إعداد عبد الإله مجيد: تظاهر مؤيدون للنظام السوري في دمشق وحلب هاتفين بحياة روسيا عندما طل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على العاصمة في 7 شباط/فبراير، وبثت قنوات تلفزيونية، ونشرت صحف روسية، مشاهد حشود تلوح بالأعلام الروسية. وبعد عشرة أيام تجمع سوريون في موسكو، حيث رددوا هتافات يشكرون فيها روسيا وبوتين على موقفهما.

لاقى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين متعة في القيام بدور حامي سوريا الأسد ومحاميها. لكن الصورة تبدو قاتمة من وجهة نظر الجالية الروسية في دمشق، بحسب صحيفة واشنطن بوست، مشيرة إلى قول ممثل الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية في سوريا أرتشيماندرايت ألكسندر إن النساء الروسيات يتعرّضن للإهانات بصوت عال في بعض مناطق دمشق، وإن سائقي سيارات الأجرة يرفضون أحيانًا تقديم خدماتهم إلى الناطقين بالروسية. quot;وحتى الأطفال قد يرمون الحجارة على أشخاص يتكلمون الروسيةquot;، بحسب ألكسندر. ومصدر هذه المواقف معروف بلا لبس.

في هذا الشأن نقلت وكالة أنترفاكس عن ألكسندر أن وضع المواطنين الروس تردى في سوريا بحدة بعد الفيتو الروسي ضد قرار مجلس الأمن الدولي حول روسيا. وأضاف quot;أن ما يُسمّى جيش التحرير ومجموعات دينية متطرفة تمارس الترهيب معهم، وتلومهم على موت السوريين وموت أطفالهم، ويريدونهم أن يرحلواquot;.

وبدأ الروس، الذين يستطيعون الرحيل، بمغادرة سوريا. وأُغلقت مدرسة السفارة الروسية، وأُجلي الروس العاملون في مشروع للغاز الطبيعي. ويريد الدبلوماسيون الروس تقليص الخدمات في كنيسة القديس إغناتيوس، بسبب المخاوف الأمنية، رغم أنها ما زالت تُعنى بالعسكريين الروس الذين بقوا وحدهم بعدما غادرت عائلاتهم.

وأشار ألكسندر إلى أن هذا كله يحدث في دمشق، التي يُفترض أنها أكثر الأماكن أمانًا في سوريا، مؤكدًا أن الوضع أسوأ بكثير خارج العاصمة.

ويُشاهد على يوتيوب سوريون غاضبون يتظاهرون في الشوارع احتجاجًا على موقف روسيا، في حلب، حيث يردد كثير منهم هتاف الربيع العربي quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;.