نيويورك:اعلن دبلوماسي الجمعة ان الدول الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي سيجتمعون صباح السبت للتصويت على مشروع قرار يندد بالقمع في سوريا.
واوضح ان النص الذي سيتم التصويت عليه هو نفسه الذي ارسل الخميس الى عواصم الدول الاعضاء ويشير الى دعم المجلس لقرارات الجامعة العربية الصادرة في كانون الثاني/يناير لحل الازمة في سوريا، من دون الاتيان على ذكر تنحي الرئيس بشار الاسد بوضوح.

وقال الدبلوماسي quot;النص نفسه هو الذي سيخضع للتصويتquot;، في اشارة الى مشروع القرار المعدل الذي تم ارساله مساء الخميس الى حكومات الدول الاعضاء لدراسة نهائية. وسيعقد الاجتماع بين الساعة التاسعة و11 صباحا (14,00 تغ و16,00 تغ).
واخفق المجلس حتى الان في اعتماد قرار حول سوريا على رغم عشرة اشهر من اعمال العنف التي ادت الى سقوط اكثر من 5 الاف قتيل. وكان قرار سابق تم تعطيله في تشرين الاول/اكتوبر بنتيجة فيتو من روسيا والصين.

وبحسب النص الذي سيخضع السبت للتصويت والذي حصلت فرانس برس على نسخة منه، فان مجلس الامن quot;يدعم بشكل تام .. قرار الجامعة العربية الصادر في 22 كانون الثاني/يناير 2012 والقاضي بتسهيل عملية انتقال سياسي يقودها السوريون بانفسهم وتؤدي الى نظام سياسي ديموقراطي وتعدديquot;.
الا ان تفاصيل هذه العملية الانتقالية -- خصوصا نقل السلطة من الرئيس الاسد لنائبه -- ليست واردة في مشروع القرار نزولا عند طلب موسكو التي لا تريد من مجلس الامن ان يحكم بشكل مسبق على المخرج للازمة السورية من خلال طلب تنحي الرئيس السوري.

كما تضمن النص تنازلات اخرى لموسكو، فلم يذكر اي اشارة الى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ولا الى المخاوف التي وردت حيال بيع اسلحة روسية لسوريا، وقد اعلنت روسيا انها تعتزم مواصلة تصدير الاسلحة الى هذا البلد.
واخيرا يدعو المجلس في مشروع القرار الى quot;تسوية الازمة السياسية الحالية في سوريا بطريقة سلميةquot; لمنع اي مقارنة مع ليبيا حيث شن الحلف الاطلسي حملة قصف جوي استنادا الى قرار صادر عن الامم المتحدة قضى بحماية المدنيين في هذا البلد.

وكما في الصيغ السابقة، فان النص الجديد quot;يندد باي عمل عنف ايا كان مصدره .. ويطالب جميع الاطراف في سوريا بما فيها المجموعات المسلحة (معارضة) ان توقف فورا اي عنف او اعمال انتقاميةquot;.
كما quot;يندد بالانتهاكات المتواصلة والفاضحة والواسعة النطاق لحقوق الانسانquot; من قبل السلطات السورية ويطلب ان quot;تضع الحكومة السورية حدا فورياquot; لها وان توقف quot;هجماتها على الذين يمارسون حقهم في حرية التعبيرquot;.

والجمعة، اعلنت روسيا رفضها دعم هذا النص quot;في صيغته الحاليةquot; الا ان وزيرة الخارجية الاميركية التقت بعد ساعات نظيرها الروسي سيرغي لافروف في ميونيخ واجريا quot;محادثة بناءةquot; حول سوريا بحسب الخارجية الاميركية.
وفي هذا الوقت، واصل سفراء الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن مشاورات غير رسمية في نيويورك.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الاميركية طلب عدم كشف اسمه ان لقاء ثانيا بين كلينتون ولافروف سيعقد السبت في ميونيخ على هامش مؤتمر دولي حول الامن. واضاف المسؤول quot;كونوا على ثقة ان سوريا والمحادثات في الامم المتحدة ستشكل مواضيع المحادثاتquot;.

لقاء جديد بين كلينتون ولافروف

قال مسؤول اميركي ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تنوي لقاء نظيرها الروسي سيرغي لافروف اليوم السبت لاقناعه بدعم مشروع قرار قوي للامم المتحدة بشأن سوريا.

واوضح هذا المسؤول ان المحادثات التي ستجري على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ ستعقد قبل اجتماع مجلس الامن الدولي في نيويورك للتصويت على مشروع قرار يدين القمع العنيف في سوريا، كما ذكر دبلوماسي.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الاميركية للصحافيين طالبا عدم كشف هويته خلال رحلة من واشنطن الى ميونيخ ان كلينتون quot;ستعقد لقاء ثنائيا مع الوزير لافروفquot;.

واضاف quot;بامكاننا التأكيد ان سوريا والمشاورات في الامم المتحدة ستكون بين عدد من القضايا التي ستطرحquot; خلال اللقاء.

واكد مسؤول اميركي آخر طالبا عدم كشف هويته ايضا quot;هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام بهquot;، بعدما تحدثت كلينتون الى لافروف خلال الرحلة الى ميونيخ الجمعة.

واضاف ان كلينتون تريد التحدث الى لافروف quot;نظرا لضرورة التصويت (على قرار) باسرع وقت ممكنquot;.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر في مؤتمر صحافي ان هذه المحادثات كانت quot;بناءةquot;، لافتا الى quot;انهما توافقا على ان يواصل فريقاهما في نيويورك العمل على مشروع قرارquot;.

واضاف تونر ان فريقي البلدين quot;يبذلان جهدا كبيرا للتوصل الى رد موحد لمجلس الامنquot; على العنف في سوريا، معتبرا ان مجرد استمرار المفاوضات هو امر quot;مشجعquot;.

وتحاول كلينتون منذ ايام عدة التواصل مع نظيرها الروسي الذي يزور استراليا. وقد تحادث الوزيران فيما كانت كلينتون متجهة الى المانيا.

واعلنت روسيا الجمعة انها ترفض دعم مشروع القرار الجديد في مجلس الامن الذي يدين القمع في سوريا quot;في صيغته الحاليةquot;.

وفي الصيغة الجديدة لمشروع القرار، لا يطلب مجلس الامن صراحة تنحي الرئيس بشار الاسد ولا يشير الى اي حظر على الاسلحة او عقوبات جديدة على سوريا، لكنه quot;يدعم في شكل كامل (...) قرار الجامعة العربية الصادر في 22 كانون الثاني/يناير 2012 بتسهيل عملية انتقال سياسي يتولاها السوريون انفسهمquot;.