الوطني تؤكد للمرة الألف أن المؤسسة العسكرية التونسية باقية وستبقى ملتزمة بالحياد التام وتقف على نفس المسافة من كل الأحزاب ومكونات الطيف السياسي بالبلاد وبعيدة كل البعد عن التجاذبات والمزايدات السياسيةquot;.

وأضافت الوزارة أنها quot;تترفع عن حملات اللغط واللغو والتشكيك وأن ذلك لن ينال من سمعتها ومعنويات أفرادها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونسquot;.

وتابعت quot;كما تجدد دعوتها لكافة العسكريين على مختلف أصنافهم إلى الالتزام التام بقوانين الدولة وتراتيب الجيش الوطني والعمل في كنف الانضباط ونكران الذات والتفاني في القيام بمهامهم خدمة للمصلحة العليا للوطن ودوام عزته ومناعته وإعلاء شأنه بين الأممquot;.

واتهم معارضون الخميس حركة النهضة الاسلامية بالسعي إلى quot;السيطرةquot; على الجيش تمهيدا لاقامة دولة quot;إسلاميةquot; في تونس وذلك غداة تسريب شريط فيديو نادر للقاء جمع سلفيين برئيس الحركة راشد الغنوشي الذي قال إن الجيش والشرطة في تونس quot;غير مضمونينquot;.

وقال الغنوشي في الشريط quot;صحيح ان الفئات العلمانية في هذه البلاد لم تحصل على الاغلبيةquot; في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أجريت في 23 تشرين الاول/أكتوبر 2011 وفازت فيها حركة النهضة، لكن quot;الاعلام والاقتصاد والادارة التونسية بيدهم (..) بيدهم الجيش، الجيش ليس مضمونا، والشرطة ليست مضمونة (..) اركان الدولة مازالت بيدهمquot;.

وصرح الغنوشي في مقابلة مساء الخميس مع اتلفزيون الرسمي التونسي انه قصد من وراء تصريحاته تنبيه السلفيين من مغبة quot;الاستهانة بقوى الدولة التي لها جيشها وشرطتهاquot;.

وأظهرت استطلاع رأي نشرته صحيفة محلية الاسبوع الماضي، أن حوالي 90 % من التونسيين يثقون في جيش بلادهم.

ويقول مراقبون إن الجيش هو المؤسسة الوحيدة في تونس التي لم quot;تخترقهاquot; حركة النهضة حتى الان.

ويتولى قياديون في حركة النهضة ثلاث وزارت سيادية في البلاد هي الداخلية والعدل والخارجية اضافة إلى رئاسة الحكومة التي يتولاها حمادي الجبالي أمين عام حركة النضهة، فيما يتولى عبد الكريم الزبيدي (مستقل) وزارة الدفاع.