بعد تقارير عديدة حول لجوء الأسد إلى الغازات السامة في محاربة الثوار، يشكك مسؤولون أميركيون في استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية رغم أنه قام بخلط هذه المواد وجهزها للإلقاء من خلال الطائرات.

يقول نشطاء المعارضة في سوريا إن نظام الرئيس بشار الأسد شنّ هجمات على الثوار باستخدام الغاز السام في مدينة حمص يوم الاحد. لكن يستبعد عدد من المسؤولين الاميركيين هذه المزاعم، مشككين بأقوال النشطاء عن استخدام النظام الأسلحة الكيميائية.

ذكرت قناة quot;الجزيرةquot; أن سبعة أشخاص قتلوا بعد استنشاق الغاز السام الذي أطلقته القوات الحكومية على أجزاء من حمص يسيطر عليها الجيش السوري الحر. ونقلت المحطة عن راجي رحمة ربه، أحد ثوار المدينة، قوله quot;نحن لا نعرف ما هو هذا الغاز، لكن الممرضات والأطباء يقولون إنه شبيه بغاز السارينquot;.

وذكرت صحيفة هآرتس ان الطائرات الحربية الحكومية تنشر quot;المواد السامةquot;، الأمر الذي نفته الحكومة وألقت باللوم على الثوار.

ونشرت قناة الجزيرة اثنين من أشرطة الفيديو قالت إنها حصلت عليها من quot;عيادة ميدانية في المدينةquot; يظهر فيها عدد من الضحايا الذين يلهثون مما يمكن أن يفسَّر على أنه هجوم باستخدام غاز الأعصاب. ومع ذلك، لم يتم التأكد من أصول ومحتويات أشرطة الفيديو هذه.

ولاحظ مسؤولون أميركيون أن العديد من الأعراض التي ظهرت في أشرطة الفيديو لا تتفق مع ضربة السارين، إذ إن الضحايا شكوا من الروائح القوية؛ في حين أن غاز السارين عديم الرائحة. وهناك تقارير تفيد بأن الضحايا استنشقوا كميات كبيرة من المادة الكيميائية؛ وهو أمر لا يتفق أيضاً مع السارين إذ إن استنشاق قدر ضئيل منه يمكن أن يكون قاتلاً.

وقال مسؤول أميركي لموقع quot;وايردquot; الاخباري إن الحادث الذي ظهر في الفيديو لا يشير إلى استخدام الأسلحة الكيميائيةquot;.

ومع ذلك، يقول أحد المراقبين إن quot;الأعراض التي ظهرت في أشرطة الفيديو هذه قد تكون نتيجة مواد كيميائية أخرى ndash; ربما كلوريد الكلورين، الفوسجين، أو السيانوجينquot;.

ويلوح شبح الحرب الكيميائية في الأفق منذ وقت طويل مع بداية الأزمة السورية الوحشية، التي أسفرت عن مقتل 37 ألف شخص على الأقل. وفي وقت مبكر من هذا الصيف حذر نظام الأسد من أنه سينشر مخزونه الكيميائي الذي يبلغ 500 طن.

quot;في وقت من الأوقات اعتقدنا أن النظام السوري في طريقه لاستخدام الأسلحة الكيميائية، وتحديداً في يوليو/تموز الماضيquot; قال مسؤول أميركي، مضيفاً: quot;لكننا تعمقنا في الموضوع واستنتجنا ان الأمر أقل إلحاحاً مما كنا نعتقدquot;.

لكن هذا الارتياح كان قصير الأمد، إذ بدأ الأسد في محاولة توسيع ترسانته من مواد السارين - على وجه التحديد، ثنائي فلوريد ميثيل الأيزوبروبانول. ومنعت الولايات المتحدة وحلفاؤها بعض المقتنيات الجديدة على الأقل، لكن كان هناك القليل الذي يمكن عمله حيال المخزون الموجود.

قبل ثلاثة أسابيع، رصدت الولايات المتحدة وحدات عسكرية سورية تقوم بخلط المواد الكيميائية استعداداً لاستخدامها في الرؤوس الحربية. وقال مسؤول أميركي quot;تقنياً، وصل النظام إلى مرحلة متقدمة في الاستعدادات، إذ بإمكانه في أي وقت تحميل المواد الكيميائية على متن طائرة وإسقاطهاquot;.

وأعلنت واشنطن والقوى الغربية مراراً انها لن تتسامح مع أي هجوم كيميائي، وهو ما بدا واضحاً في حديث وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في وقت سابق عندما قالت quot;استخدام السلاح الكيميائي يعني عبور الخط الأحمر وستتم محاسبة المسؤولينquot;.

ومن جهته، وصف وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف استعمال الأسلحة الكيميائية بـ quot;الانتحار السياسيquot;.

والسؤال المطروح الآن هو: هل خطا النظام هذه الخطوة فعلاً؟ هل الثوار على حق أم أن المعارضة تحاول تشويه سمعة النظام؟