تاريخ النشر: الأحد 11 نوفمبر الساعة 00:30 توقيت غرينتش

توصلت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة الى اتفاق مبدئي مساء السبت حول جسم موحد لها يحمل اسم quot;الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورةquot; وارجأت الاعلان عن تفاصيل الاتفاق الى صباح اليوم الاحد.


أشرف أبو جلالة، وكالات: توصلت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة الى اتفاق مبدئي فجر الاحد حول جسم موحد لها يحمل اسم quot;الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورةquot; وارجأت الاعلان عن تفاصيل الاتفاق الى صباح اليوم الاحد، وذلك بعد ضغوط عربية وغربية على المجلس الوطني السوري الذي كان يعرقل هذا الاتفاق.

وبعد اجتماعات ماراتونية استمرت 12 ساعة، قالت القيادية البارزة في المعارضة السورية سهير الاتاسي لوكالة فرانس برس quot;اتفقنا على النقاط الاساسية وبقيت التفاصيل التي سنعود لمناقشتها عند الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت الدوحةquot;.

اما رياض سيف الذي تقدم بمبادرة بدعم من واشنطن لتشكيل هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت مسمى quot;هيئة المبادرة الوطنية السوريةquot; تتجاوز المجلس الوطني الذي يعد الكيان المعارض الاهم، فقال quot;كنا على وشك التوقيع لكن فضلنا دراسة النظام الاساسي للجسم الجديد الذي سيوحد المعارضة بناء على طلب بعض الاطرافquot;.

واضاف أن quot;الاتفاق يتمحور حول انجاز كتلة معارضة واحدة وليس كتلتين كما كان الحالquot;. وتوقع سيف أن quot;يتم توقيع الاتفاق اليوم الاحد في احتفال يحضره امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني و ضيوف آخرونquot;. وردًا على سؤال حول ما اذا كان مرشحًا لرئاسة الائتلاف المعارض الجديد، قال سيف quot;من المبكر الحديث عن ذلك الآن. دعنا ننتظر اجواء الاجتماع المقبل و سنرىquot;.

وسيشارك المجتمعون عند الساعة 7:00 ت غ بتوقيت الدوحة في حفل رسمي لتوقيع الاتفاق في حال انهوا صياغة الاتفاق. ومن ناحيته، قال سمير نشار القيادي في المجلس الوطني السوري إن quot;ضغوطًا دولية هائلةquot; مورست على المجلس من اجل القبول بالاتفاق.

واضاف لوكالة فرانس برس quot;طلبنا مهلة ساعات لندرس بعض التفاصيلquot;. ولكن رياض سيف نفى وجود ضغوط وقال quot;لا اعتقد هذا لكن لدى الاخوان مشكلة وقت فقد كانوا منشغلين بانتخابات قيادة جديدة للمجلس الوطني (انتهت مساء الخميس) في حين أن الاطراف الثانية تناقش الموضوع منذ يوم الخميسquot;.

واستمر الخلاف امس السبت بين فصائل المعارضة السورية حول مبادرة لتوحيد قيادتها ما دفع الوسطاء الدوليين الحاضرين في اجتماعات المعارضة في الدوحة للضغط على الاطراف لاسيما على المجلس الوطني السوري المتحفظ عن الانضمام لهيئة قيادية تتجاوزه، بحسب ما افاد معارضون السبت.

وذكرت مصادر من المعارضة السورية أن المسؤولين من دولة قطر الراعية للمحادثات ومن دول أخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا والامارات، عقدوا لقاءات جانبية مع المعارضين للتقريب بين وجهات نظر المجلس الوطني السوري وباقي فصائل المعارضة المؤيدة لـquot;هيئة المبادرة الوطنية السوريةquot;.

ومنذ انطلاق اجتماعاتها الخميس في الدوحة، لم تتفق المعارضة بعد على صيغة مطروحة لتوحيد العمل المعارض على اساس المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف بدعم من واشنطن لتشكيل هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت مسمى quot;هيئة المبادرة الوطنية السوريةquot; تتجاوز المجلس الوطني الذي يعد الكيان المعارض الاهم.

وقال القيادي في المجلس الوطني احمد رمضان لوكالة الأنباء الفرنسية بعد جلسة مناقشات استمرت ثلاث ساعات quot;ما زلنا متمسكين برؤيتنا. قلنا لهم إن المجلس الوطني موجود بمؤسساته والمبادرة يمكن لها أن تتشكل بذاتها ثم نشكل معًا جسماً مشتركًاquot;.

واضاف quot;اننا نشعر بضغوط تمارس علينا من اجل الانضمام للهيئة الجديدة مقابل وعود دولية لكن دائما من دون ضماناتquot;.ويتحفظ المجلس الوطني عما يرى أنها محاولات لتخطيه أو quot;تصفيتهquot; من خلال مبادرة سيف. وحضر جزءًا من المحادثات السبت وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

وبحسب رمضان، اكد الشيخ عبدالله quot;وقوف الامارات ودول الخليج الى جانب السوريينquot; وابلغ المجتمعين أن quot;الدعم الدولي سيكون قويًا في حال التوصل لايجاد اطار موحد للمعارضة السوريةquot;. وتم عقد لقاءات جانبية جمعت المعارضين السوريين مع كل من وزيري الخارجية القطري والاماراتي وممثلين للولايات المتحدة وتركيا بحسب مصادر من المعارضة.

