يواجه النائب أحمد العلواني الذي ينتمي إلى القائمة العراقية تحقيقًا قد يقود إلى فصله من البرلمان لوصفه شيعة العراق بعملاء إيران الخنازير والجبناء.


تبدأ لجنة نيابية لدى استئناف البرلمان العراقي غدًا جلساته الاعتيادية، بالتحقيق مع النائب احمد العلواني والتأكد من صحة ما نسب له من تصريحات في قناة بغداد الفضائية التابعة للحزب الاسلامي اتهم فيها شيعة العراق بالعمالة لإيران ووصفهم بالخنازير والجبناء.

وقال إن quot;العصيان المدني الذي طالبت به جماهير الانبار والمظاهرات والاعتصامات إنما هو رسالة الانبار ضد كل من يريد إذلال أبنائها أو يحاول المساس برموزها، لأن جميع أهل الانبار وعشائرها من شرقها إلى غربها تقف خلف قيادتها التي انتخبتها وتمثلها في حكومة بغدادquot;.

وأضاف أن quot;هذه الجماهير تريد علاجاً وإصلاحاً للعملية السياسية برمتها، لأنها أصبحت لا تثق بكل القرارات والاتهامات التي تجري ضدها ويجب إنصاف جميع أطياف الشعب العراقي، وأن الظلم والحيف الذي يجري لا تقبل به بعد اليومquot;.

وستحاول اللجنة الحصول على التسجيل الكامل للمقابلة التلفزيونية مع العلواني وفي حال تم التأكد من ادلائه بهذه الاقوال فستطبق بحقه المادة السابعة التي تقضي بفصل عضو مجلس النواب من البرلمان في حال إثارته للنعرات الطائفية والعرقية.

وتضم اللجنة رئيس التحالف الوطني quot;الشيعيquot; ابراهيم الجعفري ورئيس كتلة المواطن النيابية للمجلس الاعلى الاسلامي باقر جبر الزبيدي، وخالد العطية رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، إضافة إلى رئيس كتلة العراقية النيابية سلمان الجميلي، والنائبين عنها احمد المساري وحيدر الملا.

ومن جهته، اتهم القيادي في التحالف الوطني علي العلاق النائب العلواني بالاساءة للأغلبية الشيعية في العراق، وقال خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن النائب عن العراقية العلواني أطلق خلال مشاركته الأحد الماضي مع عدد من نواب القائمة، في تجمع أقيم في مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، تصريحات نقلتها احدى الفضائيات، وهي مسيئة للشيعة الذين هم أغلبية في العراق.

وأضاف أن العلواني تجاوز كل الخطوط الحمراء في التعامل مع القضايا السياسية، وتعامله مع الاغلبية الشيعية في العراق وتهجمه عليها بشكل فاضح وغير مسبوق وهذه بحد ذاتها مسألة قضائية يجب أن تثار ضده.

وقال إن quot;هذه التظاهرات التي يقودها النائب العلواني وهي بالأصح التحريض الذي يقوده ومن معه بدفع أجنبي مدفوع الثمن من قطر والسعودية وتركيا، وهناك عملاء لهذه الدول داخل العراق وينفذون هذه الأجندةquot;، على حد قوله.

وأشار العلاق إلى أنّ العلواني قال في تصريحاته: quot;نحن في ثورة ضد القابعين في بغداد، والذين هم على سدة الحكم وهؤلاء جبناء وعملاء لإيران وهم خنازير وأبناء خنازيرquot;. ووصف هذه التصريحات بأنها مسيئة للمشتركات الأخوية بين السنة والشيعة، وقال إن أي شخص يتحدث بالطائفية لا تتحمل المسؤولية طائفته كون السنة براء من هذه التصريحات، موضحًا أن القائمة العراقية قد أكدت أنها ستستنكر تلك التصريحات أذا ثبت صحتها.

ومن جهتها، وصفت النائبة عن ائتلاف دولة القانون سميرة الموسوي تصريحات العلواني بالمؤججة للفتنة، وقالت إن quot;هذا الخطاب يعمل على تأجيج الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقيquot;. وأشارت إلى أنّ quot;تصريحات العلواني حاقدة والغاية منها تأزيم الاوضاع في العراق طائفيًا وادخالنا في ازمة جديدة بمعزل عن العملية السياسيةquot;، كما نقلت عنها وكالة كل العراق.

