دمشق: أكد الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين ان quot;المجموعات الإرهابية المسلحةquot; تتلقى الدعم quot;بالمال والسلاحquot; من جهات خارجية quot;بهدف زعزعة استقرار سورياquot;، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

ونقلت الوكالة عن الأسد خلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف تقديره quot;لمواقف روسيا قيادة وشعبًاquot; لحرصها على الإطلاع quot;بشكل مباشر على حقيقة ما يجري من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري على يد مجموعات إرهابية مسلحة تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجيةquot;.

واضاف الرئيس السوري ان ما يجري يأتي quot;بهدف زعزعة استقرار سورية وإفشال أي جهد للحل، وخصوصًا بعد الإصلاحات التي أنجزتquot;.
وكان الرئيس السوري أصدر الأربعاء مرسومًا يقضي بإجراء استفتاء على مشروع دستور جديد في سوريا، ينهي الدور القيادي لحزب البعث، ويحدد الولاية الرئاسية بسبع سنوات، تجدد لمرة واحدة.

واتخذت الحكومة السورية في نيسان/أبريل 2011 قرارًا بإلغاء حالة الطوارئ، وتبنت في تموز/يوليو الماضي قانونًا يسمح بالتعددية في إطار الإصلاحات السياسية، التي اعلنت لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد منذ منتصف اذار/مارس، والتي اسفرت عن مقتل اكثر من ستة الاف شخص، وفق منظمات حقوقية. وترفض المعارضة السورية هذه الخطوات، متمسكة بالمطالبة بإسقاط النظام.

وجدد بوشكوف من جهته، quot;دعم روسيا للاصلاحات الجارية في سوريا، وضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية ومن دون تدخل خارجيquot;. كما شدد على quot;على أهمية الأمن والاستقرار في سوريا كجزء اساسي من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالمquot;.

واضاف ان موقف بلاده quot;ينطلق من حرصها على التمسك بمبادئ القانون الدولي وتحقيق مصالح الشعب السوريquot;، مؤكدًا على ضرورة ألا يكون quot;مجلس الأمن منحازًا لأي طرف في الموضوع السوريquot;. وتنقسم المجموعة الدولية حول المسألة السورية. وقد استخدمت موسكو وبكين مرتين حقهما في النقض في مجلس الأمن على مشروعي قرار يدينان النظام السوري.

وزار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الثاني من شباط/فبراير دمشق، وأجرى محادثات مع الأسد، وأكد بعدها أن على quot;السوريين أن يقرروا بأنفسهم مصير رئيسهمquot;.

سفينتان حربيتان إيرانيتان في سوريا quot;لتدريبquot; البحرية
هذا وكانت سفينتان حربيتان أرسلتهما إيران في الأسبوع الماضي إلى المتوسط، وصلتا إلى مرفأ طرطوس في سوريا، في مهمة quot;تدريبquot; للبحرية السورية، على ما أفادت شبكة quot;إيرينquot; التلفزيونية الإخبارية.

وذكرت الشبكة على موقعها الالكتروني أن السفينتين، وهما سفينة الإمداد خارك والمدمرة شهيد قندي، quot;ستقدمان تدريبًا إلى البحرية السورية بموجب الاتفاقية (العسكرية) القائمةquot; بين طهران ودمشق. ولم تكشف عن أي تفاصيل حول طبيعة هذا quot;التدريبquot;.

وأعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي الاثنين لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن هذه المهمة الجديدة في المتوسط تهدف إلى quot;تعزيز وجود إيران في المياه الدولية، وهو حقها الطبيعي، ويشكل مؤشرًا إلى قوتنا البحريةquot;. وهي ثاني مرة تدخل سفن حربية إيرانية مياه البحر المتوسط منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وخلال المهمة الأولى للبحرية الإيرانية في المتوسط في شباط/فبراير 2011، توجهت بارجتان، هما خارك والفرقاطة ألوند، إلى سوريا، وتحديدًا إلى ميناء اللاذقية قبل أن تعودا إلى البحر الأحمر ثم إلى إيران.

أثار هذا التحرك الإيراني الأول منذ 1979 عبر قناة السويس ردًا حادًا من جانب إسرائيل، التي اعتبرت أنه quot;استفزازيquot;، ووضعت بحريتها في حال استنفار. من جانبها، وجّهت الولايات المتحدة تحذيرًا إلى السفن الإيرانية، داعية إياها إلى quot;التزام القوانين الدولية وعدم القيام بأي عمل من شأنه تعريض الأمنquot; للخطر.

وأعلنت إسرائيل السبت أنها quot;ستتابع عن كثب تحركات السفينتين للتثبت من أنهما لا تقتربان من السواحل الإسرائيليةquot;. وتأتي هذه المهمة الثانية لسفن حربية إيرانية في مرفأ سوريا، في وقت يواجه نظام دمشق حليف طهران الرئيس في الشرق الأوسط حركة احتجاجية غير مسبوقة، يواجهها بحملة قمع أوقعت آلاف القتلى منذ حوالى سنة، وتسببت بفرض عزلة دولية على سوريا.

وتتهم إيران إسرائيل والغرب بالوقوف خلف هذه الحركة سعيًا إلى إضعاف جبهة الدول المعادية للدولة العبرية، التي تدعو طهران إلى quot;إزالتها عن الخارطةquot;.

النظام السوري يعزز قواته في حمص وتدابير امنية مشددة في دمشق
هذا ويواصل الجيش السوري تعزيز قواته في مدينة حمص (وسط) حيث ارتفعت اصوات تدعو الى اجلاء النساء والاطفال من حي بابا عمرو بسبب تدهور الوضع المعيشي والانساني، بينما يسجل تواجد امني مكثف في العاصمة بعد التظاهرات المناهضة للنظام التي شهدتها دمشق في الايام الاخيرة.

