يعتقد محللون أن ايران اضعفت موقفها من خلال عدم تعاونها مع الوكالة الدولية مما سقوض فرص استئناف المحادثات السداسية.


مفاعل بوشهر الايراني

فيينا: يرى محللون ان ايران اضعفت موقفها من خلال عدم تعاونها مع وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما يقلل فرص اسئتناف المحادثات السداسية ويشعل التكهنات باحتمال شن هجوم عسكري ضدها.

وفوق هذا وذاك، فان فشل زيارة وفد الوكالة الدولية يمكن ان يساعد على اضعاف المعارضة الروسية والصينية لزيادة الضغوط على الجمهورية الاسلامية، كما يرى خبراء.

وصرح مارك هيبس المحلل في معهد كارنيجي انداومنت للسلام الدولي لوكالة فرانس برس ان quot;الدبلوماسية مع ايران كان من الممكن ان تكون مفيدة لو ان ايران قدمت ادلة على انها تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

وقال ان quot;ذلك لم يحدث بعد زيارتين للوكالة الدولية الى ايرانquot;.

وذكرت الوكالة الدولية في الساعات الاولى من اليوم الاربعاء ان زيارتها الاخيرة الى طهران، وهي الثانية خلال اقل من شهر، لم تسفر عن انفراج لتبديد الشكوك بان ايران قامت بنشاطات لتطوير اسلحة نووية.

وراى شانون كايل من معهد ستوكهولم لابحاث السلام الدولية انه quot;من الواضح انه كان على ايران ان تقدم شيئا ملموسا وتستجيب لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول الى المواقع والحديث مع الاشخاصquot;.

الا انه قال في تصريح لفرانس برس ان الموقف الايراني لم يكن مفاجئا.

ورغم نفي ايران المتكرر للاتهامات بانها تسعى لامتلاك سلاح نووي، والذي جاء احدثه على لسان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اليوم الاربعاء، الا ان الدول الغربية واسرائيل تشتبه بقوة في ان طهران تريد انتاج قنبلة نووية.

واتهمت الوكالة الدولية في تقرير اصدرته في تشرين الثاني/نوفمبر، طهران بالقيام بعدد من النشاطات التي تثير الشبهات، مما ادى الى تشديد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوباتهما على طهران، وزاد من التكهنات باحتمال شن اسرائيل ضربة عسكرية ضد الجمهورية الاسلامية ربما في شهر نيسان/ابريل المقبل.

ورغم ذلك، ورغم تاثير العقوبات الواضح، الا ان ايران واصلت تحديها وتحدثت عن احداث تقدم في برنامجها النووي وهددت بوقف مبيعات النفط الى اوروبا واجرت مناورات لعرض قوتها العسكرية.

وفي الوقت ذاته اعلنت ايران الاسبوع الماضي عن استعدادها لاستئناف المحادثات السداسية مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن --الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا اضافة الى المانيا-- والتي انهارت في تركيا قبل 13 شهرا.

الا ان عدم استعداد ايران الواضح للتعاون مع الوكالة الدولية بدد الامال في استئناف هذه المحادثات، بحسب ما يرى اوليفر ثراينيرت من المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية في برلين.

واضاف ثراينيرت لفرانس برس ان quot;هذا يظهر ان ايران لا ترغب في تسوية حقيقية. واصبحت فرص استئناف المفاوضات بين ايران ومجموعة الخمسة زائد واحد ضعيفة، مما يترك الامور في طريق مسدودquot;.

واضاف ان الرئيس الاميركي باراك اوباما quot;سيرغب في ان تؤدي المحادثات الى شيء ملموس، ولا يهمه اجراء المحادثات لمجرد اجرائها، كما كان الحال في اسطنبولquot;.

ويعتقد المحللون ان تصرفات ايران --بما فيها رفضها السماح للمفتشين بالدخول الى موقع بارشين العسكري -- لن يلقى استحسانا لدى موسكو وبكين.

وقال ثراينيرت ان quot;الصينيين بشكل خاص اوضحوا انهم لا يريدون ان يروا ايران تتحول الى قوة نووية، كما انه ليس لهم مصلحة في الاعيب مثل اغلاق ايران مضيق هرمزquot;.

وراى هيبس ان التغيير في الموقف الروسي والصيني، يمكن ان يبدأ في الظهور في وقت لا يتعدى الخامس من اذار/مارس عندما يبحث مجلس حكام الوكالة الذي يضم 35 دولة الوضع في ايران.

واوضح ان quot;الصين وروسيا رفضتا حتى الان الانضمام الى الغرب في زيادة العقوبات على ايران. واذا قال (المدير العام للوكالة الذرية يوكيا امانو) لحكام الوكالة ان ايران لا تتعاون، فان الصين وروسيا ستصبحان تحت الضغوط للقيام بدور اكثر فعالية في التوصل الى حل دبلوماسي للازمةquot;.

الا ان كايل نبه الى ان quot;روسيا والصين ستعتبران ذلك انتكاسة، ولكن ليس من الواضح ما اذا كان سيجعلهما ينضمان الى الطرف الذي يدعو الى فرض مزيد من العقوباتquot; على الجمهورية الاسلامية.

البيت الابيض quot;يأسف لفشلquot; مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية

من جهة أخرى قال البيت الابيض الاربعاء انه quot;ياسف لفشلquot; مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران، معتبرا ان ذلك يكشف من جديد quot;رفض ايران لاحترام واجباتها الدوليةquot;.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني quot;نأسف لفشل ايران في التوصل الى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot; بشأن تفتيش بعض مواقعها النووية.

واضاف quot;انه دليل جديد على رفض ايران احترام واجباتها الدوليةquot;.
واعتبر المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان هذا التطور quot;يظهر على ما يبدو انهم لم يغيروا موقفهمquot; في الملف النووي المثير للجدل، في اشارة الى السلطات الايرانية.