كشف مسؤولون وتقارير إسرائيلية عن مصلحة إسرائيل من مجريات الأمور في الداخل السوري، إضافة إلى دعمها فكرة quot;الإنفصال الكردي والعلويquot;، في حين اعتبرت أن quot;الأسد سيطلب اللجوء السياسيquot; في نهاية المطاف، للفرار من quot;الثورة المدعومة أميركياً وتركياًquot;.


رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال عوزي ديان

دمشق: على الرغم من العداء التاريخي بين إسرائيل وسوريا، واحتلال الأولى لهضبة الجولان، واتسام العلاقة بين الطرفين بالعداء المعلن، فإن التضارب والارتباك في المواقف الإسرائيلية لا يزال مهيمناً إلى درجة التناقض.

فبعدما كان الموقف الإسرائيلي خائفاً ومتردداً من عواقب انهيار نظام الأسد وانعكاسه على الوضع الإقليمي، وبدت مخاوفه واضحة منخلال التزام المسؤولين الإسرائيليين الصمت حيال ما يجري في سوريا، انقلب الموقف منهاأخيرًا، وبدا الموقف الإسرائيلي أكثر هجوماً وتصلباً، مع مراعاة خصوصية الوضع السوري وأهميته، لبعث رسائل إلى الشعب السوري، قد تكون في مصلحة النظام، وعلى مبدأ ما يريده العدو ليس بطبيعة الحال في مصلحتنا!.

صحيفة معاريف نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية توقعاتها في ما يخص مصير الرئيس الأسد، معتبرةً أن quot;الرئيس السوري بشار الأسد لن يطلب اللجوء السياسي، إلا إذا حصلت معارك عسكرية حول قصره في العاصمة دمشق، موضحة أن هجوم الجيش السوري على مدينة حمص، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 قتيل، حتى الآن، سيزيد من قوة الثوار على أنصار الأسدquot;.

ورأت تقديرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن quot;الرئيس الأسد لن يوفر أي جهد لقتال الجيش السوري الحر وجماعات مسلحةquot;، مشيرة إلى أن الأسد quot;لا ينوي أن تكون نهايته كنهاية الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي، وأنه يعتزم الفرار والحصول على لجوء سياسي من إحدى الدول، التيلا تزال تدعمه حتى اليوم، بحسب ما نقله مركز عكا للدراسات الإسرائيليةquot;.

وأكدت أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تنظر quot;بقلق إلى ما يحدث في سوريا، في ظل احتدام المعارك الشعبية فيها خلال الأيام الأخيرة، خاصة بعدما شنّجيش الأسد هجوماً عسكرياً على مدينة حمصquot;.

وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أنه quot;في البداية، كانت الأرض بيد الأسد. أما الآن، فإن الأرض تقول له مراراً وتكراراً إنه يتوجب عليك أن تقررquot;.

ولفتت إلى أن quot;ما جرى في مدينة حمص غيّر الوضع تماماً لمصلحة الثوار، وأن هذه الأحداث منحت الثوار الروح العنيدة، وذلك بدعم من أميركا وتركيا وأوروبا للاستمرار في الثورة إلى النفس الأخيرquot;.

في المقابل، دعا رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال في الاحتياط quot;عوزي ديانquot;، إلى دعم فكرة انفصال الأكراد، وإقامة دولة كردية في شمال سوريا، ودراسة احتمال إقامة حكم ذاتي للأقلية العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن ذلك يمنح إسرائيل الكثير من الفرص لتحقيق مصالحها في المنطقة.

وأوضح المسؤول السابق خلال حديثه لإذاعة الجيش أن الوضع الحالي في سوريا يصبّ في مصلحة quot;إسرائيلquot;، من خلال إضعاف سوريا وتفكيك محور إيران- سوريا- حزب الله، مشيراً إلى أن حماس أيضًا تغادر سوريا، وقال quot;لو لم تكن هناك مجازر لرضينا ببقاء الوضع الحاليquot;، على حد زعمه.

ورداً على سؤال حول quot;صمت إسرائيلquot; إزاء ما يجري، وهل هي إلى جانب النظام أم إلى جانب المعارضة؟.

أجاب ديان quot;أولاً وقبل أي شيء، نحن لم نلتزم الصمت المطلق، فمساء أمس رأيت الوزير دان ميريدور يتحدث عن ذلك، إضافة إلى تأكيدي أن ما يحدث هو مجازر ترتكب بحق الشعب، ويجب أن ندرك أن قدرتنا على التدخل ليست كبيرةquot;.

وأضاف أنه quot;يجب أن نتذكر أن الغالبية المتمردة هم من المسلمين السنّة، ومن يقود هذه الثورة ليسوا شبان ميدان التحرير، بل إنهم إسلاميون متطرفون، ويجب أن نتذكر أنه ليس دوماً عدو عدوك صديقك الحميمquot;.

صحيفة هآرتس بدورها كشفت أخيراً عن أن quot;إسرائيل تتخذ الاستعدادات التدابير اللازمة تحسباً من احتمال تهريب أسلحة متطورة إلى منظمات معادية مختلفة من سوريا؛ نظراً إلى تدهور الأوضاع فيهاquot;.

وأشارت إلى quot;أن القلق الرئيس يتمحور حول احتمال إمداد تلك المنظمات، بما فيها حزب الله، بصواريخ متطورة ضد الطائرات، وصواريخ منحنية المسار للمدى البعيد وأسلحة غير تقليديةquot;.