من المقرر أن يعقد الشهر المقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً مهماً بخصوص التحدي الذي يشكله برنامج إيران النووي، وهو الاجتماع الذي من شأنه أن يختبر علاقتهما المترنحة في بعض الأحيان.


اوباما ونتنياهو في لقاء سابق

القاهرة: بعد الزيارة التي قام بها مؤخراً مستشار الأمن القومي توم دونيلون لإسرائيل، أعلن البيت الأبيض أن أوباما سيستضيف نتنياهو في واشنطن في الخامس من آذار/ مارس القادم.

ولفتت في هذا السياق مجلة quot;فورين بوليسيquot; الأميركية إلى أن ذلك الاجتماع سيكون فرصة لهما كي يرتبا زمنياً موقفيهما المتعلق بالملف الإيراني.

وسواء كان بوسعهما الوصول إلى أرضية مشتركة في هذا الخصوص، الآن أو في المستقبل القريب، فإن ذلك سيكون عاملاً حاسماً في عملية اتخاذ القرار من جانب المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما إن كانوا سيوجهون ضربة لإيران خلال العام الجاري أم لا.

ثم نوهت المجلة في الإطار نفسه بأن الضغوطات الدولية التي تمارس على الجمهورية الإسلامية لم يسبق لها وأن كانت كبيرة. وعلى الرغم من ذلك، يحاول المسؤولون الإيرانيون أن ينتهجوا موقفاً أكثر شدة للرد من خلاله على ما يتعرضون له.

وقد هدّدوا بالفعل بشنّ هجوم استباقي على خصومهم، وحذروا من إمكانية إقدامهم على إغلاق مضيق هرمز، الذي يتدفق من خلاله حوالى 20 % من تدفقات النفط المتداولة على مستوى العالم يومياً.

كما أعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الـ 15 من شباط/ فبراير الجاري تنشيط quot;جيل جديدquot; من أجهزة الطرد المركزية الإيرانية في الموقع الخاص بمفاعل quot;نطنزquot;.

ولم يتمكن هذا الأسبوع، مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفون بمراقبة برنامج إيران النووي من الوصول إلى منشأة عسكرية، وعادوا لفيينا بعد ما أسموها محادثات محبِطة مع محاوريهم الإيرانيين.

ورغم حالة الشد والجذب الصاخبة، إلا أن إيران تشعر بسخونة العقوبات الدولية المفروضة عليها، إذ انخفضت قيمة الريال الايراني الشهر الماضي بنسبة 50 %. وأشارت إيران كذلك إلى أنها قد ترغب في مواصلة النهج الدبلوماسي خلال الفترة المقبلة.

وفي ظل ما تتناقله وسائل الإعلام مؤخراً من تكهنات بخصوص الضربة الإسرائيلية المحتملة لمنشآت إيران النووية، وصلت أجواء التوتر بين الدولتين لمستوى غير مسبوق، خاصة بعد أن حمَّلت الجمهورية الإسلامية إسرائيل مسؤولية عمليات الاغتيال التي تم تنفيذها مؤخراً وراح ضحيتها مجموعة من علمائها النوويين، بينما اتهمت تل أبيب طهران بتدبيرها الهجوم الإرهابي الذي استهدف في الـ 13 من الشهر الجاري دبلوماسيين إسرائيليين في نيودلهي ومحاولات مماثلة في تبيليسي وبانكوك.

وبينما أوضحت المجلة أنها لن تذيع سراً عندما تقول إن نتنياهو وأوباما لم يسبق لهما أن كانا مقربين من بعضهما البعض، لكنها أشارت إلى أن الوقت قد حان بالنسبة لهما الآن كي يعملا على إيجاد أرضية مشتركة بخصوص القضية النووية الإيرانية.

ثم نوهت بحدوث بعض التقدم بالفعل في دفع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار للتحدث بشأن إيران بعبارات مماثلة، وإن لفتت إلى استمرار اختلاف وجهات النظر بين الجانبين في ما يتعلق بنطاق الخط الأحمر بالنسبة لكل منهما. أما باقي الاختلافات بين الدولتين فهي ذات صلة بطول المدة التي لدى كليهما الاستعداد لانتظارها قبل الحكم على فاعلية العقوبات الدولية على إيران سواء بالنجاح أو بالفشل.

وأشارت quot;فورين بوليسيquot; إلى أن قدرات إسرائيل العسكرية لضرب منشآت إيران النووية أكثر محدودية عن تلك القدرات التي تمتلكها الولايات المتحدة، كما أنها احتمالية بدء جولة جديدة من الدبلوماسية الإيرانية ndash; الأميركية تعتبر مكوناً حيوياً آخر لتلك المعادلة، لأنها قد تؤجل بشكل أكبر التدخل العسكري الأميركي إذا فشلت العقوبات.

وخلصت المجلة إلى أن هذا كله يضع إسرائيل في مواجهة مع معضلة حقيقية. ودون وجود يقين مطلق بشأن ما يمكن أن يحدث، يعد الإحجام عن القيام بهجوم من القرارات الصعبة التي يمكن للمسؤولين الإسرائيليين أن يتخذوها.

وبات التساؤل الذي يفرض نفسه الآن هو كيف يمكن لأوباما ونتنياهو أن يظفرا ثقة بعضهما البعض؟