أكدت الولايات المتحدة أنها لا تملك أي جنود في العراق، كما أنها لا تخطط لاستقدام قوات. وقالت إن علاقتها مع العراق تدار من قبل مكتب التعاون الأمني في سفارتها في بغداد وفيه عسكريون وإداريون فقط سيتضاءل عددهم ليتناسب مع ما هو موجود في سفارات الدول الأخرى، وكشفت أنها تعمل من خلف الستار لإنهاء الخلافات بين الكويت من أجل إخراجه من الفصل السابع، وأشارت إلى أنها تزوّد العراق بدبابات ومدرعات وطائرات مروحية.


أسامة مهدي: أكد السفير الاميركي في بغداد ستيفن بيكروفت عدم وجود أي قوات لبلاده في العراق أو أي خطط لاستقدام قوات اليه واصفًا ذلك بالشائعات غير الصحيحة، موضحاً أن هناك أفراداً عسكريين، وهم مدربون واداريون فقط، وعددهم قليل نسبياً، وسيقل ليتساوى وجودهم في العراق مع العديد من السفارات الاميركية في دول العالم.

واضاف السفير أن بلاده تدعم القوات الامنية العراقية وتجهزها بالأسلحة الضرورية، وقال إنه في هذا الجانب الامني فإن quot;علاقتنا بالعراق تدار من قبل مكتب التعاون الأمني في السفارة، وفيه عسكريون وإداريون فقط، مؤكداً عدم وجود أية قوات عسكرية في العراق، كما لا توجد أية خطة لجلب قوات أميركية للعراق، وتمنى أن لا تصدق إحدى تلك الشائعاتquot;.

واشار السفير في لقاء هو الاول من نوعه الذي يجمعه مع اعلاميين عراقيين بعد توليه منصبه الجديد في منتصف الشهر الحالي ونشرت تفاصيله وسائل اعلام عراقية اليوم الاربعاء أن اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة في اواخر عام 2008، هي التي تنظم علاقات البلدين في المجالات المختلفة، حيث اجتمعت اللجان المنبثقة منها ست مرات حتى الآن والعمل جار لعقد خمسة اجتماعات أخرى في قضايا متعددة في مجال الأمن والطاقة والقضاء والدبلوماسية، مشيرًا الى أن هذا يأتي ادراكًا من الولايات المتحدة بأن العراق بلد مستقل ذو سيادة، وتريد التعامل معه على هذا الاساسquot;.

واضاف السفير أن العراق اتخذ خطوات ايجابية لكي يكون قائداً في المنطقة، وقال إن بلاده تريد أن ترى العراق كقائد ناجح في المنطقة ، ويلعب دوراً بناءً فيها.

واضاف quot;من خلال هذا الدور رأينا خطوات ايجابية في هذا الاتجاه، مثل انعقاد القمة العربية، ونحن سعداء باستضافته اجتماعات 5+1 بين ايران والولايات المتحدة ودول اوروبيةquot;، مؤكداً أن بلاده quot;شجّعت وتشجّع على أن يلعب العراق دورًا بناء خارج المنطقةquot;.

واشار الى أن الولايات المتحدة تعطي أهمية قصوى لعلاقاتها مع العراق، وتسعى بجدية إلى نجاح العملية الديمقراطية فيه ليتبوّأ المكانة التي يستحقها كقائد ريادي في المنطقة وان يلعب دورًا بارزًا بين دول العالم.

علاقات تجارية واسعة
وعن التعاون التجاري بين البلدين اوضح بيكروفت أن علاقات الولايات المتحدة بالعراق تجارياً كبيرة وواسعة، وسيكون لها جناح خاص في معرض بغداد الدولي، وستمثله فيه كبرى الشركات الأميركية، إضافة إلى ممثلين من الجامعات والكليات الأميركية، وهذا التمثيل هو من القطاع الخاص، وهو اشارة إلى تطور العلاقة التجارية ومشاركة الشركات الاميركية بتطوير الاقتصاد العراقي.

وبشأن خروج العراق من البند السابع، قال السفير إن بلاده عملت ومن خلف الستار من اجل تسوية وتقريب العلاقات بين الجارتين العراق والكويت وتطوير علاقاتهماquot;.

