تشهد منطقةالكسندريا في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة سباقا حاميا، وسط حماسة الناخبين الذين يصرون على حقهم في الاقتراع رغم البرد الشديد، وتعتبرفرجينيا ولاية محورية تصوت تقليديا مع الحزب الجمهوري لكنها صوتت لباراك اوباما في العام 2008 لذلك فهي تعتبر رهانا بالنسبة إلى الفريقين.


الكسندريا (الولايات المتحدة): quot;ستكون المنافسة شديدة ومهم ان اكون هناquot; هذا ما قاله روبرت بورجيس (53 عاما) وهو يضرب بقدميه على الارض عله يخفف من شدة البرد كغيره من حوالى مئتي ناخب حضروا منذ الساعة السادسة صباحا لانتخاب الرئيس الاميركي المقبل في الكسندريا في ولاية فرجينيا (شرق).
وكانت عتمة الليل لا تزال تلف المكان لكن ثكنة رجال الاطفاء الكبرى التي تحولت الى مركز تصويت كانت اشبه بخلية نحل تعج بالحركة. فالمتطوعون وموظفو البلدية منهمكون في تحضير الطاولات والتأكد من توفر الاقلام في المعازل.
وفي الخارج وقبل اكثر من نصف ساعة من بدء التصويت، لم يكف طابور الانتظار عن التمدد على الرصيف امام هذا المبنى المشيد من القرميد الاحمر، رغم الظلام والبرد.
وعلى مقعد بالقرب من المدخل جلست وين التي تناهز الخمسين من العمر والتي كانت اول الواصلين. وقالت لوكالة فرانس برس quot;علي الذهاب الى العملquot; واضافت متنهدة quot;لدي عمل لاول مرة منذ ثلاث سنوات ونصفquot;.
وتعد فرجينيا من الولايات التسع التي فتحت فيها مراكز التصويت اعتبارا من السادسة صباحا (11,00 ت غ). وهذه الولايات هي كونكتيكات وانديانا وكنتاكي وماين ونيوهامشير ونيوجرسي ونيويورك وفيرمونت وفرجينيا. اما في الولايات الاخرى فالمكاتب تفتح في الساعة السابعة.
وفرجينيا ايضا ولاية محورية تصوت تقليديا مع الحزب الجمهوري لكنها صوتت لباراك اوباما في العام 2008 لذلك فهي تعتبر رهانا بالنسبة إلى الفريقين.
وقالت فرنسين (60 عاما) quot;بالتأكيد هذه الانتخابات ستكون محتدمة للغايةquot;، واضافت quot;آمل ان لا يطول الامر كما حصل في الماضيquot;، في اشارة الى انتخاب جورج بوش الذي تأخر اسابيع بسبب عملية اعادة فرز الاصوات في فلوريدا في العام الفين.
وبالقرب من صف الانتظار تنتشر على العشب عشرات اللافتات الدعائية لمرشحي الكونغرس فيما نصبت ماريان اندرسون طاولة صغيرة امتلأت بالبيانات. وقالت هذه الناشطة quot;نوزع بطاقات التصويت على البلديات تشير الى المرشحين الديمقراطيينquot;.
وعلى بعد امتار تنشط كاترين ماكارون من اجل الحزب الجمهوري. وقالت quot;الجميع متحمسون ايا كان الفريق الذي ينتمون اليه. فرجينيا هي ارض معركة وأمل ان نعرف هذا المساء من سيكون رئيسنا المقبلquot;.
وفي الثكنة يجري التصويت بهدوء، وكل ناخب مستعجل للادلاء بصوته والذهاب الى عمله. اماندا وهي من العاملين تكرر العبارة نفسها quot;اوراق التصويت تحت الاسهم الحمراء. تأخذون بطاقاتكم وتضعونها تحت الاسهم الحمراءquot;.
وكل ناخب يأخذ بطاقته وهي ورقة كبيرة ويضعها تحت جهاز شبيه بجهاز سكانر.
اورسولا وجو بيرجيس (40 عاما) صوتا لتوهما. فهما متزوجان، لكن جو جمهوري واورسولا ديمقراطية. وقالت اورسولا وهي تضحك بقوة quot;لا نصوت مثل بعض، يجب ان الغي تصويتهquot;. واضافت على غرار العديد من الناخبين في فرجينيا quot;ستكون (المعركة) محتدمة. يجب ان يأتي الناس للتصويتquot;.
