عاش السعوديون في غالبيتهم فترة من التحليلات للحدث المصري، بعد هدنة غزة، وrdquo;إعلانrdquo; مرسي الذي سمح فيه لنفسه بتعدد المناصب والقضاء عبر تغييرات وجدت صدى بين التفاؤل والتشاؤم، وإبراز لما يبحث عن تنظيم الإخوان.


الرياض: السعوديون المتواجدون في تويتر، يعيش اغلبهم محللاً ومناقشا بل يتقمص شخصيات المعارض السياسي أحيانا، في غالب النواحي السياسية العربية، والعالمية كذلك، خاصة في ما يتعلق بما آلت إليه وسارت عليه الحياة في دول الثورات العربية.

لا غرابة في أن يتجاوز السعوديون النقاش والتحليل والرأي نحو دول الجوار، خاصة بعد أحداث الثورات العربية، حيث يلاحظ تطور الثقافة السياسية، وهو ما يجعلهم بعيدين عن مسألة تجاوز الرأي نحو الإساءة.

أبرز هذه الدول مصر، الجمهورية الممسكة بتلابيب التغيير في منطقة الشرق الأوسط على مدار التاريخ، هي كذلك حتى بعد ثورتها على الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث شهدت بعد إعلان الرئيس المدني الأول لها محمد مرسي quot;دستورهاquot; الموقت الذي مكّن فيه الرئيس المصري نفسه من الإمساك بكل خيوط العملية السياسية، والقضائية وغيرها.

هذا الشأن، شهد تفاعلاً غير مسبوق للقرارات، ليس في مصر وحدها بل حتى السعودية من أبعاد جغرافيتها المختلفة شعبيًا، هناك من رأى أن مرسي أعاد شخصية سلفه حسني مبارك وهناك من رأى أن ذلك الإعلان موقت، بل وهناك من جمع كل الكلمات ضد الإخوان المسلمين حيث بعثة مرسي الحزبية نحو الرئاسة.

محمد مرسي، طاله النقد الكبير من الداخل، ومن الخارج كذلك لكن بتعرجات عديدة، حمل بعضها شخصيات اعتبارية ورجال دين، ومتعاطفون، ومعارضون وسوق تموج بكل البضائع.

مرسي كان نجم الحضور في أسابيع النقاش السعودي عبر ldquo;تويترrdquo; عبر حدثين، أولها الهدنة التي ساهمت بها مصر لوقف الاعتداءات بين غزة وإسرائيل، رفعت هذه قليلاً بعض التعليقات لتصل بالرئيس نحو النجوم، معتبرين أنه مخلصها من الاحتلال، بينما كان الاعتبار الآخر هو quot;افتعال أزمة وحلهاquot; كما يقول المدون السعودي صلاح الرشيد.

الثانية، هي الإعلان الذي منح مرسي السيطرة على خطوط القرار عرضاً وطولاً بمصر، وهو الذي جعلها انطلاقة عكسية للعديد من السعوديين الذين يناهضون وجود الإخوان في السلطة، وما قبلها.

قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ابن أخ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو شاعر ورئيس نادٍ رياضي في المملكة بعد إعلان مرسي، إن ldquo;تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم مريب وغير مريح وله أجندات ينبغي الحذر منهاrdquo; مشددًا في تكرار الحديث أن هذا رأيه الشخصي حتى لا يتقاطع مع الرأي الرسمي السعودي.

الكاتب السعودي محمد آل الشيخ الذي أيده كثر وعارضه أضعاف، قال في أكثر من موضع:quot;مرسي حتى جزء من (الاخونجية) أنفسهم انتقدوه وتبرؤوا منه. الغبي دائماً إذا سقط تخلى عنه حتى أصحابهquot;، وقال في موضع تويتري آخر مستمرًا في خطابه الناقد والناقم من الإخوان المسلمين أنه كان يراهن على فشل الإخوان في مصر اقتصاديًا لكنهم فشلوا في أول اختبار سياسي وليس في الاقتصاد معتبرا أن ldquo;مرسي باشا بقراره الغبي الأخير كان فضيحة سياسيةquot;.

على الطرف الآخر، قال الكاتب السعودي صقر العنزي مدافعًا عن قرارات مرسي وإعلانه، أنه لم يفهم ماذا يريد معارضو مرسي وماهو وجه الاعتراض على قراراته.. معتبرا أن ما يسمعه هو quot;سب وشتم وتهديد وكلام عامrdquo; حاكيًا كذلك في رسالة لمرسي ldquo;يا مرسي...ولن ترضى عنك الفلول ولا البلطجية حتى تتبع ملتهم السياسيةquot;.

الواعظ الإسلامي السعودي، عوض القرني المعروف عنه ميله الإخواني الجلي، قال في تغريدات عديدة quot;تناوبت رموز الدجل السياسي في مصر على المنبر لساعات شكليًا، لم يتكلم أحد منهم بالفصحى ولم يفتتح أحد منهم بحمد الله ولا الصلاة على رسوله هل هذا وجه مصر؟rdquo; وأضاف: من يثير الصخب الآن في مصررفضهم الشعب في الإنتخابات وكانوا من قبل بلاطجة وديكور تجميل للإستبداد من ناصر إلى حسني ويخشى النور والحرية من لم يعتدهاrdquo;.

كل هذه الكلمات والرسائل الإلكترونية المغردة، لا تزال منتشرة في شؤون عديدة يحتلها الخبر المصري اليوم، والإخواني تحديدا منها، ويفتح كل منحنى في الأحداث تعليقات وتحليلات السعوديين، ذات اليمين وذات الشمال وكذلك المعتدلة منها التي ترسل رأيها أن المصريين أمام أربع سنوات يكون فيها الحكم على التنظيم، ومرسي.