القاهرة: اكد المعارض المصري محمد البرادعي انه يرفض اي حل وسط بشأن الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المصري محمد مرسي الخميس الماضي ومنح لنفسه بموجبه سلطات مطلقة غير قابلة للرقابة القضائية، فيما تحدث وزير العدل احمد مكي عن امكانية التوصل لمثل هذا الحل مع السلطة القضائية.

وقال البرادعي في مقابلة نشرتها الاثنين صحيفة المصري اليوم المستقلة quot;لا لأي حل وسطquot; لهذه الازمة.

واضاف quot;عشت طوال عمري اؤمن بأهمية الحوار واعمل من اجل التوصل الى حلول وسط للقضايا الدبلوماسية. لكن لا حلول وسط في المبادئ. اننا امام رئيس يفرض علينا نظاما دكتاتوريا مستبدا فاذا الغي الاعلان يمكن ان نجلس للبحث عن توافق لاننا في النهاية لابد ان نعيش معاquot;.

وردا على سؤال quot;ماذا لو اصر الرئيس على موقفهquot;، قال البرادعي quot;سنصر على موقفنا مهما مضى الزمن وبلغت التضحياتquot;.

وحول مطالبه من الرئيس المصري، قال quot;ان يدرك انه اخطأ وان يتراجع عن الاعلان الدستوري ويشكل جمعية تأسيسية تمثل فئات وطوائف الشعب ويشكل حكومة انقاذ وطني تنتشل البلاد من اوضاعها الامنية والاقتصادية المترديةquot;.

واكد البرادعي انه quot;لن يندهش اذا نزل الجيشquot; الى الشوارع مرة اخرى quot;ليمارس مسؤوليته في منع الفوضى وحماية الوطن رغم ان ذلك يفتح الباب لتداعيات لا يعلم احد الى اي مصير تقودناquot;.

واعتبر انه quot;في حالة تطور الامور الى حرب اهلية واذا استمر الاستقطاب في الشارع وفي ما يتعلق بالجمعية التأسيسية واذا استمر الجوع فان كل هذا سيشعل البلد وعندما ينزل الجيش لحفظ الامن فانه سيعود حتما الى السلطةquot;.

وتابع quot;واذا نزل الجيش في ظروف قاسية فانه سيبقىquot; في السلطة.

ورأى البرادعي انه quot;اذا اصرquot; الرئيس المصري على طرح الدستور بشكله الحالي للاستفتاء فان النظام سيفقد شرعيتهquot;.

وترفض المعارضة المصرية مشروع الدستور الذي تقوم باعداده جمعية تأسيسية يهيمن عليها الاسلاميون وترى انه لا يحقق مطالب الثورة التي اطاحت الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011,

وقال البرادعي quot;اننا في محنة لا تقل عما قبل ثورة يناير. فالرئيس معه السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ثم جاء ليحصن قراراته وقوانينه من الطعن عليها امام القضاءquot;.

واضاف quot;نحن نسقط في براثن دكتاتورية أشد من تلك التي تخلصنا منها وبينما كنا نتوق الى الحرية والعدالة نرى الان نفس دكتاتورية نظام مبارك ولكن بنكهة تتمسح في الدينquot;.

وتابع quot;صدمت لان اجد شخصا يعتقد انه يختزل الدولة في شخصه وهذا امر لم يحدث حتى ايام مبارك. لذا اطلقت عليه فرعون مصر الجديدquot;.

من جانبه، قال وزير العدل احمد مكي في تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية ان هناك امكانية لحل مشكلة الاعلان الدستوري quot;من خلال لادار مذكرة شارحة للاعلان الدستوري او تعديل يوضح ان التحصين يتعلق بالقرارات السيادية التي يصدرها الرئيس وليس القرارات الادارية الصرفةquot;.

واضاف ان quot;الرئيس ومجلس القضاء الاعلى راضيان عن هذا التفسيرquot;، معتبرا ان quot;مقصد الرئيس الأساسي كان ان يحصن مؤسسات الدولة الدستورية وهو موافق على ما طلبه القضاة من أن هذا الأمر لا يمتد إلى القرارات الإدارية الصرفةquot;.

ويلتقي مجلس القضاء الاعلى بعد ظهر الاثنين اعضاء مجلس القضاء الاعلي لبحث امكانية التوصل الى حل للخروج من ازمة الاعلان الدستوري.