واضاف أن quot;مكتبنا في الامم المتحدة يعمل جاهدًا من اجل اخراج العراق من البند السابع وعودته إلى البند السادس، ولدينا اجتماعات دورية كل ستة أشهر من أجل حل هذه المسألة، ونعمل بدعمها دائماًquot;.

وأعرب السفير عن تفاؤله بمستقبل العراق. وقال quot;أرى مستقبلاً اقتصاديًا واعدًا جدًا للعراق، لأن البلد يمتلك النفط والأرضquot;، مؤكداً أن quot;هذه الموارد البشرية مهمة لتنمية البلد في المجالات الاقتصادية والزراعية والتكنولوجية، وشدد على أن quot;محاربة الفساد تعتبر مصدرًا لتطور البلد وليس النفط فقطquot;.

التسلح العراقي اميركيًا وروسيًا
وعن الموقف الأميركي من صفقات الأسلحة التي عقدتها الحكومة العراقية مع روسيا أخيرًا، والتي بلغت قيمتها 4.2 مليارات دولار، قال السفير quot;نحن نحترم سيادة واستقلال العراق، وله الحق في شراء الأسلحة من أية دولة كانت، ونحن كذلك لدينا صفقات اسلحة مع العراق، فهناك صفقات لدبابات ومدرعات وطائرات مروحية، وكذلك طائرات f16، وتلك الصفقة تشمل ايضًا تدريب العراقيين على صيانة تلك المعدات، ونحن نعرف احتياجات العراق العسكرية، ونسعى إلى تكملة تلك الاحتياجات، ونحن نعمل بجدية من اجل تسليم طائرات f16 في اقرب وقت ممكن الى العراقquot;.

واوضح أن سبب تأخر تسليم هذه الطائرات يرجع الى تأخر صنعها، اضافة الى ضرورة التأكد من القواعد الجوية المعدة لها وتدريب الطيارين العراقيين عليها.

وعن سبب غياب العراق عن مناظرات الانتخابات الأميركية على عكس الانتخابات السابقة التي كان فيها العراق المحور السياسي وعن الدور الأميركي في ما يدور من خلافات سياسية في العراق، اشار السفير الأميركي الى أن ما يحصل في العراق هو ليس بالغريب في بلد يتبنى العملية الديمقراطية، إذ لا يمكن ان يستقر البلد في ليلة وضحاها، وعبّر عن امله في أن تكون للساسة العراقيين المرونة في التغلب على المشاكل وحلها.

وقال quot;نحن نجري لقاءات دائمة مع جميع المسؤولين والسياسيين من جميع الأطراف، ونعرض ونقدم الدعم بأي مجال ممكن وبطريقة مقبولة من العراقيينquot;.. مشددًا على أن بلاده غير غائبة، وتعمل بقوة من اجل نجاح العراق في هذه المنطقة وبطريقة النجاح التي يريدها العراقيون، حيث تكلف الادارة الاميركية السفارة دائمًا في متابعة الاوضاع في العراق ونجاحها، وقال quot;إن العراق الآن بيد العراقيين، وهو مسؤولية جميع مكوناته، ونحن مستعدون أن نقدم العون والمساعدة، لكن لا نستطيع اتخاذ القرارات بالإنابة عن العراقيينquot;.

الأزمة السياسية في العراق
وحول الاتهامات الموجهة إلى واشنطن بأنها تسعى الى ترحيل الأزمة الى ما بعد نهاية ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي عام 2014 قال السفير quot;العراق مستقل، وليس من حق أميركا أن تتحكم بسياسته، ونحن نحاول ان نتعامل معه كما هو تعاملنا مع الدول الأخرى، ونحن لم نفكر أبدا في دعم أشخاص معينين، وإنما ندعم المؤسسات الديمقراطية، وعندما يخرج شيء خارج الاطر الديمقراطية نثيره بكل وضوح مع الجانب العراقي، ونحن لا نتعايش أو نريد ترحيل الأزمة، بل نريد تطوير العملية الديمقراطية والوفاق بين الأطراف السياسية حتى لا تصل العملية برمتها الى مرحلة الجمود والشلل، لأن بقاء الاختلافات السياسية بينهم هي كعملية توقف السبّاح عن مواصلة السباحة، وبالتالي سيغرق، ونحن نريد البلد أن يسبح وبطريقة سريعة، ونسعى إلى تشجيع اجتماعاتهم ونجاحها، ولكننا لا نقرر بالنيابة عنهم، ولا ننسى أن الديمقراطيات ليست انظمة بسيطة، وانما معقدة، والناس فيها لا يتفقون احيانا، ولكن يجب الدفع باتجاه التوافقات، وهذا يتطلب منا الجهود والعمل معًا من غير تدخل في الشأن السياسيquot;.

