نابلس: تخوض حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانتخابات المحلية في الضفة الغربية وهي مطمئنة لغياب منافستها القوية حماس، لكن تحدي عدد من الفتحاويين لقرار الحركة وقيامهم بتشكيل قوائم تنافس قوائمها الرئيسية ينغص عليها.
وستجري الانتخابات البلدية السبت وسط مقاطعة حركة حماس التي منعت اجراءها في قطاع غزة مؤكدة quot;عدم شرعيتهاquot;، او quot;الاعتراف بنتائجهاquot; في الضفة الغربية.
ومن ابرز الشخصيات الفتحاوية التي خرجت عن قرار الحركة وقررت المشاركة في الانتخابات المحامي غسان الشكعة وهو من العائلات المرموقة في مدينة نابلس وعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ 1996.
وشكل الشكعة الذي كانت علاقته وطيدة مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومن بعده الرئيس محمود عباس quot;قائمة نابلس الوطنية المستقلةquot; لخوض انتخابات احدى اكبر واهم البلديات الفلسطينية.
وسيواجه قائمة فتح الرئيسية باسم quot;التنمية والاستقلالquot; برئاسة وعضو مجلس فتح الثوري امين مقبول وقائمة quot;نابلس للجميعquot; والتي تتبع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقررت اللجنة المركزية لحركة فتح مؤخرا فصل 18 عنصرا من الحركة بينهم الشكعة، على خلفية عدم الانصياع لقرارات التنظيم المتعلقة بحصر المشاركة في القوائم التي تسميها الحركة.
وقال مقبول لفرانس برس quot;هؤلاء منشقون عن الحركة وظهر ان انتماءهم للتنظيم كان هشا وهم يبحثون عن الكراسيquot;، مضيفا انهم quot;آثروا مصالحهم الشخصية على مصالح الحركة لذلك تم فصلهمquot;.
وبحسب مقبول فان quot;عملية فصلهم من فتح تمت بطريقة ديمقراطية ووفقا للنظام الداخليquot;.
واكد مقبول ان حركته quot;عملت على محاورتهم منذ البداية بهدف ضمهم الى القوائم الانتخابية، الا انه من الواضح ان لهم اهدافا اخرىquot;.
ويخشى مقبول من ان ذلك quot;سيضعف من قوة فتح ويشتت الاصوات ويؤثر سلبا على النتائجquot;.
وكانت تقارير داخلية في حركة فتح اشارت الى ان من اسباب تراجع فرص الحركة في الانتخابات السابقة التي جرت في 2006 مشاركة كوادر من الحركة في قوائم خارج القوائم المقرة من التنظيم.
من جهته اكد الشكعة لوكالة فرانس برس quot;لست منشقا عن فتح ولم يتم فصلي لانني كنت مستقيل منها اساساquot;.
واضاف quot;فتح في دمي وخلافي ليس معها وانما مع اشخاص فيهاquot;.
وتابع الشكعة quot;لم ادخل في مواجهة لا مع فتح ولا مع أي فصيل اخر وكل ما افكر فيه هو خدمة مدينتي وابنائهاquot;.
وقال ان quot;قائمتي ستتعاون مع القائمتين الاخريين اللتين تتنافسان على مقاعد البلدية في حال نجاحهما في الوصول للمجلس البلدي ما دام الهدف هو خدمة المواطنين، وهناك توافق على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي المرجعية الاولى والاخيرة للقوائم الثلاثquot;.
وعلى الرغم من ان حركة فتح لم تعلن رسميا انها مرتاحة لغياب حماس عن المنافسه هذه المرة، فان بعض المصادر فيها لا تخفي سعادتها ببهذا الامر الذي سيمكنها من السيطرة مجددا على بلديات والمجالس المحلية التي خسرتها لصالح حماس في الانتخابات السابقة.
ولم يستبعد مقبول ان تكون قائمة الشكعة حظيت بدعم من quot;تحت الطاولةquot; من قبل حركة حماس وذلك quot;نكايةquot; بحركة فتح التي تعد غريمتها الاولى، قائلا quot;لدينا علم بذلكquot;.
لكن الشكعة نفى ذلك قائلا quot;هذه افتراءات. لم اجر اتصالات مع حماس التي اتخذت قرارا صريحا بعدم المشاركة في الانتخابات بينما هناك فصائل أخرى اجريت اتصالات معها وسيظهر هذا الشيء لاحقاquot;.
وكان الشكعة اكد في ختام حملته الانتخابية انه quot;ملتزم بخط منظمة التحرير الفلسطينية وبالتوجهات السياسية للمنظمة وللرئيس ابو مازنquot;.
واكد قيادي في حركة حماس طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس ان quot;حماس اتخذت قرارا بعدم المشاركة في الانتخابات لان عقدها من دون حكومة توافق وطني فيه تكريس للانقسامquot;.
واضاف quot;صحيح ان هذا هو قرارنا، لكننا لا يمكن ان نمنع حالات تصويت فردي لهذا الطرف او ذاكquot;.
وتوقع القيادي الحمساوي بان تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات ضعيفة وهو امر quot;من شأنه ان يظهر حركة حماس كقوة منتصرة في هذه الانتخابات رغم عدم مشاركتها بهاquot;.
وكانت مصادر فلسطينية واسرائيلية اشارت مؤخرا الى ان هناك اتصالات تجريها شخصيات اسرائيلية رسمية عالية المستوى مع بعض الفلسطينيين من باب البحث عن بدائل لمحمود عباس.
وقال الشكعة ان quot;محاولة اسرائيل خلق بدائل لن تنجح وقد جربت ذلك سابقا اكثر من مرةquot;.
ويصر مقبول على انه في حال وصوله الى مقعد رئيس البلدية سوف يستقيل من مناصبه الاخرى من ضمنها منصب امين سر المجلس الثوري لحركة quot;فتحquot; ويتفرغ للبلدية. اما في حال حصوله على مقعد عضو في المجلس البلدي فسيبقى في المجلس الثوري الى جانب عضويته في البلدية.
واكد الشكعة انه سيبقى عضوا في منظمة التحرير الفلسطيني سواء فاز في رئاسة البلدية او كعضو في المجلس البلدي.
لكن المراقبين يرون ان تصريحات المرشحين quot;اعلامية فقطquot; ووجودهما معا في مجلس بلدي واحد قد يعرقل اداء المجلس البلدي لاحدى اكبر المدن الفلسطينية.
وفي مدينة نابلس يبدو السكان منقسمين بالفعل.
ويقول ابو محمد (46 عاما) وهو سائق سيارة اجرة quot;انا من فتح اذا انا مع قائمة مقبول. انهم يستخفون بعقولنا عندما يقولون بان هذه الانتخابات غير سياسية فهي سياسية اولا واخيراquot;.
من جهته اكد جابر احمد وهو معلم quot;لن اشارك في الانتخابات لانني غير مقتنع بالمرشحين وقوائمهمquot;.
ورأى تاجر رفض الكشف عن اسمه ان quot;غسان الشكعة رجل صارم في تطبيق القوانين وخاض التجربة في الماضي والبلد لا تعمل الا بالقوةquot;.
التعليقات