واشنطن: يرى خبراء أميركيون أن خيار قصف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية سيكون خطرًا جدًا للدولة العبرية وكذلك للولايات المتحدة التي تخاطر بالغرق في نزاع.

وتواترت تصريحات لمسؤولين اسرائيليين في الاسابيع الاخيرة حول امكانية شنّ غارات لشل البرنامج النووي الايراني. لكن الاميركيين والاوربيين كثفوا الضغوط لتجنب اي هجوم واعتماد العقوبات الدولية.

في حال حصول هجوم يفترض ألا يشكل الدفاع الجوي وطائرات القتال القديمة الإيرانية مشاكل تذكر لإسرائيل. لكن نجاح مهمة كهذه مرتبط الى حد كبير بإمكان الثقة بالاستخبارات الاسرائيلية وقدرة إيران على إخفاء موادها الحساسة.

فإسرائيل معروفة بقدرتها على استهداف مواقع يخفيها أعداؤها، لكن مهاجمة المنشآت النووية الايرانية اكثر خطورة مقارنة بالغارات التي شنتها في السابق في العراق او سوريا.

ففي 1981 دمّرت طائرات حربية اسرائيلية مفاعل اوزيراك النووي العراقي من دون خسارة اي طائرة، فيما يشتبه ان تكون دمّرت عام 2007 مبنى يعتقد أنه كان مفاعلًا سريًا في سوريا.

لكن التحليق 1600 كلم للوصول الى ايران سيشكل تحديًا في إعادة تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود فيما تشكل المواقع الايرانية اهدافا يصعب الوصول اليها، علمًا أن إحداها مبني في قلب جبل.

وقال وليام فالون الاميرال السابق في البحرية الاميركية، الذي قاد عمليات عسكرية في الشرق الاوسط واسيا الوسطى حتى 2008، ان quot;المسألة ليست علامة على خارطة او هدفًا وحيدًا يمكن التخلص منه بغارة فحسبquot;. وتابع فالون الخميس في مؤتمر في مركز ابحاث في واشنطن ان الهجوم سيكون quot;صعبًا جدًاquot; لان الايرانيين أبدوا ذكاء في توزيع مواقعهم النوويةquot;.

ويعتبر الخبراء أن ايران ستكون من دون شك قادرة على استئناف انتاجها لليورانيوم المخصب حتى بعد تعرضها للقصف. وصرح رئيس مؤسسة العلوم والأمن الدولي ديفيد البرايت لفرانس برس quot;ان المعدات اللازمة لبناء آلات الطرد المركزي يمكن نقلها سريعًا، وعلى الارجح سبق ان تم ذلك. بالتالي ما نخال اننا نعلمه في وقت قد لا يكون صحيحًا بعد شهرquot;.

ورأى سكوت جونسون المستشار لشؤون الدفاع ان اسرائيل ستحتاج تعبئة كامل أسطولها المؤلف من 125 طائرة مقاتلة و8 طائرات تموين لشن غارة مماثلة. وقال انه سيكون على الاسرائيليين quot;تعبئة كل ما لديهم. سيكون كامل سلاحهم (الجوي) متأهبًا ومستخدمًاquot;.

من الأهداف المحتملة يمكن ذكر منشأت نطنز لتخصيب اليورانيوم القائمة تحت الأرض، ومنشأة للطرد المركزي في طهران، والمصنع الذي كشف عنه أخيرًا، الذي بني في الجبال في فاردو قرب قم. وبنيت منشأة فاردو على عمق 80 م تحت الأرض على الاقل، ويرجح ان تكون بعيدة عن متناول القذائف التقليدية الاكثر قوة لدى الاميركيين.

وستكون اسرائيل مضطرة الى شن غارة سريعة، علمًا ان عملية تستغرق اكثر من ليلة ستثير مخاطر quot;سياسية وعسكريةquot; كبيرة بحسب دانيال ليفي من مركز نيو اميركا فاونديشن للابحاث، الذي عمل لمصلحة الحكومة الاسرائيلية بين 1999 و2001.

وسيجيز هجوم يستغرق أيامًا لإيران ان تواجه بسهولة المخططات الاسرائيلية. كما ان إنجاز نصف العمل، بحيث لا يتم القضاء على قدرة ايران النووية، قد يثير ردا يستهدف الولايات المتحدة. وقال ليفي quot;عندما يخوض الإسرائيليون لعبة كهذه فإنهم ينطلقون من مبدأ اضطرار الاميركيين الى دخولها كذلكquot;.