انقطع ارسال كل قنوات التلفزيون الرسمي المصري التي يتم بثها عبر القمر الصناعي المصري نايل سات منذ اكثر من ساعة وهو ما ارجعه مصدر مسؤول الى تعرض هذه القنوات للتشويش.


القاهرة: أكد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية مساء الاحد على quot;الطبيعة المؤقتةquot; للاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المصري محمد مرسي الخميس واعطاه صلاحيات مطلقة داعيا في الوقت نفسه الى quot;حوار ديموقراطيquot;.

وجاء في البيان ان الرئاسة quot;تؤكد مجددا على الطبيعة المؤقته لهذه الإجراءات المذكورة والتى لا تعني الإستحواذ على السلطة أو تركيزها في يد الرئيس، بل على العكس من ذلك فإنها تهدف إلى نقلها إلى برلمان منتخب ديموقراطيا وتجنب أية محاولة لتقويض أو إجهاض عمل مجلسين منتخبين بطريقة ديموقراطية (مجلسا الشعب والشورى)quot; .

إلى ذلك، انقطع ارسال كل قنوات التلفزيون الرسمي المصري التي يتم بثها عبر القمر الصناعي المصري نايل سات منذ اكثر من ساعة وهو ما ارجعه مصدر مسؤول الى تعرض هذه القنوات للتشويش.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن quot;مصدر مسؤول في اتحاد الاذاعة والتلفزيونquot; ان quot;باقة قنوات النيل (التابعة للتلفزيون المصري) على القمر الصناعي المصري النايل سات تتعرض للتشويشquot;.

واضاف المصدر انه quot;يجري البحث عن مصدر هذا التشويشquot; من دون مزيد من الايضاحات.

ويتواصل بث القنوات المصرية الفضائية الخاصة من خلال النايل سات كالمعتاد كما استمر بث القنوات الارضية التابعة للتلفزيون الرسمي المصري بلا انقطاع.

تظاهرات للاخوان امام المساجد تأييدا لمرسي

شارك مئات من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين في تظاهرات امام المساجد تأييدا للرئيس محمد مرسي الذي يواجه اكبر ازمة سياسية منذ توليه السلطة بعد ان اثار اعلانا دستوريا اصدره الخميس وحصن بموجبه كل قرارته من الطعن امام القضاء عاصفة من الاحتجاجات في البلاد.

وتجمع عشرات من اعضاء الاخوان استجابة لدعوة من جماعتهم ونظموا وقفات امام عدد من المساجد في القاهرة وعدد من محافظات مصر تعبيرا عن تأييدهم لقرارات مرسي الاخيرة.

وتأتي هذه الوقفات بعد ان نظم عشرات الالاف مسيرات احتجاجية في القاهرة وعدة محافظات الجمعة احتجاجا على الاعلان الدستوري الجديد للرئيس المصري الذي طالبت كل الاحزاب غير الاسلامية بالغائه معتبره انه وضع في يد رئيس الجمهورية سلطات الدولة الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.

واعتصم المئات من المتظاهرين في ميدان التحرير بقلب القاهرة عقب هذه التظاهرات ودعت الاحزاب المدنية الى مليونية الثلاثاء فيما قرر الاخوان المسلمون تنظيم تظاهرة مضادة امام جامعة القاهرة في الجيزة.

وقال القيادي في جماعة الاخوان المسلمين جمال حشمت لوكالة فرانس برس ان شابا ينتمي الى الجماعة قتل مساء الاحد في اشتباكات امام مقر للاخوان المسلمين في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة (شمال الدلتا).

واوضح حشمت ان quot;شابا يدعى اسلام فتحي محمد قتلquot; خلال مواجهات امام مقر للاخوان المسلمين في ميدان الساعة بمدينة دمنهور فيما افاد شهود عيان ان اشتباكات جرت لليوم الثالث على التوالي في المدينة بين متظاهرين معارضين للاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس محمد مرسي وحصن بموجبه قراراته وبين انصار جماعة الاخوان المسلمين.

الأزمة متواصلة

وتتواصل الازمة السياسية الناتجة عن الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المصري محمد مرسي بتوسيع صلاحياته وتحصين قراراته لليوم الثالث على التوالي، اذ تجتمع الجمعيات العمومية للقضاة الغاضبين لاتخاذ قرارات بوقف العمل في المحاكم، ودعوة نقابة الصحافيين الى اضراب بينما تواصلت الاشتباكات على الارض بانتظار مليونيتي القوتين المعارضة والموالية الثلاثاء.

وادت الازمة الى اكبر خسارة للبورصة منذ ثورة يناير 2011 ما اضطرها الى وقف التعامل لنصف الساعة.

وقد رفض الصحافيون الاعلان الدستوري الذي اصدره مرسي معتبرين ما تضمنه quot;اعتداء صارخا على الحريات العامة وسيادة القانون واستقلال القضاء وتقييدا للاعلامquot;.

وقررت الجمعية العمومية للنقابة اثر اجتماع طارىء تكليف مجلس النقابة تحديد موعد الاضراب واحتجاب الصحف احتجاجا على quot;الاخطار التي تهدد حرية الصحافةquot; وتأييدا لقرار مجلس النقابة بانسحاب ممثلها من الجمعية التأسيسية للدستور.

وكانت هذه الجمعية التاسيسية، التي يسيطر عليها التيار الاسلامي، رفضت مطلب الصحفيين بالنص صراحة في الدستور الجديد على حظر العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر وعلى حظر مصادرة او تعطيل الصحف.

