القاهرة: حزب quot;النورquot; التابع للدعوة السلفية في مصر وثاني أكبر الأحزاب السياسية التي حصلت على مقاعد برلمانية في الانتخابات التي شهدتها مصر ما بعد مبارك، وهو كذلك الحزب الذي فرض نفسه بقوة على المشهد السياسي.

ورغم أن عمر هذا الحزب لا يتجاوز العامين فهو يواجه اليوم عملية انقسام حادة وأزمات قوية ربما تؤدي إلى اختفاء الحزب عن المشهد الراهن خاصة وأن البلاد على مشارف انتخاب مجلس شعب عقب إقرار الدستور الجديد، وسط توقعات بمنافسة شرسة بين الأحزاب المختلفة خاصة الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين وجبهة الإنقاذ الوطني التي تمثل المعارضة، فضلا عن توقعات بظهور تحالفات جديدة خلال المرحلة القادمة.

ظهور quot;حزب النورquot; خلال الانتخابات البرلمانية السابقة وقدرته على منافسة حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان جعل نه عنصرا مهما في المعادلة السياسية في مصر، وأحد أهم تيارات الإسلام السياسي في مصر، ولكن اليوم وبعد إقرار الدستور يتهاوى الحزب ولم يبق سوى الإعلان الرسمي عن انهياره.

فحزب الدعوة السلفية يشهد موجة كبيرة من الاستقالات والانقسامات وخروج عدد كبير من قياداته وكوادره لتأسيس أحزاب أخرى وهو ما يهدد التجربة السلفية في مصر، وهو ما يهدد تجربة حزب النور ويبعده عن المشهد السياسي .

فقد أعلن مساعد رئيس الجمهورية عماد عبد الغفور عن استقالته من رئاسة حزب النور وأنه بصدد الإعلان تأسيس حزب quot;الوطنquot; الذي سيضم عد من قيادات الدعوة السلفية وقيادات حزب النور الذين استقالوا.

فيما قال المتحدث الرسمي السابق لحزب النور يسري حماد، أنه تم اختياره نائبا لرئيس الحزب الجديد، مشيرا إلى أن مؤتمر تدشين الحزب الجديد سيحضره عدد كبير من مؤسسي الحزب، ولم يستبعد حماد إمكانية التحالف مع قوى إسلامية أخرى لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، مؤكدا أن مؤسسي الحزب الجديد يسعون إلى أن يكون حزب كبيرا يضاهي حزب النور، معبرا عن ثقته بأنه سيكون حزباً له جماهيرية تؤهله لأن يكون في الصدارة.

وفي غضون ذلك، تشير الأنباء إلى احتمالات تحالف الحزب الجديد مع المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وعدد آخر من الأحزاب الإسلامية، موضحا أنه سيتم الإعلان رسميا عن هذه التحالفات في المؤتمر الأول للحزب الجديد والمرر له غدا الثلاثاء بقاعة مؤتمرات الأزهر.

ويرى الخبراء أن أزمة quot;حزب النورquot; الحقيقية والتي أدت إلى تمزقه سياسيا أنه شهد مواجهة قوية بين جيل السياسيين من الشباب وبين قياداتهم من المشايخ وهو ما ظهر واضحا في الانتخابات الرئاسية السابقة وتخلي الحزب عن دعم مرشح السلفيين الأشهر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وهو ما أدى إلى ظهور جيل من الشباب يعمل بالسياسة على أساس ديني لم يدخل عالم الصفقات السرية بين القوى السياسية وتداخلاتها المختلفة التي أثرت على الحزب وشبابة وجعلتهم يشعرون أن الحزب خرج عن مسارة السياسي وتحول لمجرد حزب تابع لجماعة الإخوان المسلمين التي يختلف معها السلفيون سياسيا بشكل واضح وهى أزمة عصفت بطموحات الشباب فى تأسيس حزب يكون الأول في مصر شعبيا وسياسيا.

كذلك الانتقادات الحادة التي تعرض لها رموز الحزب وتورطهم في قضايا جنائية، وهو ما أثر على صورة الحزب سياسيا، إلى جنب خروج عدد كبير من مشايخ الحزب ودعاته لشعورهم أن الحزب خرج عن المسار السياسي الذي يهدف إلى المشاركة في حكم مصر والعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية.

وكذلك شعور عدد كبير من أنصار حزب النور أنهم أصبحوا أداة في يد جماعة الإخوان المسلمين وتابعين لهم يمارسون سياستهم ولا يحصدون أي مكاسب سياسية للحزب سواء في التشكيلات الوزارية والتعيينات المختلفة في مؤسسات الدولة وهو ما أشعر عدد كبير من شبابة وأتباعه بالغضب ورغبتهم في تأسيس حزب سياسي قوى فهم الأجدر من وجهة نظرهم للدفاع عن الإسلام وقيام الدولة الدينية في مصر .