ويستمر القصف لليوم السادس عشر على التوالي على حمص التي شهدت تعزيزات عسكرية الاحد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا ان حي بابا عمرو تعرض صباح الاثنين لموجة جديدة من القصف، كما سقطت قذائف على حيي كرم الزيتون والرفاعي في المدينة.

ودعا عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من حمص في اتصال مع وكالة فرانس برس quot;الى ان يفسح المجال للنساء والاطفال بالخروج من بابا عمروquot;. وقال quot;السكان يعيشون وسط برد قارس وظروف مزرية. انهم ينتظرون الموتquot;.

ومنذ الرابع من شباط/فبراير، تطوق القوات السورية عددا من احياء مدينة حمص، ابرز معاقل الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقد دخلت بعض اطراف الاحياء التي شوهدت فيها آثار تدمير كبير نتيجة القصف، بحسب اشرطة فيديو وزعها ناشطون على شبكة الانترنت.

وكان العبدالله تحدث الاحد عن quot;تعزيزات عسكرية جديدة استقدمت الى المدينةquot;، معربا عن خشيته من quot;هجوم وشيكquot; على بابا عمرو او احياء اخرى. واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان quot;التعزيزات عبارة عن جنود وليس دباباتquot;، مضيفا quot;منذ بداية الحملة، هناك حديث عن هجوم محتمل، لكن لا نعرف متى سيحصلquot;.

في دمشق، افيد عن تعزيز الوجود الامني في بعض النقاط التي شهدت خلال اليومين الماضيين تظاهرات غير مسبوقة، لا سيما في حي المزة بما فيها محيط السفارة الايرانية. وافاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي فرانس برس الاثنين عن quot;حملة مداهمات واعتقالات حصلت الاحد في حي المزةquot;.

كما اشار الى quot;تواجد امني معزز الاثنين عند مشفى الرازي والسفارة الايرانية، والى وجود حاجز امني بين المزة وكفرسوسةquot;. رغم ذلك، افاد الناشط المعارض ابو حذيفة من حي المزة وكالة فرانس برس ان تظاهرة طلابية من خمسين شابا خرجت صباحا من جانب الجامع الشافعي وهتفت لإسقاط النظام.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان quot;مجموعة من الشبان رفعت علم الاستقلال صباحًا على جسر الجوزة عند مدخل مدينة دمشق في تحد واضح للنظام وأجهزته الامنيةquot;، بحسب البيان. وقال عبد الرحمن لفرانس برس quot;بعد التظاهرات المفاجئة، على النظام ان يعيد حساباته على المستوى الامنيquot;، مضيفا ان quot;النظام لن يسمح لدمشق ان تنتفض عليهquot;.

وتعرض المتظاهرون السبت لاطلاق نار اثناء مشاركتهم في تشييع اربعة متظاهرين قتلوا في اليوم السابق على ايدي قوات النظام في حي المزة.ويضم حي المزة الذي يقع على بعد كيلومتر واحد تقريبا من القصر الرئاسي مباني رسمية عديدة ومراكز امنية وسفارات.

وتتألف التظاهرات quot;الطيارةquot; التي تسير في دمشق من مجموعات غالبا قليلة العدد، وذلك بسبب التدابير الامنية المشددة في العاصمة. وفي ريف دمشق، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن quot;تعزيزات امنية تضم حافلات وسيارات صغيرةquot; توجهت الى مدينة الزبداني quot;التي تنتشر فيها القوات العسكرية والامنية النظاميةquot;.

في محافظة درعا، quot;بدأت قوات الامن السورية صباح الاثنين حملة مداهمات واعتقالات في بلدة الحارة ترافقت مع اطلاق رصاص كثيفquot;، وتم، بحسب المرصد، quot;اعتقال تسعة مواطنين من الحي الشمالي واحراق دراجات ناريةquot;. وفي ريف حماه، قال المرصد ان مواطنا (35 عاما) قتل متاثرًا بجروح quot;اصيب بها خلال اقتحام القوات السورية للبلدة قبل ايامquot;.

وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot; من جهتها عن مقتل ضابط في الجيش النظامي في ريف حماه. وقالت الوكالة ان quot;قوات حرس الحدود اشتبكت اليوم مع مجموعة ارهابية مسلحة في منطقة اثريا التابعة لمنطقة السلمية في حماه، ما أدى الى استشهاد ضابط برتبة مقدم ورقيب واصابة عريفquot;. كما أسفر الاشتباك عن quot;مقتل واصابة عدد من أفراد المجموعة الارهابية المسلحةquot;.

على الصعيد الدولي، لم يسجل اي تطور مهم باستثناء استمرار المواقف حول احتمال حصول تدخل خارجي في الازمة السورية بعد طلب جامعة الدول العربية من مجلس الامن تشكيل قوة عربية دولية لنشرها في سوريا. واعتبر رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي الاحد ان اي تدخل محتمل في سوريا سيكون quot;صعبا للغايةquot;، معتبرا انه quot;من المبكرquot; التفكير في تسليح المعارضة السورية.

وقال لشبكة الاخبار الاميركية quot;سي ان انquot;، ان quot;الطريق المتبعة حاليا والتي تقضي بالعمل لايجاد توافق دولي (ضد سوريا) هو الطريق الصحيح، وليس اتخاذ قرار بالتدخل من طرف واحدquot;.