لكن النائب المتهم العلواني نفى قيامه بالتطاول على الشيعة واصفاً الكلام الذي اتهم بأنه تطاول على الشيعة بأنه غير دقيق وعَارٍ عن الصحة، واكد في تصريح صحفي أنه لم يتكلم أي كلام فيه تطاول على أي مكون من مكونات الشعب العراقي، وقال quot; اني أفخر لأني انتسب لعشيرة عربية أصيلة لها امتدادات كبيرة من الطائفتين الشيعية والسنيةquot;.

وأشار إلى أنّ اتهامات بعض اعضاء ائتلاف دولة القانون له يراد منها quot; لفت أنظار الرأي العام وأشغال الأوساط السياسية بسبب الفشل الذي يواجه رئيس الحكومة من خلال استخدامه سياسة افتعال الأزمات مع كل شركائه السياسيين ومحاولات للتغطية على انتهاكات حقوق الانسان التي تمارس في السجون وجرائم اغتصاب النساء التي تحدث في المعتقلات والتجاوزات القانونية التي حصلت مع حمايات وزير المالية رافع العيساويquot;.

وكان العلواني أثار مؤخرًا عاصفة استياء من نواب شيعة هاجموه بشدة على تصريح له وصف فيه زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله بالكذاب.

وأمس حذر زعيم القائمة العراقية اياد علاوي من أن دخول العراق في خندق الطائفية السياسية سيفضي إلى تمزيق وحدة المجتمع واوصال العراق ولن يخدم الا اعداء العراق واعداء العرب. وعبر علاوي في رسالة إلى العراقيين تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منها عن أسفه حول ما يثار quot;من افكار ومواقف ترتبط بالطائفية السياسية وتدخلات دول الجوار في اذكاء الطائفية في العراق واستهجنه بشدةquot;.

كما انتقد الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر ترديد متظاهري محافظة الانبار شعارات وهتافات وصفها بالطائفية على خلفية اعتقال عناصر حماية العيساوي واكد رفضه الحرب ضد أي طائفة، ودعا العراقيين إلى الوحدة من اجل الانتصار على الدكتاتورية والتفرد بالسلطة.

وقد دخل علماء الدين الشيعة والسنة بشكل خطير على خط الازمة ما أثار تصعيدًا طائفيًا امتد إلى الشارع، حيث أعرب رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري في مؤتمر صحافي عن تأييده المطلق للإجراءات التي اتخذها القضاء بحق أفراد حماية وزير المالية.

وقال إن الحكومة اتخذت ذات الإجراءات بحق مدير البنك المركزي سنان الشبيبي وهو شيعي ولم يخرج الشيعة وقتها إلى الشارع ليعترضوا على ذلكquot;. وتساءل قائلاً quot;لماذا خرج الاخوة السنة في تظاهرة ضد إجراءات نفذتها الحكومة بناء على اوامر صادرة عن القضاء العراقيquot;.

وعلى العكس من هذا الموقف الشيعي يقود رجال دين وعشائر سنة في الانبار منذ ثلاثة ايام عملية اغلاق طريق رئيسي يربط العراق بالاردن وسوريا احتجاجًا على quot;نهج الحكومة الطائفيquot;، وذلك بعد أن اقاموا صلاة جماعية فوقه قبل ان يحولوه إلى منبر للخطابات، بينما تولت قوات من الشرطة مراقبة المتظاهرين من بعيد.

والقى رئيس لجنة علماء الانبار سامر العسافي رسالة قال إنه تلقاها من عبد الملك السعدي رجل الدين البارز في محافظة الانبار والمقيم في الخارج وجاء فيها quot;على الرموز الشيعية في الحكومة العراقية احترام الرموز السنيةquot;.

ومن جهتهم، قال شيوخ ووجهاء محافظة نينوى الشمالية إن ما يجري على الساحة السياسية quot;استهداف لأهل السنةquot;. واضافوا في بيان تلاه الشيخ عبد الله العواد في تجمع أمام مبنى المحافظة في مدينة الموصل عاصمة المحافظة أن quot;نينوى بأطيافها تعتبر أن ما يجري هو استهداف للسنة الذين سيندفعون قسراً للدفاع عن حقهم بالتظاهر والتضامن مع أهلهمquot;.