اكتملت جاهزية قوات أمن الحج قبل أيام من اكتمال وصول حجاج مكة الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليوني حاج، وسط ظروف سياسية استثنائية، لا زالت سوريا تعيش جحيمها.


الرياض: تحشد السلطات السعودية كافة خداماتها لإنجاح موسم الحج، وفي كل عام غالبا ما يُستحدث أمرا أو مشروعا يساهم في تسهيل أمور حجاج مكة، لكن هذا العام سيكون الاستثناء بعد انتداب الحكومة السعودية لعدد إضافي من رجال الأمن في خطوة تهدف لتأمين سلامة الحجاج الذين سيتجاوز عددهم المليوني حاج وحاجة.

وتنطلق أعمال الحج هذا العام في الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، الموافق للثامن من شهر ذي الحجة وفق التاريخ الهجري المرجع الزمني الرسمي للشريعة الإسلامية، وسط منظومة أمنية تحيط بها التحديات.

تحدي الحج ظهر في تصريح مسئول إيراني، بعد إعلانه تنظيم مظاهرات بمكة خلال الحج لتبيين وفق ما ذكره quot;المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين من الدول الغربيةquot;، وقال القيادي الإيراني وهو رئيس دائرة الحج بالجمهورية محمد رايشهري في حديث نقله التلفزيون الإيراني أن أميركا وبريطانيا تسعيان لتغيير خريطة الشرق الأوسط عبر مؤامرات تستهدف المسلمين.

تصريح رئيس دائرة الحج الإيرانية يعيد تاريخ مظاهرات حجاج إيران التخريبية عام ١٩٨٧ التي راح ضحيتها أكثر من ٤٠٠ قتيل كان غالبيتهم من رجال الأمن السعوديين، وبعض من الحجاج من عدد من الدول.

مظاهرات العام ٨٧ لا تختلف ظروف تكونها، عن ظروف حالية تعيشها المنطقة، فبينما كانت السعودية تساند الجبهة العراقية في حربها الطويلة مع إيران، تقف السعودية اليوم ضد النظام السوري الحليف الكبير في المنطقة للنظام الإسلامي الإيراني.

وتشدد السعودية على عدم تسييس الحج، الذي يعد مناسبة دينية تسمو على كافة الخلافات والمواقف الرسمية، كان آخر هذه التأكديات من جانب رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله الذي قال quot;أن الحج فريضة وعبادة إسلامية وليست مكة المكرمة والمشاعر المقدسة محلا للشعارات السياسيةquot;.

وقال رئيس الجهاز الأمني الدفاعي المستقل بالمملكة مسمى بالحرس الوطني والمشارك أيضا بقوات احتياطية quot;نحن نتمنى أن يؤدي الحجاج فريضتهم بكل يسر وسهولة، ولن نقبل ولن نرضى ما يخالف نظام وقانون المملكةquot;.

وتشارك السعودية بوحدات من قواتها الدفاعية وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية في سبيل تأمين سلامة الحج، حيث تشارك قوات وزارة الدفاع وطيرانها البري، إضافة إلى وحدات من قوات الحرس الوطني المتطور، والقوات الخاصة بوزارة الداخلية وكذلك القوات الخاصة للقوات المسلحة.

وسيكون وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز في مهمته الأولى رئيسا للجنة الحج العليا، التي ترى التعزيز الأمني هو جوهر تأمين سلامة الحجاج في أصعدة المقدسات الإسلامية، حتى عودتهم إلى بلادهم.

وأعلنت المديرية العامة للجوازات بالسعوديةأن عدد الحجاج القادمين من خارج السعودية لموسم حج هذا العام منذ بدء القدوم وحتى نهاية يوم اليوم، بلغ(662.056.1)ألف حاج، حيث كان قدومهم عن طريق الجو: (149.003.1) مليون حاج، وعن طريق البر (479.42) ألف حاج، وعن طريق البحر (034.11) ألف حاج.