باب الهوى: تشهد مخيمات اللاجئين العشوائية التي اقيمت على طول الحدود التركية كل يوم تدفقا للاجئين الذين شردهم تكثف غارات الطيران في شمال غرب البلاد.

ويبذل المتطوعون اقصى جهودهم لمواجهة الازمة الانسانية لكن الوضع يدفع بالبعض الى ان يفضلوا العودة الى منازلهم رغم القنابل التي يلقيها الجيش على مناطق لم يعد يسيطر عليها ميدانيا، بدلا من قضاء فصل الشتاء في خيمة.

وتقول فاطمة غربية التي وصلت الثلاثاء مع زوجها واولادهما الاربعة الى مخيم لا يزال قيد الانشاء قرب مركز باب الهوى الحدودي quot;ننتقل من قرية الى اخرى لكنه يقصفون الان كل مكانquot;. وهذا المخيم هو الثالث الذي يقام في هذه المنطقة الحدودية الصغيرة بعد مخيمين في اطمة والقاع اللتين تستضيفان الاف اللاجئين.

وبالنسبة لمحمد غربية ابن عم فاطمة فان الانتقال الى المخيم كان نزوحا ثانيا. فقبل شهر اغلق محله في دمشق على امل ان يكون بمناى عن المعارك في مسقط راسه في محافظة ادلب (شمال-غرب). واخيرا كان الخطر هناك اكبر، ويامل الان بان يؤدي القرب من الحدود التركية الى ثني قوات الرئيس السوري بشار الاسد عن القصف.

وقال quot;لا يمكننا العودة طالما ان النظام لا يزال قائما لاننا شهدنا امورا رهيبة قام بهاquot; مضيفا quot;انهم يقصفون بشكل دائم وفي كل مركز تفتيش مجرد كون الشخص يتحدر من منطقة ادلب يمكن ان يؤدي الى مقتله او ان يودي به الى السجنquot;.

وتقدر الامم المتحدة ان اكثر من 2,5 مليون شخص تضرروا بقوة من جراء الحرب وبينهم حوالى 360 الف لاجىء مسجلين رسميا في الدول المجاورة لسوريا. والقادمون الجدد الى المناطق الحدودية ياتون من بلدات شهدت غارات والمعارك الاعنف في الاسابيع الماضية.

ويقول غسان الشيخ المتطوع البالغ من العمر 52 عاما الذي يساعد في مخيم اللاجئين في مدرسة اطمة ان quot;تدفق اللاجئين رهن بكثافة القصف. في بعض الايام يصل حوالى مئة وفي احيان اخرى 500. واول من امس استقبلنا الف لاجئquot;.

وفي مخيم القاع الذي اقيم قبل اقل من شهر كان هناك اربعة الاف لاجىء. لم يعد هناك خيما والواصلون الجدد سيكون عليهم النوم تحت اشجار الزيتون او في سيارات او في مسجد في انتظار ان يصبح لهم مكان في المخيم.

وليس هناك كهرباء ولا مراحيض كافية. الاطفال يعانون من الاسهال وليس هناك سوى وجبتين في اليوم مؤلفة من خبز وجبن وطماطم وبعض الزبدة والمربى في الصباح وعشاء يحضر في مدرسة اطمة.

وتقول فدوى الصالح (40 عاما) الام لسبعة اطفال ان هذا الوضع لم يعد يحتمل وانها اصبحت تفضل العودة الى منزلها رغم القصف. وتضيف ان ليس هناك اي تجهيزات في المخيم لابنتها المعوقة البالغة من العمر 11 عاما وتدعى ابتهال.

وفدوى التي انهارت بالبكاء تنتظر بدون جدوى وصول زوجها لاعادتهم الى المنزل. وقالت quot;اريد العودة الى المنزل، ولا شيء اخر يهمquot;. ولم تكن تهتم ابدا بالسياسة لكنها تقول الان ان السلام غير وارد قبل رحيل الرئيس السوري بشار الاسد. لكن ابنها مصطفى البالغ من العمر ثلاثة اعوام يقول quot;احب بشار لانني لا اريد ان يطلقوا النار عليquot;.