في محافظة الجيزة المصرية، لا يتحمس المصريون المعارضون للرئيس محمود مرسي للذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت على الدستور الجديدة إيمانا منهم أن التزوير سيكونسيد الموقففي النتيجة النهائية.


القاهرة: quot;قال لي صديق لا داعي لان تذهب فالاستفتاء سيزور والنتيجة ستكون نعم .. ولكنني اصررت على المجيء للادلاء بصوتي وقلت له سأقوم بواجبي وليكن ما يكون بعد ذلكquot;، بنبرة اسى يتحدث محمد احمد وهو يخرج من مركز اقتراع في حي امبابة الشعبي بمحافظة الجيزة.

كان الرجل وهو محاسب في العقد الخامس من عمره يتحدث بصوت منخفض وهو ينظر حوله باتجاه مجموعة من شباب الاخوان المسلمين منتشرين في فناء المدرسة التي تحولت الى مركز اقتراع في المرحلة الثانية والاخيرة من الاستفتاء على مشروع الدستور الذي وضعته جمعية تأسيسية يهيمن عليها الاسلاميون واحتجت عليه المعارضة الليبرالية واليسارية والحركات الشبابية التي شاركت في اطلاق ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011.
واضاف احمد quot;انهم (الاخوان) يسيطرون على كل شيء سواء خارج مركز الاقتراع او داخل مكتب الاقتراع نفسهquot; مشيرا الى مشادة حادة كانت تجرى الى جواره في فناء المدرسة بين احد مراقبي المنظمات الحقوقية واعضاء من جماعة الاخوان بعد ان احتج المراقب على قيام شخص يجلس امام لجنة الاقتراع داخل المكتب بدعوة الناخبين الى التصويت بquot;نعمquot; بالمخالفة للقانون الذي يمنع اي نوع من انواع التأثير على الناخب داخل او امام مكاتب الاقتراع.
سمير، ناخب اخر فضل ان يعطي اسمه الاول فقط، ايد احمد في رأيه وقال quot;الشاب الذي يشرف على لجنة الاقتراع صغير في السن وربما يكون وكيل نيابة حديث التعيين ولكن المسيطر الحقيقي على اللجنة هو شخص اخر يجلس الى جواره وواضح جدا انه من الاخوان وان بوسعهم ان يزوروا كما يشاؤونquot;.
لكن شباب الاخوان المتواجدين داخل مراكز الاقتراع يدافعون عن انفسهم ويقول احدهم quot;ان مراقبي المنظمات الحقوقية يقولون ان هناك انتهاكات ولكن الحقيقة اننا هنا في المناطق الشعبية نحب ان نقدم المساعدة ونحن هنا لكي نساعد الناخبين على معرفة ارقامهم في سجلات الناخبين حتى يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم بسهولةquot;.
ويضيف الشاب quot;ثم ان اي شخص بذل جهدا للوصول الى لجنة الاقتراع وتحمل مشقة الانتقال من منزله وركب ربما ثلاث وسائل مواصلات لكي يصل الى مكتب الاقتراع يعرف مسبقا ان كان سيقول +نعم+ ام +لا+ ولن يتمكن احد من التأثير عليهquot;.
وامام مكتب اقتراع مجاور، وقف اكرامي سعيد وهو شاب في الثلاثين من عمره يمتلك ورشة نجارة صغيرة يتناقش مع مجموعة اخرى من شباب الاخوان معترضا على انهم يتحدثون علنا امام الناخبين في فوائد التصويت بquot;نعمquot; ويحاولون التأثير عليهم. وقال اكرامي بحماس quot;الدستور لا يمكن اقراره بالاغلبية البسيطة .. الدستور يجب ان يكون بالتوافقquot;.
وفي حي الدقي الواقع في محافظة الجيزة كذلك والذي تشكل الطبقة المتوسطة غالبية قاطنيه، كان احد مراكز الاقتراع المخصص للسيدات شبه خال. وقالت اميمة فتحي وهي طبيبة في الثامنة والثلاثين quot;في الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية كانت هناك طوابير طويلة واضطررت للوقوف ساعة على الاقل قبل ان يأتي علي الدور لادلي بصوتيquot;.
واضافت quot;اظن الناس لم تأت لانها تعرف ان النتيجة ستزور في كل الاحوال لتمرير هذا الدستورquot;.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات تمديد مواعيد التصويت في الاستفتاء حتى الساعة 23,00 مساء (21,00 ت غ) بدلا من الساعة 19,00 مؤكدة ان هذا القرار جاء quot;نتيجة اقبال الناخبين على مقار لجان الاستفتاء بشكل كبير وتيسيرا عليهم للادلاء باصواتهم في عملية الاستفتاء على الدستورquot;.
وتحدثت تقارير صادرة عن احزاب المعارضة بعد ظهر السبت عن حدوث العديد من الانتهاكات من بينها quot;تصويت جماعيquot; في بعض اللجان quot;وانتحال اشخاص لصفة القاضيquot; وادارتهم للجان الانتخاب بالمخالفة للقانون اضافة الى الدعاية داخل اللجان من انصار التصويت بquot;نعمquot;.
وكانت المرحلة الاولى للانتخابات جرت السبت الماضي في 10 محافظات ، تضم نصف الناخبين المسجلين، واسفرت ، بحسب نتائج غير رسمية، عن موافقة اكثر من 56 بالمئة على مشروع الاستفتاء ورفض اقل من 44 % له وهو ما قالت المعارضة انه ليس تعبيرا حقيقيا عن ارادة الناخبين مؤكدة ان عميات الاقتراع شابها quot;تزويرquot;.