أنيطت بالإعلامية لونا الشبل مهمة الدفاع الإعلامي عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لتحلّ محلّ جهاد مقدسي، الذي ترك سوريا في ظروف لا تزال غامضة.


ذكرت عدة مصادر نبأ تعيين الإعلامية لونا الشبل في منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، وفقًا لما ذكره موقع quot;سكاي نيوزquot; بالعربيةquot; وبذلك تحل الشبل خلفًا للمتحدث باسم الخارجية السورية المنشق جهاد مقدسي.
وتشغل الشبل منصب المسؤولة الإعلامية في الرئاسة السورية الحالية. وكانت الشبل قدمت استقالتها من الجزيرة مع بدايات الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا قبل نحو عامين.
وعزت الشبل استقالتها الى اسباب لم تكن منها طريقة تعاطي الجزيرة مع تغطية الاحداث في سوريا. لكنّ مطلعين اكدوا ان اعتراضها على هذه التغطية التي اعتبرتها منحازة ضد النظام السوري كانت السبب في الاستقالة.
وما زالت الأنباء متضاربة حول البلد الذي توجه إليه مقدسي الذي لم يخرج بأي تصريحات بعد انشقاقه، وكانت صحيفة القدس العربي نقلت أول أمس عن مصادر دبلوماسية قولها إن جهاد مقدسي laquo;قد باع منزله الكائن بمشروع دمر في العاصمة دمشق بمبلغ يزيد عن 180 ألف دولار، وأن السلطات السورية كانت تعلم بعملية البيعraquo;.
وحسب ما أفادت معلومات الصحيفة فإن laquo;مقدسي كان يتحدث في جلساته مع الأصدقاء خارج العمل بأنه يفضل الانتقال إلى العمل الأكاديمي والتدريس في إحدى الجامعات الغربية لا سيما وأنه يحمل شهادة دكتوراه في الإعلامraquo;.
وترجح المصادر أن يكون جهاد مقدسي laquo;ينوي التوجه إلى باريس كترانزيت لينتقل منها إلى الولايات المتحدةraquo;، كما ترجح تلك المصادر laquo;ألا تتفاعل المعارضة معه لكونها تعتبره واحداً من ldquo;رموز النظامrdquo; المقتنعين بفكره السياسي تجاه الأزمة السوريةraquo;.
ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بالمراقبين أن laquo;مقدسي ومنذ قدومه إلى وزارة الخارجية السورية، شغل منصباً شاغراً أو مغيّباً، حيث لم يكن موجوداً بالمعنى العملي في وزارة الخارجية السورية وبعد اندلاع الأزمة السورية اعتاد الجميع على مؤتمرات صحافية يعقدها وليد المعلم وزير الخارجية وقبله بثينه شعبان مستشارة الرئيس الأسد، ليأتي جهاد مقدسي الذي يعبّر عن جيل جديد شاب من الدبلوماسية السورية، ناطق رسمي اعتاد التحدث بمنطق مقنع وبمفردات هادئة لقيت آذانًا صاغية إلى حدٍ ماraquo;.
وما زال انشقاق مقدسي يمثل لغزاً بالغ الأهمية، بالنسبة للكثيرين، خاصة أن مقدسي صعد نجمه بشكل مفاجئ بعد الثورة بعدة أشهر، ومن ثم انشق عن النظام بصورة مفاجئة بعدأشهر قليلة على توليه منصبه. أما قبل ذلك فكان لسنوات طويلة مجرد موظف دبلوماسي في السفارة السورية في لندن.
مقدسي الذي تأكدت مغادرته سوريا عبر مطار بيروت الدولي، قالت جريدة quot;الغارديانquot; البريطانية قبل أيام إنه توجّه إلى الولايات المتحدة، وليس إلى لندن التي أقام فيها لعدة سنوات قبل الثورة، وعمل فيها ناطقاً باسم السفارة السورية وقنصلاً عاماً لفترة من الزمن.
فيما نقل موقع قناة العربية أن مقدسي هرب من دمشق إثر خلافات مع رموز النظام، بمن فيهم الرئيس ذاته ووزير خارجيته وليد المعلم. وأن هذه الخلافات ليست وليدة اللحظة وإنما يعود تاريخها إلىأشهر عدةمضت عندما قال في يوليو/تموز الماضي إن quot;الأسلحة الكيميائية مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السوريةquot;، وإنه quot;لن يتم استخدامها إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجيquot;. وهذا الأمر شكل أول اعتراف رسمي في تاريخ سوريا بامتلاكها أسلحة كيميائية، وهي أسلحة محرمة دولياً وتسببت قبل عدة سنوات بغزو العراق.
وتشير المصادر إلى أن تصريحات مقدسي أغضبت الأسد ووليد المعلم وباقي رموز النظام، حيث ساد الاعتقاد بأن مقدسي هو الذي ورّطهم وقدم للعالم اعترافاً رسمياً وعلنياً وواضحاً بوجود هذه الأسلحة.
وقال المصدر الذي تحدث لـquot;العربية.نتquot; إن فكرة هروب المقدسي لم تكن جديدة، وإنما كان يخطط لذلك منذ أكثر من شهر، إلا أنه كان في انتظار تأمين الترتيبات التي تضمن خروجه بشكل آمن من سوريا، وكذلك ضمان مغادرته بيروت، وليس اعتقاله هناك وإعادة تسليمه إلى دمشق.