بيروت: من المقرر أن تجتمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو لمناقشة احتمال تشكيل quot;تحالف الراغبينquot; لمساعدة المدنيين في سوريا.

الاجتماع الذي سيعقد يوم الاثنين في واشنطن سيركز على موضوع اساسي وهو بذل الجهود لإنشاء نوع من quot;تحالف الراغبينquot;بمساعدة المعارضين السوريين، الذي من شأنه دعم السكان المدنيين في سوريا والضغط على نظام الرئيس بشار الأسد لوقف هجماته على المعارضة.

أما الأولوية بالنسبة للرئيس الأميركي باراك أوباما فهي إيجاد وسيلة لدعم القوات السورية المعارضة المؤيدة للديمقراطية، بدون تغذية الصراع الذي يمكن ان يمتد عبر الشرق الأوسط.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; ان الولايات المتحدة تعتبر تركيا حليفاً مفيداً.لها، فحتى الصيف الماضي، كانت أنقرة حليفة الأسد، لكنها برزت في الاسابيع الاخيرة من أكبر المنافسين والمعارضين له.

وقبل مغادرته أنقرة يوم الأربعاء الماضي، قال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إن تركيا تعمل على تشكيل مجموعة لتنسيق العمل بين الجماعات السورية المعارضة المؤيدة للديمقراطية والقوى الاقليمية والعالمية المهتمة quot;في أقرب وقت ممكنquot;، مشيراً إلى أن هناك حاجة ملحة لمثل هذه المجموعة الدولية على نطاق واسع لمنع الأزمة السورية من إغراق المنطقة في quot;مرحلة من عدم الاستقرارquot;.

وفي العام الماضي، لعبت تركيا دوراً فعالاً في خلق مجموعة الاتصال الليبية، وهو مجموعة من الدول التي ساعدت في تنسيق المساعدات الدولية الانسانية الى السكان المدنيين الذي يتعرضون لهجوم من جانب قوات الرئيس السابق الزعيم الليبي معمر القذافي، ووفرت منبراَ لدعم قوات المعارضة الليبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعة ستنظر في فكرتين تحظيان باهتمام في الأوساط الإنسانية الدولية: إنشاء quot;ملاذات آمنةquot; للسكان المدنيين المحاصرين، مماثلة لتلك التي فرضها حلف شمال الاطلسي في البوسنة في أوائل التسعينات، وخلق quot;منطقة عازلةquot; على طول الحدود السورية ndash; التركية لحماية المدنيين.

واتخذت الولايات المتحدة حتى الآن نهجاً حذراً لمثل هذه المقترحات، فيما يصر مسؤولون في الادارة على أن يبقى التركيز على دعم ومساندة الشعب السوري من دون اذكاء نار الصراع. على سبيل المثال، رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند اقتراح السيناتور جون ماكين من ولاية اريزونا وجو ليبرمان من ولاية كونيتيكت، بالنظر في تسليح المعارضن السوريين.

وقالت: quot;بما أن الرئيس كان واضحاً تماماً، أكرر القول بأننا لا نعتقد ان المزيد من الأسلحة إلى سوريا هو الحل. الجواب هو الوصول الى حوار وطني ديمقراطي، وقف العنف، خروج الدبابات من المدن، ومن ثم عودة المراقبينquot;.

أما السيناتور ماكين، فيعتبر أن الهجمات المستمرة على المدنيين السوريين، تتطلب إجراءات من الولايات المتحدة على وجه الاستعجال. لكنه قال في حديث مع quot;سي بي اس نيوزquot; يوم الخميس انه يفضل أن يتم تسليح المعارضين في سوريا عن طريق دول أخرى وليس من قبل أميركا، في حين أن الولايات المتحدة يمكنها اتخاذ إجراءات قد تشمل خطوات لوجستية مثل المساعدة على إنشاء ممرات آمنة للاجئين للوصول إلى الدول المجاورة.

وكانت جامعة الدول العربية قد أوفدت بعثة مراقبة إلى سوريا في يناير/ كانون الثاني لكنها سحبتها، مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الاسد جعل عمل البعثة مستحيلاً.

وتكهن بعض الخبراء الاقليميين بأن الولايات المتحدة يمكن أن تنظر في الاتجاه الآخر إلى دول مثل المملكة العربية السعودية أو قطر لدعم الثوار السوريين بالأسلحة، خصوصاً في حال استمرت الحملة العسكرية التي يشنها الأسد على مدينة حمص ومدن أخرى لا تزال مضطربة.

لكن الولايات المتحدة تضع في اعتبارها المخاطر التي يمكن أن تأتي من تصعيد الصراع في سوريا، إذ أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تحويل الأزمة إلى ما يشبه الصراع الطائفي.

وقال البيت الابيض اليوم الاربعاء ان الهدف الأول والأكثر إلحاحاً لأي تحرك دولي هو وقف quot;الاعتداء البشعquot; الذي تقوده حكومة الأسد على الشعب السوري. واضاف quot;في الايام المقبلة سوف نواصل مناقشاتنا لبلورة خطوات المجتمع الدولي التالية في هذا الجهد لوقف ذبح الشعب السوري.

وقال السكرتير الصحفي للبيت الابيض جاي كارني للصحفيين ان أي محادثات من المرجح ان تشمل المعارضة السورية والمجلس الوطني، وبعض القادة الذين لجأوا إلى تركيا.