لندن: أظهر استطلاع أن غالبية الخبراء الالكترونيين يعتقدون أن سباق تسلح يجري بلا هوادة في مضمار الحرب الإلكترونية، وأن الولايات المتحدة تتلكأ وراء دول أصغر على مستوى الاستعداد لمثل هذه الحرب.

وأجرت الاستطلاع مؤسسة quot;سكيورتي آند ديفينس أجندةquot; للأبحاث الأمنية والدفاعية في بروكسل وشركة quot;ماكافيquot; المتخصصة بأمن الكومبيوتر والبرامج المضادة للفيروسات في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا، بمشاركة 250 خبيرًا معروفًا من 27 بلدًا. ويعني هذا عدم تأثرهم بما يُنشر في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى من قصص مثيرة عن سباق التسلح الالكتروني.

ويقول خبراء الكترونيون إن التنبيه إلى خطر الحرب الالكترونية، الذي يواجه العالم، موضع ترحيب، سواء صدر من الإعلام أو الخبراء. في هذا الإطار توصل الاستطلاع، الذي أُجري في 30 كانون الثاني/يناير، إلى أن 57 في المئة من خبراء العالم يعتقدون أن سباق تسلح يجري في الفضاء الالكتروني. كما أظهر الاستطلاع أن 36 في المئة من الخبراء يعتقدون أن الأمن الالكتروني أهم من الدفاع الصاروخي.

وأشار 43 في المئة من الخبراء، الذين شملهم الاستطلاع، إلى أن تعطيل الخدمات العامة والأضرار، التي يمكن أن تلحق بالبنى التحتية، هو الخطر الأكبر الذي تمثله الهجمات الالكترونية، مع ما يترتب على مثل هذا التخريب من أثمان اقتصادية باهظة.

وكان استطلاع أجرته شركة ماكافي عام 2010 أظهر أن 37 في المئة من الخبراء يعتقدون ذلك. وقال 45 في المئة من الخبراء في الاستطلاع الجديد إن الأمن الالكتروني لا يقلّ أهمية عن أمن الحدود.

وتتلكأ الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا والصين وألمانيا وراء دول أصغر، مثل إسرائيل والسويد وفنلندا، على مستوى الجهوزية والاستعداد لخوض حرب الكترونية، من بين 23 بلدًا شملها الاستطلاع في تقويمه.

ومن بين ما يربو على 80 خبيرًا في الأمن الالكتروني في مؤسسات حكومية وشركات ومنظمات دولية ومعاهد أكاديمية شملهم الاستطلاع، قال عدد منهم إن بعض الدول تعد خططًا للرد بقوة على الهجمات الالكترونية، وتموّل الاستثمار في منظومات هجومية.

وعلى سبيل المثال فإن بريطانيا نشرت في أواخر 2011 استراتيجية الكترونية، تقوم على الشراكة بين القوات المسلحة والقطاع الخاص في بناء دفاعات الكترونية منيعة.

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن ديفيد ماركوس مدير الأبحاث المتقدمة في مختبرات شركة ماكافي إن الشركة وجدت من الضروري هذه المرة أن تركز في تقريرها العالمي السنوي على توجّه العالم نحو التكنولوجيات الالكترونية الهجومية.

وقال ماركوس إن الجميع يتحدث عن الاستراتيجية الالكترونية الهجومية من خلال إشارات مبطنة إلى الروس والصينيين من دون أي دليل قاطع، ولم يتوقف أحد قبل الاستطلاع الجديد ليسأل عن البلدان الثلاثين أو نحو ذلك، التي لديها قدرات الكترونية هجومية، والقيام بتصنيفها، وتحديد مستوى قدراتها بالمقارنة مع بعضها البعض.

واعتمد الاستطلاع لهذا الغرض مقياسًا من 1 إلى 5 نجوم تمثل أعلى درجات الجهوزية والاستعداد في ميدان الحرب الالكترونية، الهجومية والدفاعية. وعلى هذا الأساس نالت الولايات المتحدة 4 نجوم، وإسرائيل 4.5 نجمة. وبلغ تقويم كل من الصين وروسيا 3 نجوم. لكن خبراء شاركوا في الاستطلاع قالوا إن قدرات البلدين في مضمار الحرب الالكترونية تفوق العلامة التي منحت لهما.