بيروت: اعلن ناشطون في حي الخالدية في مدينة حمص وسط سوريا ظهر السبت ان اهالي الحي بدأوا تشييع القتلى الذين سقطوا جراء القصف المدفعي الذي نفذته القوات النظامية ليلا، والذين قدروا عددهم بحوالي 200.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال مع وكالة فرانس برس من حي الخالدية في حمص السبت quot;توقف القصف منذ الصباح الباكر، وخرج الناس لرفع الانقاض والبحث عن القتلى والجرحى والمفقودين (...) وبدأ تشييع عدد من القتلى بمشاركة الالافquot;.

وردا على سؤال قال العبدالله quot;الوضع هادئء الان في مدينة حمص ولا تسمع طلقات النار، لكن هناك تصعيدا كبيرا في ريف حمص لاسيما في الرستن التي تتعرض للقصفquot;.
وقال احمد القصير المتحدث باسم مجلس الثورة في مدينة حمص quot;بدأت الصلاة على عدد من الشهداء في الخالدية، وانطلقت مواكب تشييعهمquot;، مضيفا quot;المساجد تكبر والكنائس تقرع الاجراس في حمص تحية لشهداء الخالديةquot;، ومؤكدا خروج quot;تظاهرات في كافة مناطق حمص تأييدا للخالديةquot;.

وكان المجلس الوطني السوري المعارض اكد السبت ان القصف خلف 260 قتيلا ومئات الجرحى، في حين قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 217 مدنيا قتلوا خلال القصف الذي استخدمت فيه قذائف الهاون.
ولا يتسنى التحقق من هذه الحصائل من مصادر مستقلة.

لكن التلفزيون السوري الرسمي نفى اليوم السبت نفيا قاطعا ان يكون الجيش السوري قصف مدينة حمص او دخلها، معتبرا ان بث مثل هذه الانباء يندرج في اطار التصعيد quot;للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الامن الدوليquot;.
واوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله ان القصف الذي تعرض له حي الخالدية quot;كان عنيفا جدا وادى الى تسوية عدد من المباني بالارض فيما دمر عدد من المباني تدميرا جزئيا، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول الى أي منطقة من المناطق الخارجة عن سيطرتها، الا انها تحاصرها بأعداد كبيرة من الدباباتquot;.

وقال quot;ما جرى في الخالدية غطى على ما جرى في باقي احياء حمص التي تعرضت بمعظمها للقصف في نفس الوقت ايضا، مثل باب عمرو والبياضة والانشاءات ووادي العرب وباب الدريب وجب الجندلي وباب السباع والوعرquot;.
واعتبر العبدالله ان ما جرى هو محاولة من السلطات quot;لكسب المزيد من الوقت وبث حالة من الرعب في قلوب السوريين عامة لعلهم يتراجعون عن مظاهراتهم السلميةquot;.

وحذر احمد القصير من صعوبة الوضع الانساني في الخالدية وقال quot;لا نستطيع ايصال المساعدات الطبية وهناك نقص في الدم والمواد الطبية، وعدد كبير من الجرحى ما زالوا تحت الركامquot;.
وطالبت جماعة الاخوان المسلمين السورية السبت باحالة المسؤولين عن quot;المجزرة المروعة التي حصلت في حمصquot; فجرا الى القضاء الدولي داعية مؤسسات الاغاثة الدولية الى التحرك فورا لانقاذ الجرحى وبينهم العديد من النساء والأطفال.

وتعد حمص معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد.
وتتزامن التطورات في حين يجري تداول مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين القمع في سوريا يفترض ان يطرح على التصويت السبت. لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال ان روسيا غير موافقة على مشروع القرار الذي يدعمه الغربيون بصيغته الحالية وأنه يأمل ان لا يتم عرضه على مجلس الامن الدولي السبت.