قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إن الأمين العام لحزب الله يراهن على الحرب الأهلية في سوريا، quot;ليقنع نفسه أن الثورة هناك لن تنتصرquot;، واعتبر أن نصرالله خسر كل كل شيء عندما تحوّل من مشروع مقاومة إلى مشروع سلطة واغتصاب سلطة في لبنان.


بيروت: جاء حديث رئيس quot;تيار المستقبلquot; (المكوّن الأبرز في تحالف 14 آذار المعارض)، في تصريحات صحافي الاثنين، ردًا على حديث لنصر الله الأحد خلال حفل خاص لمتخرجين جامعيين جدد منتمين إلى الحزب، قال فيه إن quot;الأمور في سوريا تزداد تعقيدًا، وإن المعركة طويلة، ومن يظنّ أن المعارضة قادرة على السيطرة.. فهو مخطئquot;.

واعتبر نصر الله أن quot;الصراع في سوريا ليس بين النظام والشعب، فهناك نظام يدافع عن قناعته، وهناك مجموعة مسلحة تخوض قتالاً قاسيًا وداميًاquot;.

وأوضح الحريري في رده أن quot;السيد حسن ما زال يكابر، ويقول إن ما يجري في سوريا ليس ثورة شعبية، بل حرب أهلية. ويتهمنا بأننا نراهن على انتصار الثورة السورية، وفي الحقيقة هو الذي يراهن على الحرب الأهلية في سوريا، ليقنع نفسه أن الثورة لن تنتصرquot;.

وأضاف: quot;لم نفهم موقف السيد حسن من القاعدة، إذا كانت الثورة السورية فخًا للقاعدة، فالمنطق يقول إنه يجب أن يكون أول الداعمين للثورة، لكن أن يوجّه السيد حسن نداء إلى القاعدة، وينبّهها إلى مؤامرة عربية دولية عليها، فهذا يطرح سؤالاً حول حقيقة علاقته بالقاعدة، وعلاقة إيران بالقاعدةquot;.

وقال إن quot;المضحك المبكي أن يكون الطرف الذي صنعته إيران، وتموّله إيران، وتسلحه إيران، يتهم 14 آذار بأنها تابعة للخارجquot;، مشيرًا إلى أن quot;على نصرالله أن يوضح ماذا يحاول، عبر ندائه quot;الأخويquot; للقاعدة، أن يقوله للبنانيين وللعرب وللعالم. وربما كان على الحكومة، حكومته، أن تستوضحهquot;.

وكان حسن نصر الله توجّه إلى تنظيم القاعدة في حديثه أمس قائلاً quot;إن بعض الحكومات في العالم الإسلامي والغربي نصبت لكم كمينًا في سوريا، وفتحت لكم الساحة هناك، لتتوجهوا إليها، حتى يقتل بعضكم بعضًا، وأنتم وقعتم في هذا الكمينquot;.

وأضاف: quot;ولو فرضنا أن هذه الجماعات استطاعت أن تحقق إنجازًا، فهي أول من سيدفع الثمن في سوريا، كما دفعته في دول أخرىquot;.

نصرالله لا يريد الانتخابات ولسنا متمسكين بقانون الستين
إلى ذلك، اعتبر الحريري أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله quot;في كل مرة يريد الخروج من إطار المؤسسات الدستورية، وآخر بدعة أنه يدعو إلى مجموعة عمل لمعالجة الاقتصاد خارج المؤسساتquot;. وسأل الحريري، نصرالله: quot;ماذا حلّ بمؤسسة مجلس الوزراء في هذا الاقتراح؟، وما هو دور مجلس الوزراء؟quot;.

وقال الحريري: quot;ربما يعتقد نصرالله بهذه الطريقة أنه يعفي نفسه من مسؤولية الوضع الاقتصادي. هذا الوضع هو بالدرجة الأولى مسؤولية الحكومة، التي شكلها هو بنفسه، لكن في الحقيقة، إن مجموعة العمل التي يدعو إليها نصرالله لمعالجة الوضع الاقتصادي هي تحديدًا الحكومة المحايدة التي ندعو إلى تشكيلها لإنقاذ البلادquot;.

واعتبر الحريري أن quot;هناك ضرورة لتذكير نصرالله بأن طاولة الحوار الوطني أمامها موضوع واحد ووحيد، وهو سلاح حزب الله. لا الوضع الاقتصادي على طاولة الحوار، ولا قانون الانتخابات على طاولة الحوار، ولا أي شيء آخرquot;.

وقال: نصرالله يتهم 14 آذار بأنها هي من تقول إما قانون الستين أو لا انتخابات، والحقيقة أننا لسنا متمسكين بقانون الستين، لكن يبدو أن نصر الله هو الذي لا يريد للانتخابات أن تجري في لبنان.

ورد الحريري على نصرالله مؤكدًا quot;إننا لا نريد العودة إلى لبنان عبر مطار دمشق، ولم نقل ذلك يومًا. لكننا نرى في كلام نصرالله تعبيرًا عن فهمه العميق لمعنى خسارته لمطار دمشقquot;. واعتبر أنه quot;كان من الأفضل لنصرالله أن يقارب الأمر بالحد الأدنى، كما قاربه نائب بشار الأسد، فاروق الشرع، الذي اعترف بأن النظام السوري لا يمكنه أن ينتصرquot;.

وأضاف الحريري: quot;بدل أن يهزأ نصرالله من زيارة 14 آذار لغزة، الجدير به أن يلحظ كيف تتمكن المقاومة الحقيقية لإسرائيل من فرض احترام وتضامن العرب جميعًا معهاquot;، متابعًا quot;ربما يتذكر السيد نصرالله بمناسبة غزة، كيف كان الاحترام والتضامن كاملاً معه أيام كان فعلاً مقاومة، وكيف خسر بمواقفه وأفعاله كل هذا الدعم والتضامنquot;.

وخلص الحريري إلى القول إن نصرالله quot;خسر كل الدعم والتضامن، إن لم يكن خسر كل شيء، عندما تحوّل من مشروع مقاومة إلى مشروع سلطة واغتصاب سلطة في لبنانquot;.