الاميركيون يصرخون على تويتر وفيسبوك: quot;أدليت بصوتيquot;
أضاف الاميركيون خطوة اخرى مرحة الى خطوات التصويت في الانتخابات الثلاثاء بالاعلان على موقع تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي عن انهم أدلوا باصواتهم، وسط حملة لزيادة المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
واظهرت دراسة اجراها مركز بيو للابحاث ان نحو ربع الناخبين المسجلين اعلنوا المرشح الذي سيصوتون لصالحه على صفحات التواصل الاجتماعي التي امتلأت بعبارة quot;ادليت بصوتيquot; اضافة الى الصور.
وبعثت فتاة تغريدة على موقع تويتر جاء فيها quot;لقد ادليت بصوتي للتو، جدي سيكون فخورا بيquot;، ووضعت على الموقع صورة لملصق quot;ادليت بصوتيquot; المثبت على بلوزتها الرمادية.
كما شارك المغني ليني كرافيتز في هذه الحملة حيث ثبت ملصق quot;ادليت بصوتي اليومquot; على جبهته وبثها على حسابه على تويتر.
وقبل بداية الاقتراع الثلاثاء، وخلال الحملات الانتخابية استخدم المشاهير وغيرهم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير لمحاولة اقناع الناخبين بالتوجه الى مراكز الاقتراع للتصويت وحتى كسر الرقم القياسي للمشاركة في العام 2008 عندما ادلى ثلثا الناخبين الاميركيين باصواتهم.
ووضع موقع فيسبوك نفسه رسائل في اعلى الصفحة للاخبار التي يقدمها الناس الثلاثاء وتظهر لمستخدمي الموقع ايًا من الاصدقاء صوتوا في الانتخابات وحثهم على ان يحذوا حذوهم بالضغط على زر quot;انا ناخبquot;.
وفي صفحة منفصلة وضع موقع فيسبوك خارطة الولايات المتحدة تضاء في عدة مناطق فور ان يضغط شخص على الزر وفي اعلاها عداد يحسب مئات الوف الناخبين من مستخدمي فيسبوك الذين ضغطوا على الزر.
وفي دراسته وجد مركز بيو للابحاث ان 22% ممن شملتهم الدراسة من بين عينة من 1011 شخصا بالغا قالوا انهم ابلغوا اخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي باسم المرشح الذي صوتوا لصالحه او يعتزمون التصويت له.
ووجدت الدراسة كذلك ان 25% من انصار الرئيس باراك اوباما كشفوا عن خيارهم علنا، فيما بلغت النسبة بين انصار المرشح الجمهوري ميت رومني 20%.
من ناحية اخرى فقد تم تشجيع نحو ثلث الناخبين على التصويت لصالح اوباما او منافسه الجمهوري وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما حاول الخمس اقناع الاخرين عبر تلك المواقع بالادلاء باصواتهم.
وعلى تويتر انتشرت صور اشخاص يضعون بفخر لاصقات quot;ادليت بصوتيquot;، فيما وضع اخرون صورا لاوراق الاقتراع الخاصة بهم - وهو امر غير قانوني في بعض الولايات.
ونشر بعضهم الاخر صورا لهم وهم يصوتون مع اطفالهم - وهي المبادرة التي دعمتها السيدة الاولى ميشيل اوباما التي شجعت الاميركيين على اصطحاب اطفالهم الى مراكز الاقتراع حتى يتعرفوا إلى العملية الديمقراطية.
وانتشرت على تويتر عبارة quot;يوم انتخاب سعيدquot; اضافة الى هاشتاغ quot;ادليت بصوتيquot;. كما انشأ موقع تويتر صفحة خاصة للانتخابات الاميركية.
ووفر موقع quot;بيكسويتشquot; الذي يسمح للمستخدمين بتعديل صورهم على تويتر، مجموعة كبيرة من الشعارات التي وفرها فريق حملة اوباما ليضيفها الاشخاص لصورهم.
وكان اشهر تلك الشعارات quot;ادليت بصوتيquot; مع شعار حملة اوباما. ولكن عشرات الناس اختاروا كذلك صورة للرئيس الاميركي من الخلف مع عبارة quot;انا احمي ظهرهquot;.
ودخل العديدون على موقع quot;فورسكويرquot; الاجتماعي الذي يعتمد على الموقع لتحديد مكان ادلاء الناس باصواتهم بالتحديد. كما تم نشر اكثر من 37700 صورة على موقع quot;انستاغرامquot; لتبادل الصور مع هاشتاغ quot;ادليت بصوتيquot;.
كما شارك quot;غوغلquot; في الاحداث حيث مكن مستخدميه من الضغط على شعار الموقع المؤلف من اوراق اقتراع فيما يبدو الحرف الثالث وكانه يسقط في صندوق اقتراع عليه العلم الاميركي، للعثور على اقرب مركز اقتراع.