وشهدت الجمعية العمومية في بداية اجتماعها مشادات بين مؤيدين ومعارضين لجماعة الاخوان في بداية.

من جانبهم واصل قضاة مصر التعبير عن غضبهم من الاعلان الدستوري والذي اعتبره المجلس الاعلى للقضاء quot;اعتداءquot; على استقلال هذه الهيئة.

وتباينت استجابة القضاة الاحد لدعوة نادي القضاة السبت لوقف العمل، فبينما علقت محاكم الاسكندرية ودمنهور عملها تنفيذا لقرارات النادي واصلت محاكم اخرى في انحاء مختلفة من البلاد العمل بصورة طبيعية.

وقال احد القضاة لوكالة فرانس برس quot;ذهبت لمقر عملي بانتظار قرار من الجمعية العمومية لمحكمتي بتعليق العملquot;.

وتعقد الجمعيات العمومية للمحاكم اجتماعاتها تباعا الاحد والاثنين.

واكد بيان مجلس رؤساء محاكم الاستئناف على مستوى البلاد أن quot;الإعلان الدستوري الصادر من الرئيس مرسي يعد تدخلا في أعمال السلطة القضائية وإختصاصاتها وإهدارا لحصانة القضاء وعصفا باستقلالهquot;.

وقال البيان quot;إن هذا الإعلان الدستوري يأتي على نحو غير مسبوق وبالمخالفة لكافة المواثيق والأعراف الدستورية التي أختير على أساسها مرسي رئيسا شرعيا منتخبا لمصرquot;.

وعقد المجلس الاعلى للقضاء اجتماعا عاجلا لمناقشة امر وقف العمل والرد على الاعلان الدستوري للرئيس مرسي، بحسب مصادر قضائية.

من جهة اخرى قال التلفزيون المصري الرسمي ان مرسي عقد اجتماعا ثانيا مع مستشاريه ومساعديه لبحث تطورات المشهد السياسي في اعقاب الاعلان الدستوري الذي اصدره.

لكن الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة للجمهورية اوضح ان الاجتماع يأتي في إطار اجتماعات الرئيس الدورية بأعضاء الهيئة.

على الصعيد السياسي، اكد بيان لعدد كبير من الاحزاب والحركات المدنية -- من بينها حزب الدستور (اسسه محمد البرادعي) والتيار الشعبي (حمدين صباحي)-- مطالب المعارضة الثلاث وهي quot;إسقاط الإعلان غير الدستوري والديكتاتوري الذي أصدره الرئيس مرسيquot; وquot;إسقاط اللجنة التأسيسية لوضع الدستورquot; وquot;إقالة وزير الداخلية وإعادة هيكلة الداخليةquot;.

واتهم البيان الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بquot;التعنت وتجاهل مطالب القوي السياسية والوطنية واستمرار استخدام العنف والقوة المفرطة من قبل وزارة الداخلية ضد المعتصمين السلميين بميدان التحرير وإلقاء القبض عليهمquot;.

واوضحت الاحزاب والحركات المدنية انها ستعقد quot;فعاليات ثوريةquot; في ميدان التحرير خلال اليومين المقبلين قبل quot;المليونيةquot; التي دعت الى تنظيمها الثلاثاء في الميدان.

من جانبها، دعت جماعة الاخوان المسلمين الى quot;مليونيةquot; الثلاثاء ايضا في ميدان عابدين الذي لا يبعد كثيرا عن التحرير ما اثار المخاوف من حدوث اشتباكات بين الجانبين ودفع العديد من الشخصيات الى مطالبتها بتغيير مكان تظاهرتها.

ويبدو ان الجماعة استجابت اخيرا لهذه الدعوات حيث اصدرت بيانا عصر الاحد بنقل تظاهرتها الى الساحة المواجهة لجامعة القاهرة.

كذلك دعت الجماعة انصارها الى التظاهر مساء الاحد في عواصم المحافظات المختلفة لتاييد قرارات الرئيس، حسب ما دعا بيان للجماعة السبت.

وكانت مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة، شمال، شهدت مساء السبت اشتباكات عنيفة بين انصار الجماعة ومعارضي الرئيس مرسي بعد محاولة لاقتحام مقرها في ميدان الساعة بالمدينة.

وقد تاثرت البورصة المصرية بشدة بالتطورات السياسية اذ انخفض مؤشرها الرئيسي (ايجي اكس30) الاحد بنسبة بلغت 9.59% بالمئة ليصل الى 4917 نقطة، ما اضطرها الى وقف التعامل لمدة نصف ساعة حسب موقع البورصة.

ويعد هذا التراجع في سوق المال الاكبر منذ الانخفاض الحاد الذي شهدته البورصة اثناء الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في شباط/فبراير2011. فقد خسرت حينها 30% من قيمتها.

وعلى الارض لم يكن الوضع اكثر هدوءا، اذ تواصلت الاشتباكات لليوم السابع على التوالي في محيط ميدان التحرير حيث يعتصم منذ الجمعة انصار القوى السياسية المعارضة للاعلان الدستوري الذي منح مرسي لنفسه بموجبه صلاحيات واسعة وحد من سلطات القضاء,

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان الاشتباكات امتدت الى محيط السفارة الاميركية والشوارع المحيطة والتي شهدت عمليات كر وفر واسعة بين المتظاهرين وقوات الامن.