تفتيش الطائرات الايرانية والموقف من سوريا
وبشأن اجراءات تفتيش طائرات النقل الايرانية المتوجهة الى سوريا، والتي تنفذها السلطات العراقية حاليًا، اعرب بيكروفت عن quot;سعادتهquot; ازاءها،معتبراً اياها quot;خطوة ممتازةquot;، معربًا عن أمله quot;باستمرار هذه الاجراءات وعدم التخلي عنهاquot;.

وقال إن quot;الولايات المتحدة تعمل بجهد كبير لانهاء الازمة السورية ووقف العنفquot;، مؤكداً أن quot;استمرار الصراع هناك ستكون له عواقب على مناطق أخرىquot;. واضاف أن كل المسؤولين الاميركيين الذين زاروا العراق أخيرًا quot;كانوا يبحثون مع نظرائهم العراقيين سبل ايجاد حلول للازمةquot;.

بيكروفت يعمل في العراق منذ عام 2011
وكان مجلس الشيوخ الاميركي اقرّ في 22 من الشهر الماضي تعيين بيكروفت سفيرًا في العراق بعدما كان البيت الابيض قد اعلن في العاشر من الشهر نفسه عن ترشيح الرئيس اوباما له كأول سفير للولايات المتحدة يتولى مهامه في العراق منذ انسحاب آخر الجنود الأميركيين من هذا البلد في كانون الاول (ديسمبر) الماضي.

وقد سبق أن عمل بيكروفت في العراق قائمًا بالأعمال بعدما كان المسؤول الثاني في السفارة منذ عام 2011. وهو خريج جامعتي بريغام يونغ المورمونية (يوتاه) وبيركلي (كاليفورنيا). وقد عمل سفيرًا في الاردن بين عامي 2008 و2011 بعد عمله في السفارتين الاميركيتين في السعودية وسوريا. كما عمل مساعدًا تنفيذيًا لدى وزيرين للخارجية الاميركية خلال ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش هما كولن باول وكوندوليزا رايس.

وكلفت الخارجية الأميركية بيكروفت بمهام القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد بعد انتهاء مهام السفيرالسابق جيمس جيفري.
وفور تعيينه، أعرب بيكروفت عن القلق مما أسماه quot;الاحتكاكات الطائفيةquot; في هذا البلد والتوترات في دول الجوار.

وقال خلال جلسة استماع للتصديق على ترشيحه في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الاربعاء الماضي إن هناك quot;سببًا للتفاؤلquot; في العراق على الرغم من التوترات الداخلية والاقليميةquot;.

واعتبر أن الولايات المتحدة الاميركية quot;تنخرط مع عراق يتطورquot;، موضحًا أن هذا quot;البلد يبرز الآن بعد 50 عامًا من العزلة والتشتت والحربquot;.

واضاف quot;لدينا علاقة قوية مع الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا، وهذه العلاقة مقننة في اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق الموقعة في اواخر عام 2008، والتي تحدد الرؤية المشتركة وخريطة طريق ملموسة ومشتركة لالتزاماتنا الثنائية عبر مجالات الدفاع والاقتصاد والعدالة والدبلوماسية والتربية والطاقةquot;.

لكن بيكروفت شدد على أن أولويته الأولى هي تأمين المقار الدبلوماسية في العراق والعاملين فيها والأميركيين المقيمين هناك. من جهته قال جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي خلال جلسة الاستماع إن عدد العاملين في السفارة الأميركية في بغداد والقنصليات الأميركية في المدن العراقية يبلغ الآن 14 الف شخص، مبديًا قلقه على أمنهم في ضوء التحديات التي تواجهها البعثات الدبلوماسية الأميركية حالياً.