الجبالي خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير نايف

يلتقي بعد ظهر اليوم العاهل السعودي الملك عبدالله في الرياض رئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي، لبحث العلاقات الثنائية. وأوضح مسؤول سعودي في حديثه عن إعادة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي تستضيفه المملكة قائلا إنه أمر غير مطروح للنقاش.


الرياض: quot;إعادة درجة الحرارة وتنشيط العلاقة الثنائية ومواصلة التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية ستكون محور محادثات العاهل السعودي ظهر اليوم الاثنين مع ضيفه رئيس الحكومة التونسية حمادي الجباليquot;.

هكذا لخص لـquot;إيلافquot;مسؤول سعودي رفيع المستوى فحوى اللقاء المنتظر مشيرا إلى أن quot;العلاقات الأزلية بين الشعبين السعودي والتونسي، لا يمكن لأي كان أن يطوي صفحات تاريخها، quot;مطالباquot; المشككين في روحية وعمق وأصالة تلك العلاقة بالعودة إلى قراءة التاريخ quot;

ومن المقرر أن يلتقي بعد ظهر اليوم الملك عبد الله في قصره في الرياض بحضور كبار أركانه، الرئيس الجبالي قبل مغادرته العاصمة السعودية.

وقال المسؤول السعودي إن مسألة إعادة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي تستضيفه المملكة إلى تونسquot;غير مطروحة للنقاش على بساط البحث على الإطلاق وهذا ما يعرفه الأشقاء في تونسquot;.

وزاد quot;الرجل (زين العابدين) استجار بنا فأجرناه ولن نسلمه أبدا..تلك أخلاقياتنا وثوابتنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا العربية quot;وتساءلquot; هل يقبل إنسان مسلم تسليم رجل استجار به فأجاره إلى أحد ما؟ مشيرا إلى مواقف مماثلة للسعودية في عهد الملك عبد العزيز، عندما رفضت تسليم رئيس الوزراء العراقي رشيد عالي الكيلاني للعراق، رغم ضغوط بريطانيا العظمى آنذاك فضلا عن استضافتها العديد من رموز الأمتين العربية والإسلامية، أمثال الرئيس التونسي الراحل بورقيبة وأسرة حميد الدين اليمنية وقادة فلسطين والخليج والمغرب العربي وغيرهم.

ومن المعروف أن الكيلاني بقي في السعودية إلى أن أطيح بالنظام الملكي في العراق في حركة 14 تموز (يوليو) 1958.
يشار إلى أن الجبالي سياسي ومهندس وصحافي تونسي يشغل منصب أمين عام حركة النهضة التونسية، كما تم تكليفه لترؤس مجلس الوزراء التونسي في 13 كانون الأول (ديسمبر) 2011 خلفا لحكومة الباجي قايد السبسي (2011) بعد فوز حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي 2011.

وقال دبلوماسي تونسي في الرياض لـquot;إيلافquot; إن لقب الملك عبد الله بن عبد العزيز لدينا نحن التوانسة هو ملك العرب... وتلك حقيقة لا يجادل بشأنها أحد.quot;

وأضاف quot;مهما حصل بين العرب من خلافات في المشرق أو المغرب، فلا بد من الرجوع لملك العرب للاحتكام... وان لم يكن هناك خلاف فلا بد من العودة إليه للاستفادة من حكمته والعمل وفق صواب رأيهquot; .

وأكد رئيس وزراء تونس أن بلاده تواجه مشكلة مالية وتحتاج لدعم مباشر لميزانيتها عبر الهبات والمساعدات المالية المتمثلة في الودائع والقروض طويلة الأجل.

ووصف الجبالي العلاقات مع السعودية بأنها تمثل حجر الزاوية في السياسة الخارجية لبلاده وأنه لن يتم quot;التضحية بهذه العلاقات في سبيل أي قضيةquot; مهما كانت.

وحول وضع الاقتصاد التونسي في الفترة الحالية، أفاد رئيس الوزراء التونسي بأن بلاده تحتاج إلى مساعدات تبلغ قيمتها مليار يورو للعامين القادمين، مشيرا إلى أن حكومته تعمل على البحث عن الأموال المصادرة في الخارج، وهي التي كانت في الأصل للشعب التونسي، وأنه تم مصادرة العديد من الشركات والمؤسسات والاستفادة منها في تونس، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأموال لاتكفي بلاده التي تحتاج إلى ضعف ذلك على الأقل عبر المساعدات الخارجية. وعبّر عن تفاؤله بحصول دعم مالي لبلاده من الجانب العربي وخاصة للسعودية.
وأكد أن حكومته quot;تعمل على إرساء علاقات قوية ومتميزة مع السعودية ودول الخليج العربيquot;مشيرا إلى أنه quot;سيتناول كل مجالات التعاون والشراكة مع الرياض بمعزل عن مسألة إقامة بن علي في المملكةquot;.

ونقلت صحيفة quot;الصحافةquot; التونسية عن مصادر دبلوماسية وصفتها بأنها مطلعة أنه من غير الوارد أن يطرح رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي موضوع تسليم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي يقيم في الأراضي السعودية منذ 14 يناير 2011 .

وأوضحت أن هذا الأمر يعود إلى اتفاق بين أكثر من عاصمة عربية وغربية يحدد شروط وظروف إقامة الرئيس التونسي السابق في أراضي المملكة، ومن بينها تأمين الحماية والإقامة له مع عائلته دون القيام بأي نشاط سياسي أو الإدلاء بتصريحات صحافية أو الاتصال بتونس.

وقال الجباليquot; إن السعودية quot; دولة كبرى ومؤثرة وفاعلة في العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد العالمي عموما، والعلاقات معها تتخذ أبعادا استراتيجية لا غنى لتونس عنهاquot;، موضحا أن النظام الجديد في بلاده quot;يهدف إلى تطوير العلاقات مع جميع الدول العربية من دون استثناء ليس إلى المساس بها أو التقليل من أهميتهاquot;.

ومن المعروف أن مهندس الدبلوماسية السعودية الأمير سعود الفيصل قام بزيارة خاطفة إلى تونس في 14 أيلول (سبتمبر) الماضي التقى حينها الرئيس الموقت فؤاد المبزع ورئيس الحكومة الانتقالية السابقة الباجي قايد السبسي.