تشير تقديرات عديدة إلى أن حركة حماس بمقدورها تجديد ترسانتها من الأسلحة في حال غضّت مصر الطرف عن عمليات التهريب،هذا في وقت باتت الحركة تمتلك حالياًالمئات من الصواريخ القادمة من ايران والصين.


قامت حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; حتى الآن بإطلاق حوالى 1000 صاروخ على إسرائيل، مع العلم أن ترسانتها تضم صواريخ مصنوعة في إيران والصين بالإضافة إلى صواريخ قسام محلية الصنع. فيما قالت إسرائيل إنها نجحت في تدمير معظمها.

لكن في ظل وصول الإمدادات بشكل مستمر من خلال مصر، فإن شوكة حماس لا تزال قوية، وهو ما برز بشكل واضح في وقت مبكر من صباح يوم أمس من خلال سماع صوت صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية مرة أخرى في عسقلان وغيرها من المدن الإسرائيلية القريبة من الشريط الساحلي الذي يهيمن عليه الإسلاميون.

وهو ما أبرزته اليوم مجلة دير شبيغل الألمانية بتأكيدها أن القوة العسكرية لحماس قد ضعفت على ما يبدو ولم تتحطم. وأضافت أن بعض مواقع تثبيت الصواريخ التابعة لها قد تم إخفاؤها بصورة جيدة بحيث لا يتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من تدميرها.

وقالت الحكومة الإسرائيلية إن حوالى 1000 صاروخ قد تم إطلاقها من قطاع غزة منذ يوم الأربعاء الماضي. فيما أشار سلاح الجو الإسرائيلي إلى أنه دمر عدة مرات أهدافًا موجودة على الأرض، وإن كانت هناك منصات تحت الأرض ما زالت تعمل.

تحت الأرض

ومثل هذه الدلائل هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تقييم حجم ترسانة الصواريخ التي تمتلكها حماس، وكذلك أنواع الصواريخ وجودة عملية الإخفاء تحت الأرض.

وسبق للمسلحين الفلسطينيين أن تفاخروا من قبل بشأن قدراتهم العسكرية وأتاحوا الفرصة لمجموعة صحافيين بأن يقوموا بجولات في الورش التي يطوّر بها الشباب الصغير صواريخ قسام، لكن حماس لا تريد لأسباب تكتيكية أن تكشف لإسرائيل ولبقية دول العالم عن عدد الصواريخ التي بمقدورها أن تطلقها على تل أبيب والقدس.

100 صاروخ فجر

ومضت المجلة تنقل عن مصادر إسرائيلية اعتقادها أن الترسانة كانت مخبأة بشكل جيد عند بداية الصراع الحالي. ويُعتَقَد أن الإسلاميين تحصلوا على حوالى 100 صاروخ إيراني من طراز فجر 5 وكذلك منصات للإطلاق. ويتراوح طول صاروخ فجر 5 ما بين 6.50 إلى 7 أمتار، ويزيد وزن رأسه الحربي عن 175 كيلو غراما، ويمكنه الوصول إلى هدف يبعد مسافة قدرها 75 كيلو مترا، ما يهدد القدس وتل أبيب.

وهناك اعتقادات أخرى أن ترسانة حماس تضم كذلك العديد من صواريخ دابليو إس-1 إي صينية الصنع التي يمكنها الوصول إلى هدف يبعد مسافة قدرها 40 كيلو مترا.

إنتاج محلي وغراد

ومعلوم أيضاً أن حماس تمتلك المئات من صواريخ غراد متعددة الأنواع التي يمكن تزويدها برؤوس حربية مختلفة ويمكنها قطع مسافات تتراوح ما بين 20 إلى 40 كيلو مترا. ويعتقد أيضاً أن تلك النوعية من الصواريخ قد تحصلت عليها حماس من إيران.

وإلى جانب الأسلحة التي يتم استيرادها من الخارج، فإن حماس تقوم بإنتاج آلاف الصواريخ داخل قطاع غزة. ويعود الفضل في وفرة مخزونات الأسلحة إلى القيادي في حركة حماس، أحمد الجعبري، الذي اغتالته إسرائيل يوم الأربعاء الماضي، في عملية كانت سبباً في اندلاع شرارة الصراع الدائر حالياً بين إسرائيل وحركة حماس.

موافقة ضمنية مصرية

وقال مراقبون إن صواريخ فجر 5 تم تهريبها إلى داخل قطاع غزة على مدار الـ 18 شهراً الماضية، بعد أن تم نقلها عبر الجو من إيران إلى السودان ثم نقلها عبر شاحنات من خلال الصحراء المصرية إلى الحدود مع قطاع غزة. ويبدو من غير المعقول أن هذا كله قد حدث من دون دراية أو موافقة المسؤولين المصريين بصورة ضمنية.

وعاودت دير شبيغل لتقول إنه قد سبق لإسرائيل أن حاولت منع حماس من تخزين الأسلحة قبل بدء حملتها الحالية على غزة. ومع أنه لا شك في أنه قد تم تقييد قدرات حماس العسكرية بشكل كبير، فإن الهجمات لم تفلح في تحطيم قوة الحركة الإسلامية. ولطالما ظل مسار الإمداد القائم بين إيران والسودان ومصر سليماً دون أن يمسه أي ضرر، فإن ترسانات الأسلحة الخاصة بالإسلاميين سيتم تجديدها عمّا قريب.