قال عدد من المسؤولين الغربيين والشرق أوسطيين إن وكالات استخباراتية غربية لاحظت قيام وحدات سورية بتحضيرات متقدمة لاحتمالية استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك ملء شاحنات بقذائف وقنابل جاهزة للاستخدام، وهو ما دفع الرئيس باراك أوباما في الأسبوع الماضي إلى تحذير سوريا من استخدام تلك الذخائر المحظورة.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: أوضح المسؤولون أنه تمت مراقبة جنود بقاعدة سورية وهم يمزجون سلائف للأسلحة الكيميائية ويقومون بخطوات أخرى لتجهيز الذخائر المميتة لاستخدامها في ساحة القتال.

كان ذلك بمثابة أول دليل فعلي على أن سوريا ماضية صوب احتمال تنشيط ترسانتها الضخمة من الأسلحة الكيميائية، التي من بينها غاز الأعصاب وغازات سامة أخرى.

وأكدت صور مراقبة أن وحدة جيش على الأقل بدأت في تحميل مركبات عسكرية خاصة تنقل قنابل وقذائف مدفعية تحمل رؤوس حرب كيميائية. وجاءت تلك التحركات بعد صدور تعليمات لقوات النخبة لبدء تحضيرات خاصة باستخدام الأسلحة ضد المقاتلين الثوار الذين يمتلكون أسلحة متطورة، على حسب ما أفاد المسؤولون.

وقال اثنان من المسؤولين الغربيين، الذين اطلعوا على المعلومات الاستخباراتية، إن قوات الحكومة السورية أوقفت التحضيرات في أواخر الأسبوع الماضي، وإنه لم تكن هناك أدلة على أن الأسلحة الكيميائية المنشطة قد شُحِنت على طائرة أو نُشِرت على جبهة القتال.

هذا وقد رفض هؤلاء المسؤولون الكشف عن هوياتهم، نظراً إلى ما تتسم به تلك المعلومات الاستخباراتية من طبيعة حساسة، فيما رفضت إدارة أوباما ووكالة السي آي إيه أن تجيب عن تساؤلات متعلقة بهذا الأمر. وأشار وزير الدفاع، ليون بانيتا، قبل أيام قليلة، إلى أن التهديدات قد تم تخفيفها، وإنه لم يتم القضاء عليها تماماً.

وأوضح محللون استخباراتيون أن التعليمات ذات الصلة بتجهيز الأسلحة الكيميائية صدرت قبل حوالى أسبوعين، ولم يتضح ما إن كان القرار قد تم اتخاذه من جانب قادة سوريين كبار، قد يكون منهم الرئيس بشار، أو من جانب قائد ميداني يتصرف من نفسه.

ومنذ أن طفت على السطح في الصيف الماضي مخاوف من احتمالية قيام السلطات في سوريا بنقل الأسلحة الكيميائية بين أماكن عدة في شتى أنحاء البلاد، فإن المسؤولين في دمشق سبق لهم مراراً وتكراراً أن تعهدوا بعدم استخدام الذخائر المحظورة.
وبعد التحذيرات التي أطلقها أوباما وقادة أجانب آخرين قبل أيام، كررت وزارة الخارجية السورية تعهدها بأنها لن تستخدم تلك الأسلحة في معركتها ضد المقاتلين الثوار.

جاء هذا الكشف الأخير، الذي أتاح مزيد من التفاصيل بخصوص تهديد الأسلحة عما كان معروفاً من قبل، وسط تقارير تتحدث عن إطلاق القوات السورية صواريخ سكود قصيرة المدى أخيراً على مواقع الثوار في تصعيد للصراع المشتعل هناك منذ 21 شهراً.

ونقلت في هذا السياق صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن أحد الدبلوماسيين الغربيين الذي تراقب حكومته التطورات الحاصلة في سوريا، قوله quot;إن أصبح الموقف أكثر سوءًا وتهوراً، فلا يمكن توقع ما يمكن أن يحدث هناك خلال الفترة المقبلةquot;.

وقال مسؤول استخباراتي شرق أوسطي مطلع على أحدث النتائج الاستخباراتية إنه ورغم إدراك الأسد لما قد ينجم من استخدام الأسلحة الكيميائية من عواقب وخيمة، فإن القادة الأفراد قد يتصرفون من تلقاء أنفسهم إذا تم التعدي على اختصاصاتهم ومواقعهم.

وعن خطر استخدام مثل هذه الذخائر، قال جيفري وايت، وهو محلل عسكري سابق لدى وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للبنتاغون، quot;قد يتسبب ذلك في تغيير قواعد اللعب في جوانب مهمة. وسيحظى أي استخدام للغاز بتأثير نفسي رهيب، وسيسبب كل أنواع الذعرquot;.