وافاد مشاركون في المحادثات لوكالة فرانس برس أن اعضاء المجلس الوطني يتعرضون بالفعل لمحاولات اقناع حثيثة من اجل الالتحاق بمبادرة رياض سيف المدعومة دوليًا. في المقابل، بدا المعارض السوري من خارج المجلس الوطني هيثم المالح متفائلاً، وقال لوكالة فرانس برس إن quot;النقاشات واعدة وهي ليست سلبيةquot;.

واضاف quot;اتوقع أن نخرج الليلة بشيء ماquot; بدون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. بدوره، قال القيادي في المجلس الوطني برهان غليون quot;هناك تقدم حقيقي وملموس وستظهر نتائجه في اقرب وقتquot;. واضاف quot;سوف يكون هناك اتفاق سياسي للعمل المشترك وبالطبع سيكون هناك جسم سياسي يضبط هذا العمل المشترك (...) ستكون هناك قيادة موحدة مثلما هي الحال بالنسبة لكل عمل مشتركquot;.

وصرح سالم المسلط ممثل اتحاد العشائر في المجلس الوطني لفرانس برس quot;الاتجاه الآن نحو استبدال اسم هيئة المبادرة الوطنية السورية بالائتلاف الوطني السوري. واضاف quot;استمعنا الى معالي رئيس مجلس الوزراء القطري وايضا الى وزير خارجية دولة الامارات وتبدو الوعود مطمئنة. هناك وعود كثيرة بالاعتراف المباشر بهذا الجسم ويمكن ان يشغل مقعد سوريا الشاغر في الجامعة العربية.

وتابع المسلط quot;نحتاج الى أن تكون الوعود صادقة هذه المرة، ان شاء الله نخرج الليلة باتفاقquot;. وابدى المجلس الوطني السوري على مدى الايام الماضية تحفظًا مستمرًا عن المبادرة المطروحة لتوحيد المعارضة السورية رافضا الانضواء تحت لواء هيئة سياسية تتجاوزه.

وقال الرئيس الجديد للمجلس جورج صبرة في وقت سابق في اول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، إن quot;المجلس الوطني اقدم من المبادرة السورية أو أي مبادرة أخرى والمطلوب منا جميعاً الذهاب الى مشروع وطني وليس مطلوبًا من اي جهة الانضواء تحت لواء جهة أخرىquot;.

واضاف quot;دخلنا في حوار مفتوح مع اخوتنا (المعارضون من خارج المجلس الوطني) واطلعنا على مبادرتهم لكن نحن ايضاً لدينا وجهة نظرنا وافكارنا التي سنطرحهاquot;.وشدد صبرة في كلمته امام الصحافيين على أن quot;القرار المستقل يبقى موضع الحرص بالنسبة لناquot;. ويعد صبرة من القادة الاكثر حزمًا في المجلس الوطني السوري.

وكان رمضان اكد في وقت سابق quot;تمسك المجلس الوطني بدوره الاساسي في المعارضة السورية ورفض أي محاولة أو مبادرة لالغائهquot; قائلاً إن quot;المبادرة (التي يقودها رياض سيف) تهدف لانشاء جسم سياسي بديل عن المجلس الوطنيquot;.

وكانت فصائل من المعارضة السورية بدأت اجتماعات منذ الخميس في الدوحة برعاية قطر والجامعة العربية للاتفاق على هيئة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الاسد، وذلك خصوصاً في ضوء الامتعاض الدولي من المجلس الوطني والمعارضة المشرذمة عموما.

ويقدم المجلس الوطني مبادرة في مواجهة مبادرة سيف، الا أن المبادرتين تقتربان في المضمون ما يدفع الى الاعتقاد أن الخلاف الاساسي يبقى حول مستقبل المجلس الوطني ودوره القيادي للعمل المعارض.

وتتمحور افكار مبادرة المجلس الوطني بحسب آخر وثيقة تمت صياغتها واطلعت عليها وكالة فرانس برس حول انشاء اربعة كيانات هي quot;الحكومة الموقتة، وصندوق دعم الشعب السوري مع دعوة اصدقاء الشعب السوري الى تقديم الدعم له بدون تأخير، والقيادة المشتركة للمجالس العسكرية والتشكيلات العسكرية في الداخل، ولجنة قضائية سوريةquot;.

ويريد المجلس quot;حكومة سورية موقتة الى حين انعقاد مؤتمر عام في سوريا يتولى عندها تشكيل الحكومة الانتقاليةquot;.

