بمجرد أن أصدرت الخارجية السعودية بياناً تنفي فيه كلاماً منسوبًا لنائب وزير خارجيتها، حتى زاد الغموض حول المقصود بالنفي في كلمة نجل العاهل السعودي الأمير عبدالعزيز الذي يشغل المنصب.


يوسف الهزاع من الرياض: المصدر المسؤول نفى في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية quot;التصريحات المنسوبة للأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، والتي تناقلتها وسائل الإعلام مؤخراًquot;.

وأكد المصدر quot;أن ما تم نشره تصريحات ملفقة لم يدلُ بها سموه لأي وسيلة إعلامية وبأي شكل من الأشكال، وأن الكلمة الوحيدة التي ألقاها سموه كانت في مؤتمر (قمة منتدى حوار المنامة) الذي عقد في المنامة يوم السبت 8 ديسمبر 2012 م، وعبر فيها عن موقف المملكة الرسمي، وتم نشرها في كل من وكالة الأنباء السعودية والبوابة الإلكترونية بوزارة الخارجية ووسائل الإعلام. ولم تتضمن هذه الكلمة التصريحات الملفقة على لسان سموهquot;.

نفي المصدر المسؤول لم يشر من قريب أو بعيد لما تضمنته تلك التصريحات quot;الملفقةquot;، وإنما أشار للمناسبة والكلمة التي ألقاها الأمير عبدالعزيز.

وبالعودة لوكالات الأنباء والقنوات الناقلة يظهر أن المملكة أرادت بهذا النفي الجملة التي أوردتها بعض المواقع تحت تصنيف (وكالات) دون أن تسمي وكالة بعينها، حول مطالبة الأمير عبدالعزيز دول الخليج بمنع امتداد الربيع العربي إلى أراضيها وتهديد أمنها.

وجاء في مقدمة التقرير الذي يبدو أن السعودية تقصده بالنفي quot;طالب نائب وزير خارجية السعودية دول مجلس التعاون الخليجي بمواجهة أي تهديدات أمنية تنتج عن امتداد للربيع العربي بأراضيهاquot;.

وألحقت هذه المقدمة بعبارة أخرى عن ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة تقول quot;عرفنا العام الماضي تجربتنا الخاصة بما يعرف بالربيع العربي، هذا الأمر قسّم بلادنا. وعلى الرغم من أن الهدوء قد عاد فما زال هناك الكثير من الجروح التي يجب تضميدهاquot;.

وفي جولة على مواقع لصحف خليجية وعربية، فإن مصدر الخبر كان غالباً يوضع تحت تصنيف (وكالات) أيضاً، فيما تنوعت العناوين، وإن كان جلها يخص فقرة التصدي للربيع العربي، إلا أن موقع قناة الجزيرة القطرية ووكالة أنباء الشرق الأوسط كانتا ضمن مقدمة ناشري التقرير من حيث التوقيت.

وكالة الأنباء السعودية كانت قد بثت كلمة الأمير عبدالله في المنتدى، ولم ترد كلمة الربيع العربي، فيما نقلت الوكالات الخليجية الرسمية الكلمة دون أن تشير الى ذات العبارة، بما في ذلك وكالة الأنباء البحرينية .

وكان الأمير عبدالعزيز تطرق خلال كلمته لأمن الخليج، وركز على التنمية والأمن قائلاً إنهما يعضدان بعضهما البعض في دعم استقرار منطقة الخليج، إلى أن أتى تفصيلاً على العبارة التي يبدو أنها مكمن اللغط حينما قال quot;سياق جهود المملكة الحثيثة والداعية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، عملت المملكة مع شقيقاتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لكل ما فيه خير وأمن واستقرار دولها ورفاهية شعوبها والتعاون لمجابهة أي مخاطر تهدد أمنها، لإدراكها أن أي زعزعة لاستقرار أمن أي دولة من دول الخليج العربية هي زعزعة لأمن باقي الدول، فأمن ومصير دول الخليج العربية واحد لم ولن يتجزأ، مؤكداً تقدير واحترام ودعم المملكة العربية السعودية للجهود التي يبذلها الأخوة في البحرين من أجل تعزيز الحوار الوطني لما يحقق الاستقرار وتنمية المجتمع، وختم الأمير عبدالله كلمته مركزاً على وحدة الخليج وقوة اقتصاده مستعرضاً إمكانات المملكة الاقتصادية وإسهامها المباشر في استقرار سوق النفط العالمي.