القاهرة: في الوقت الذي يهدد فيه الصراع الدائر في سوريا حالياً بإسقاط النظام الوحيد في العالم الذي يديره أفراد من الطائفة العلوية، بدأت الانتفاضة تثير مشاعر استياء بين ملايين العلويين الذين يعيشون في دولة الجوار تركيا، وفقاً لصحيفة غلوب آند ميل.

ومن منطلق تخوفهم من أن يتعرض رفقائهم من العلويين لمذبحة في حال سقوط النظام بدمشق، بدأ العلويون في تركيا بتحديد موقفهم من هذا الصراع ويتصدون من هذا الأساس لسياسة الحكومة التركية المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

وبينما كان يعتاد العلويون الأتراك على إبعاد أنفسهم عن رفاقهم المنتمين لنفس الطائفة في سوريا، إلا أن الصراع الأخير قد قرَّب بينهم في دعم رفيقهم العلوي الرئيس الأسد. وقالت هنا مياسي الكنور، الصحافية المخضرمة بجريدة quot;جمهوريتquot; التركية والمنتمية للطائفة العلوية وتهتم غالباً بتغطية أخبار مجتمعها: quot;حتى هؤلاء الأشخاص الذين لم يكونوا يتعاطفون مع الأسد في السابق، بدؤوا يحبونه الآنquot;.

ولفتت الصحيفة من جهتها في هذا السياق إلى أن مؤيدين للأسد نظموا ثلاث تظاهرات على الأقل في اسطنبول خلال الأشهر الأخيرة للإعلان عن دعمهم للرئيس السوري، كما بدأت تطلق المجلات العلوية التي تصدر في اسطنبول رسائل داعمة للنظام.

وبدأ اهتمام العلويين يتركز في تركيا خلال الآونة الأخيرة على السيناريو الذي قد يتعرض بموجبه رفقائهم بسوريا للإبادة. ونقلت الصحيفة عن هوزدات هاتاي، 52 عاماً، وهو مدرس ومرشد سياحي باللغة العربية في اسطنبول وواحد من أبرز قادة الطائفة العلوية، قوله: quot;في حال سقط الأسد، ستتحول الساحة في سوريا إلى نهر من الدماء، وسيمسك الإخوان المسلمين بزمام الأمور وسيبدؤون في مطاردتناquot;.

وتابع هاتاي حديثه بلفته الانتباه إلى مشاعر القلق التي بدأت تراودهم بشأن شحنات الأسلحة السورية التي تدخل سوريا، وحوادث خطف سيارات الإسعاف في مقاطعة هاتاي الواقعة شرق تركيا، إلى جانب تفتيش المركبات الطبية بحثاً عن مخابئ سلاح.

ومن الجدير ذكره أن العلويين أكثر من حيث العدد في تركيا عن سوريا، ويقدرون هناك بحوالي 15 مليون من أصل عدد سكان يقدر عددهم بـ 75 مليون نسمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن نشاطهم الأخير هذا جاء ليعكس حالة القلق العميق التي تهمين عليهم من احتمال خضوع سوريا لسيطرة المسلمين السنة، الذين يشكلون الأغلبية في الشعب السوري، وبالأخص أن تخضع البلاد لهيمنة الإخوان المسلمين.

وفي الوقت الذي بدأت تلقي فيه تلك الانتفاضة التي تشهدها سوريا بعواقبها متباينة التأثيرات على كثير من العلويين الذين استفادوا من فترة حكم عائلة الأسد في سوريا التي امتدت على مدار ما يقرب من 40 عاماً، تحدثت تقارير إخبارية الشهر الماضي عن إقدام بعض أفراد من العلويين في دمشق على تغيير أسمائهم ونبرات صوتهم.

فيما أشارت تقارير صحافية أخرى إلى تصدي فريق آخر من العلويين لتلك التظاهرات وإقدامهم على تقديم يد العون للقوات المؤيدة للحكومة في المواجهة التي تخوضها ضد المتظاهرين. وبينما أوضحت الصحافية الكنور أنها لم تسمع عن أية تحركات تم اتخاذها من جانب العلويين الأتراك لمساعدة جيرانهم السوريين، فإن معلقين آخرين في تركيا أشاروا إلى أن مقاومة العلويين قد تكبح جماح زخم الانتفاضة.