في المقابل فإن الخطة المعروضة للنقاش والتي يقودها سيف تنص على اقامة هيئة سياسية موحدة من ستين عضواً يمثلون المجلس الوطني وما يعرف بـquot;الحراك الثوريquot; في الداخل وباقي فصائل المعارضة، اضافة الى المجموعات المسلحة المعارضة وعلماء دين ومكونات أخرى من المجتمع السوري. ويفترض أن تشكل هذه الهيئة حكومة موقتة من عشرة اعضاء، ومجلسًا عسكريًا اعلى للاشراف على المجموعات العسكرية وجهازًا قضائيًا.

للإطاحة ببشار... لا بد من الاتحاد

وفي خضم المشاحنات السياسية برزت مبادرة، اقترحها أحد الناشطين المحترمين، لتشكيل جبهة جديدة سوف ترتبط بعلاقات أكثر قوة بجماعات المعارضة الموجودة في سوريا. وهي الخطة التي اعترض عليها بعض من أعضاء المجلس الوطني السوري، البالغ عددهم 400 عضو، والذي بدأ يفقد زخمه بين داعميه الدوليين، خاصة أميركا، في الآونة الأخيرة.

وأفادت في هذا الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية بأن ممثلين للدول التي تدعم المعارضة قد أخبروا أعضاء المجلس الوطني السوري مراراً وتكراراً طوال الأيام الماضية بأن الأشخاص الذين يرغبون في الإطاحة ببشار الأسد لا بد وأن يتحدوا وأن يوسعوا نطاقهم لكسب شرعية داخل سوريا وتحسين توزيع الأموال والمساعدات.

وقد أنصت أعضاء المجلس الوطني السوري إلى حد ما لتلك النصائح. حيث عقدوا على مدار الأيام الماضية اجتماعات مكثفة، امتد الكثير منها لأوقات متأخرة من الليل، لمناقشة السبل والطرق التي تتيح لهم إعادة الهيكلة والحفاظ على زخمهم كقوة معارضة.

لكنّ منتقديهم لا يزالون أقل انبهاراً بأدائهم حتى اللحظة. وقال معتصم سيوفي، وهو ناشط يبلغ من العمر 31 عاماً، سبق له تدعيم المبادرة الخاصة بتشكيل جبهة معارضة جديدة: quot;إنها مزحة. فليس هناك وجود لسيدات أو أقلياتquot;.

فيما أشار أعضاء من المجلس الوطني السوري في وقت لاحق إلى أنهم استعانوا بأعضاء إضافيين لتنويع السكرتارية الخاصة بالجبهة. مع هذا، فإن تلك اللجنة التنفيذية التي تم اختيارها يوم أمس من قبل الجماعة قد اشتملت أيضاً على كثير من الأسماء المعروفة.

وقد اعتبر أعضاء في المجتمع الدولي أن الخطة التي تبنتها الولايات المتحدة لتشكيل جبهة معارضة جديدة تكون أكثر تمثيلاً للثوار داخل سوريا هي خطوة وفرصة لتجميع المعارضة المنقسمة وتوحيد صفوفها على أمل كسب المزيد من الدعم بين السوريين.

ورأت مجلة التايم في سياق متصل أن الصخب الذي أحدثته بريطانيا وفرنسا وتركيا وقوى عربية للولايات المتحدة كي تساعد على تقديم دعم عسكري أكثر مباشرةً للثوار السوريين سيصبح معضلة لإدارة أوباما إذا اتحدت فصائل المعارضة السورية تحت قيادة واحدة تكون مقبولة لدى الغرب. غير أن المجلة تكهنت من جانبها بأن يكون هذا الهدف مراوغاً بعد محادثات استمرت على مدار ما يقرب من أسبوع.

وأعقبت المجلة بقولها إن الداعمين الغربيين ينظرون كذلك إلى الخطة الأميركية (لتشكيل معارضة سورية أكثر شمولاً) باعتبارها تحوطاً ضد التأثيرات الإسلامية الأكثر تطرفاً التي تشهد حالة من النمو في الصراع المسلح، وباعتبارها طريقة لضمان قيام المعارضة بجهود ذات مصداقية لعكس ما أضحت بالفعل حربًا أهلية طائفية، من خلال دمج تمثيل كافٍ من مسيحيي سوريا وأكرادها وطائفة الأسد العلوية.

تحظى تلك القوى الغربية بسجل كئيب حين يتعلق الأمر باختيار الفائزين في عالم السياسة العربية. لكن يبدو أن هناك تياراً تحتياً من التفاؤل في بعض النقاشات التي تتحدث عن أن تشكيل قيادة موحدة سيقنع إدارة أوباما نوعاً ما بتكثيف تدخلها في سوريا، بعيداً عن المساعدات غير المميتة المحدودة التي أمدت بها جماعات المعارضة حتى الآن.

وأضافت التايم أنه حتى وإن تم تحقيق هدف الوحدة بالنسبة إلى قوى المعارضة في الدوحة، فإنه لن يتضح على الإطلاق ما إن كانت الجبهة التي ستتكون سيتم قبولها في الأخير من جانب الثوار الذين يحملون السلاح وأرواحهم على أكفّهم في أرض الميدان أم لا.