يسعى نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى أي وسيلة ممكنة لإرباك شعبه، حيث يستأجر مجموعة من الأشخاص يتولون مهمة الدفاع عنه على شبكة الانترنت مقابل الأموال.


في وقت بدأ يتضح فيه أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد كل الحلفاء باستثناء ربما إيران وروسيا، وبالتزامن مع دخول الثورة المناهضة لحكمه شهرها الـ 20، فإنه يستأجر مقابل أموال مجموعة من الأشخاص الذين يتولون مهمة الدفاع عنه على شبكة الإنترنت، من خلال إطلاقهم حملات تحذيرية من قرب شن حلف الناتو لحملة عسكرية للسيطرة على الأوضاع في سوريا، ومن إرسال السي آي إيه أسلحة في الخفاء للجماعات الإرهابية، وبالطبع من أن جميع أعداء الأسد يهود.

هذا ويمارس هؤلاء الأشخاص مهمة الدفاع عن نظام الأسد من خلال عدة مواقع من بينها تويتر ويوتيوب وانستغرام وغيرها من المواقع المنتشرة على الشبكة العنكبوتية.

سبل آل الأسد الدعائية

ومعروف أن عائلة الأسد تحظى بتواجد قوي على صعيد الدعاية الإعلامية منذ سنوات، والكل يتذكر الملف الذي سبق أن خصصته مجلة فوغ الشهيرة لزوجة بشار، أسماء الأسد، وهو الملف الذي أثنى على quot;أسرة الأسد الديمقراطية إلى حد بعيدquot;، في الوقت الذي كانت قد بدأت فيه للتو حملتها الدموية ضد المتظاهرين المطالبين برحيلها.

وهؤلاء المدافعون عن الأسد في الفضاء الإلكتروني ما هم إلا امتداد لتلك السبل الدعائية، حيث يعرفون ما هو مطلوب منهم من دون الحاجة لتلقي تعليمات من دمشق. فهم يتنازعون على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعج من ناحية أخرى بقصص تسرد جرائم الحرب التي يرتكبها بشار وتغمر المنطقة.

روايات مضادة

وبدا من الواضح أن هؤلاء المدافعين منتشرون في كل المواقع، وإن كان وجودهم يبدو واضحاً بكثافة على موقع تويتر، وهم إذ يروجون هناك لروايات منها أن الجيش السوري الحر quot;أو القاعدةquot; يجهز بدلاً تحضيراً لحرب الأسلحة الكيميائية. كما يروجون لمقاطع على يوتيوب تظهر تعذيب الثوار لمواطنين بمواد حارقة للجلد.

هذا وكأن المتحدث باسم الأسد لم يسبق له أن قال في شهر تموز (يوليو) الماضي إن الأسلحة الكيميائية تخضع للإشراف المباشر من جانب القوات المسلحة السورية وأنه لن يتم استخدامها على الإطلاق إلا في حال تعرضت سوريا إلى اعتداء خارجي.

وهناك كذلك المدونة السورية الإنكليزية وصفحة فايسبوك والحساب المفتوح على موقع غوغل بلس، حيث يتم هناك على الدوام وصف الثوار السوريين بـ quot;الإرهابيينquot; والتأكيد على أن الأسد لن يستخدم الأسلحة الكيميائية مهما كانت الظروف. هذا إلى جانب المقاطع التي تبث على يوتيوب والتي تبين أن الأسد ما هو إلا ضحية مؤامرة غربية دموية الفكر.

تنافس

هذا وتبدو الثورة السورية الآن انتقائية، وتضم بعض العناصر المتطرفة، بمن فيهمالإرهابيون المرتبطون بالقاعدة.

وبينما يبدو أكيداً أن الثوار السوريين يستخدمون كذلك تويتر وفايسبوك ويوتيوب للقيام بكل شيء بدءًا من الدعاية وانتهاءً بالتدريب على الأسلحة، فليس من المفاجئ ربما أن يلجأ المدافعون عن الأسد إلى التنافس في ذلك الفضاء الإلكتروني.