آخر تحديث: الأربعاء 24 أكتوبر الساعة 16:54 توقيت غرينتش

فيما أعلن الأخضر الإبراهيمي التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى، أكد الجيش السوري الحر استعداده الالتزام بالهدنة في حال التزم النظام بها أولاً، غير أن دمشق لم تتخذ قرارها بعد.


دمشق: أعلن الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاربعاء ان النظام السوري ومسؤولين عن المعارضة المسلحة وافقوا على هدنة في سوريا خلال عيد الاضحى الذي يبدأ الجمعة، لكن الشكوك لا زالت قائمة بشان تطبيق مثل هذه الهدنة. وايد مجلس الامن الدولي الاربعاء دعوة الابراهيمي الى وقف اطلاق النار في سوريا.

ودعا المجلس في بيان باجماع اعضائه الـ15 الدول المجاورة لسوريا الى quot;استخدام نفوذهاquot; لدى الاطراف المتصارعة لانهاء الحرب المستمرة منذ 19 شهرا. كما دعا المجلس quot;جميع الاطراف وخاصة الحكومة السورية الى الاستجابةquot; لمبادرة الابراهيمي.

ميدانيا، لا شيء يوحي برغبة المتحاربين في التوجه الى وقف اطلاق نار. وقتل ثمانية اشخاص في اعتداء جديد بسيارة مفخخة في دمشق. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان حصدت المعارك واعمال العنف في كامل سوريا 142 شخصا، بينهم اكثر من 60 مدنيا.

واعلن الابراهيمي صباح الاربعاء في تصريحات صحافية في القاهرة انه حصل على موافقة السلطات السورية وquot;معظمquot; مسؤولي المعارضة المسلحة، الذين تمكن من الاتصال بهم على هدنة لمناسبة عيد الاضحى (26 الى 28 تشرين الاول/اكتوبر).

وقال الابراهيمي بعد لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة quot;وافقت الحكومة السورية على مقترح الهدنة خلال ايام عيد الاضحىquot;، مضيفا ان quot;معظم مسؤولي المعارضة المسلحة قبل بمبدأ وقف اطلاق النارquot;.

واضاف quot;اذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف اطلاق النار، نأمل ان نتمكن من البناء عليها من اجل الحديث عن وقف اطلاق نار، يكون أمتن وأطول، وجزءًا من عملية سياسية متكاملةquot;.

واعلنت وزارة الخارجية السورية ان الموقف النهائي في شأن الهدنة سيصدر غدا الخميس، فيما ابدى quot;الجيش السوري الحرquot; استعداده لوقف اطلاق النار خلال عيد الاضحى في حال التزام النظام بذلك اولا، بحسب ما افاد احد قادته العسكريين.

في الوقت نفسه، اعلنت quot;جبهة النصرةquot;، التي لا تشكل جزءًا من التركيبة العسكرية للجيش الحر، والتي يشتبه في ارتباطها بتنظيم القاعدة، رفضها للهدنة. وأطلع الابراهيمي مجلس الامن في جلسة بدات بعد ظهر الاربعاء على حصيلة الجولة التي قام بها في المنطقة وشملت دمشق.

واكد للمجلس الملتئم في نيويورك، بينما كان يتحدث هو عبر دائرة الفيديو المغلقة ان الهدنة التي يقترحها تشكل quot;خطوة صغيرةquot; يمكن ان تؤدي الى فتح حوار سياسي والى وصول المساعدة الانسانية بشكل افضل، لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع.

وقال دبلوماسي كان حاضرا خلال العرض ان انعدام الثقة بين طرفي النزاع في سوريا بعد 19 شهرا وسقوط 35 الف قتيل بحسب المرصد، وصل الى مستوى دفع الابراهيمي الى القول انه quot;غير واثق من ان الهدنة ستصمدquot;.

واضاف الدبلوماسي ان الابراهيمي طلب quot;دعما قويا وموحداquot; من مجلس الامن لجهود الوساطة التي يقوم بها، محذرا من ان فشلا جديدا في المجلس سيؤدي الى quot;اتساع رقعة النزاعquot; الى دول الجوار، مشيرا بالخصوص الى ما حدث في الاونة الاخيرة على الحدود التركية السورية.

اثر ذلك تبنى المجلس بالاجماع دعوته جميع الاطراف الى احترام هدنة عيد الاضحى، ودعا الاطراف الفاعلة اقليميا ودوليا الى الضغط على طرفي النزاع بهذا الاتجاه. وبدا ان طرفي النزاع حرصا على التمايز قليلا عما اعلنه الابراهيمي.

وفي حين قالت الخارجية السورية انها ستعلن موقفها النهائي الخميس بشان الهدنة حذر quot;الجيش الحرquot; من انه لن يوقف اطلاق النار الا اذا توقف الجيش النظامي عن استخدام السلاح.

واعتبر رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن quot;ان السبب الوحيد الذي يمكن ان يجعل النظام يقبل وقف اطلاق النار هو منح بعض الوقت للجيش للراحة واعادة تنظيم صفوفهquot;. واضاف quot;على الارض الهدنة عمليا مستحيلة خصوصا بسبب وجود مجموعات من الجانبين لا تاتمر باوامر احدquot;.

واعلنت quot;جبهة النصرة الاسلاميةquot; التي اعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات الانتحارية الدموية في سوريا من جهتها ان quot;لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لاعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيفquot;.

وفي حال توقفت المعارك في عيد الاضحى، فان ذلك سيشكل اول وقف لاطلاق النار يتم احترامه منذ انطلاق النزاع. واعلن في 12 نيسان/ابريل عن وقف لاطلاق النار بمبادرة من الموفد الدولي السابق الى سوريا كوفي انان وافق عليه الطرفان المتقاتلان، لكنه بقي حبرا على ورق وان خفت قليلا حدة المعارك. في هذا الوقت، استمرت اليوم اعمال العنف في سوريا حاصدة مزيدا من القتلى.

باريس تدعو quot;الجيش السوري الى العودة الى ثكناتهquot;

إلى ذلك، دعت فرنسا الاربعاء الجيش السوري الى quot;العودة الى ثكناتهquot; اذا ما طبق وقف لإطلاق النار بعد اعلان الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي اتفاقا مع دمشق حول وقف المعارك. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو quot;اذا حصل وقف لاطلاق النار فسيتعين الحصول في سياقه على وقف دائم للاعمال الحربية مع عودة الجيش السوري الى ثكناتهquot;. واضاف quot;اننا نذكر بان على النظام السوري الذي يمارس قمعا على شعبه، ان يخطو الخطوة الاولىquot;.

أكثر من 35 ألف قتيل في النزاع السوري

وقتل اكثر من 35 الف شخص خلال النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 19 شهرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان quot;24 الفا و964 مدنيا، وثمانية آلاف و767 جنديا نظاميا، و1276 منشقاquot; قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار (مارس) 2011.

ويحصي المرصد بين المدنيين المقاتلين من غير العسكريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية. واشار عبد الرحمن الى توثيق quot;مقتل 422 شخصا آخرين لم نكن قد تمكنا من تحديد هوياتهمquot;، مؤكدا ان الحصيلة لا تشمل آلاف المفقودين او الضحايا الذين لم يتم توثيق اسمائهم. ويعد 26 ايلول (سبتمبر) الفائت اليوم الاكثر دموية في النزاع، اذ احصي فيه مقتل 306 اشخاص.