تعتبر زيارة الاسبوع المقبل في البيت الابيض من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمثابة لقاء quot;حياة أو موتquot;، إذ من المتوقع أن يكون برنامج ايران النووي والضربة العسكرية المحتملة البند الرئيسي على لائحة النقاش.

وتشير العديد من التسريبات والتصريحات العلنية إلى أن إسرائيل تبدو أقرب من أي وقت مضى للقيام بعمل عسكري ضد ايران. ويُسمع صوت قرع طبول الحرب من أكثر من اتجاه، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان ما حصل قبل الحرب على العراق.

في الوقت الذي تصعّد فيه ايران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم، يعود مفتشوالوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مركز الاهتمام، التي توصف تقاريرهم بأنها مكتظة بالأوصاف الجافة عن أجهزة الطرد المركزي النووية. وهذا الأمر شبيه ايضاً بما حدث قبيل الحرب على العراق.

ويتم بذل الجهود حالياً من أجل ممارسة ضغوط كبيرة لتصعيد الضغط على الاقتصاد الإيراني، إضافة إلى الشعور المتزايد بنفاد الصبر مع الدبلوماسية وفكرة التفاوض مع طهران. ويؤدي هذا الجو إلى جعل الأفكار التي كانت في السابق مستبعدة، تبدو منطقية وسائدة، وربما لا مفر منها.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ quot;فاينانشال تايمزquot; انه في حال كان نتنياهو يعتزم زيارة واشنطن لاختبار الدعم الذي سيحظى به من أجل تنفيذ هجوم عسكري، فإن الرد سيكون واضحاً ومتوقعاً.

الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال متمسكاً بمقولة quot;كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولةquot;، على الرغم من أن كبار مسؤولي الأمن القومي قالوا في الأسابيع الأخيرة انهم يعارضون الهجوم على ايران سواء من قبل إسرائيل أو أي جهة أخرى.

وقال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الأسبوع الماضي انه quot;من السابق لأوانهquot; التفكير في توجيه ضربة عسكرية ضد ايران.

ونقلت الصحيفة عن جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية، قوله أمام مجلس الشيوخ إن ايران لم تتخذ بعد قرار بناء قنبلة نووية. واضاف quot;اعتقد انهم يبقون أنفسهم في وضع يمكنهم من اتخاذ هذا القرار، لكن هناك بعض الأمور التي لم يقوموا بإنجازها حتى الآنquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن رأي الأعضاء السابقين في مؤسسة الأمن القومي هو أكثر من قاطع، ونقلت عن الاميرال وليام فالون، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، قوله: quot;لا أحد يعتقد أن هناك نتائج ايجابية من توجيه ضربة عسكرية ضد ايرانquot;.

لا تقتصر هذه الشكوك على الشخصيات الاميركية بل تمتد إلى الإسرائيليين، إذ قال مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، في اجتماع الشهر الماضي إن اسرائيل لا تملك القدرة على التسبب في أضرار خطيرة للبرنامج النووي الايراني، بل quot;لديهم القدرة فقط على جعل الأمور أسوأquot;.

الخلاف في الرأي بين الولايات المتحدة واسرائيل يطرح بعض التساؤلات حول مسألة التوقيت، نظراً لأن واشنطن هي القوة الجوية المتفوقة مما يعني أنها يمكن أن تحمل الانتظار فترة أطول قبل أن تقرر الهجوم.

لكن بعتقد بعض القادة السابقين في الجيش الاميركي، ان الأوان قد فات على معظم النواحي للقيام بضربة عسكرية ضد ايران.

ووفقاً لجيمس كارترايت، الذي كان حتى العام الماضي نائباً لرئيس هيئة الأركان المشتركة، فإن quot;توصل ايران إلى موقع تستطيع فيه فهم دورة الوقود النووي وعملية تخصيب اليورانيوم يعني أنها ستصبح قادرة على إنشاء العديد من المرافق في جميع أنحاء البلادquot;.

واضاف: quot;حتى لو دمرنا المنشآت، فإننا لا نستطيع تدمير رأس المال الفكري، فكل الأسلحة في العالم لا تستطيع تدمير المعرفة التي يملكونها، لأنهم يستطيعوا بناء المنشآت من جديدquot;.