رسم بياني يظهر نتيجة الاستفتاء

سببت قلة المعلومات وضبابيتها عن مهمة السفينتين الإيرانيتين، اللتين رستاأخيرًا في ميناء طرطوس السوري لمدة أربعة أيام، في تقارب مواقف قراء quot;إيلافquot; المشاركين في استفتائها الأسبوعي، من حقيقة هذه المهمة بين مجموعة اعتبرت ذلك تهديدًا باندلاع حرب في المنطقة وبين أخرى رأت عكس ذلك.


من الواضح أن التقارب الحاصل في إجابات القراء عن استفتاء quot;إيلافquot; الأسبوعي: هل تعتبر عبور السفن الإيرانية باتجاه السواحل السورية بمثابة تهديد باندلاع حرب في المنطقة؟ وانقسامهم إلى فريقين، حيث كادت إجاباتهما أن تكون مناصفة في هذه الظروف، التي تشهد فيها البلاد انتفاضة شعبية منذ حوالى العام، والدعم الإيراني للنظام ضدها، يشير إلى اختلافات في الرؤى حول الأزمة السورية، بدءًا من القراء ومرورًا بمواقف المعارضة السورية، وانتهاء بالموقف الدولي منها.

فقد شارك في الاستفتاء 5590 قارئًا، اعتبر 2842 منهم، شكلوا نسبة 50.84% من نسبة المصوّتين، أن توجّه السفينتين إلى سوريا بمثابة تهديد باندلاع حرب في المنطقة.. فيما رأى 2748 من القراء، شكلوا نسبة 49.16%، عكس ذلك.

وفي غياب المعلومات المؤكدة عن مهمة السفينتين، سواء من طرفي الدولتين المعنيتين سوريا وإيران أو من الدول التي تراقب التحركات العسكرية الإيرانية، مثل إسرائيل والولايات المتحدة، فقد سألت quot;إيلافquot; مصدرًا سوريًا معارضًا عن طبيعة المهمة، التي نفذتها كل من السفينتين، فأشار إلى أن المعلومات الواردة من الداخل السوري تؤكد أنهما نقلتا إلى السلطات السورية أجهزة متطورة للتصنت ورصد المكالمات عبر الأقمار الصناعية.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن إحدى السفينتين مخصصة لنقل الإمدادات، في حين أن الثانية هي مدمّرة حربية، لكن أي مصدر، سواء في الجانبين الإيراني والسوري، أو حتى في البنتاغون وزارة الدفاع الأميركية، التي راقبت رحلة السفينتين، لم يتحدث بشكل واضح أو قاطع عن المهمة الحقيقية لهما. يذكر أن السفينتين هما الفرقاطة quot;الفاندquot; من طراز MK-5 والمزودة بصواريخ أرض بحر من نوع سي-802، وسفينة الإمداد quot;خرجquot;.

رسو السفينتين تهديد باندلاع حرب في المنطقة

فبالنسبة إلى الذين صوّتوا معتبرين أن رسو السفينتين في ميناء طرطوس السوري بمثابة تهديد بالحرب (2842 قارئًا نسبتهم 50.84%) قد جاء متأثرًا على ما يبدو بالدعم الإيراني الكبير للنظام السوري والمعلومات المسربة عن تزويده بالعتاد والسلاح والمعونات الاقتصادية، وحتى وصل الأمر إلى تسريب معلومات عن إرسال مقاتلين إيرانيين من قوة القدس إلى سوريا، للمشاركة في القتال ضد المعارضين.

فمع هذا الانخراط الإيراني في النزاع الجاري على الأراضي السورية، فقد نسبت وكالات أنباء إيرانية تصريحات لمسؤولين إيرانيين، قالوا فيها إن مهمة السفينتين كانت تدريب البحرية السورية، وهي تصريحات يبدو أنها لم تحظبإقناع هذه المجموعة من المصوّتين انطلاقًا من عدم جدية مثل هذا التدريب وفوائده في فترة لم تتعد الأربعة أيام، ولذلك فإنهم اعتبروا أن المهة أخطر من ذلك وتتعداه.

من هنا فإن المصوّتين قد رأوا في معلومات المعارضة السورية صدقية.. فبحسب مصدر سوري معارض، فإن السفينتين قامتا بنقل أجهزة تصنت، واعتراض للمكالمات الهاتفية، وخاصة عبر الأقمار الصناعية، وتحديدًا بين الفصائل المعارضة وقوات الجيش الحر.

وأشار المصدر في حديث مع quot;إيلافquot; إلى أنه تم رصد عقب مغادرة السفينتين لميناء طرطوس استهداف القوات السورية للأماكن التي تصدر منها هذه المكالمات، بعد رصدها بدقة وتوجيه المدفعية والطائرات لضربها فورًا.

لهذا، وبسبب الدعم الإيراني غير المحدود للنظام السوري، والذي أخذ أشكالاً عدة، سواء على صعيد العلاقات بين البلدين أو على مستوى المواقف الإقليمية والدولية، فإن رسو السفينتين الإيرانيتين في الميناء السوري، فقد اعتبرته هذه المجموعة من القراء تحديًا إيرانيًا وإعلانًا صريحًا بدعم غير محدود تقدّمه طهران إلى دمشق، وبالتالي فإنه يشكل تهديدًا باندلاع حرب في المنطقة.

في هذا الإطار، كانت الولايات المتحدة قد وجّهت تحذيرًا إلى السفن الإيرانية، داعية إياها إلى quot;التزام القوانين الدولية، وعدم القيام بأي عمل، من شأنه تعريض الأمنquot; للخطر.

وجود السفينتين في السواحل السورية لا يشكل خطرًا باندلاع حرب

على العكس من موقف الفريق الأول، فقد اعتبرت مجموعة أخرى من المصوّتين في الاستفتاء (2748 قارئًا نسبتهم 49.16%) أن وجود السفينتين الإيرانيتين في الموانئ السورية بعيد عن التهديد بحرب في المنطقة.

ويبدو أن هذا الموقف جاء بناء على قصر الفترة، التي استغرقها بقاء السفينتين الحربيتين في ميناء طرطوس، والتي لم تستغرق سوى أربعة أيام.. واستنادًا إلى قلة المعلومات عن مهمتهما، سواء من الجانب الإيراني أو السوري. ففي إعلانه عن رحلة السفينتين، اكتفى وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي بالقول إنها لـquot;تعزيز وجود إيران في المياه الدولية، وهو حقها الطبيعي، ويشكل مؤشراً إلى قوتنا البحريةquot;.

أما قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري فقد إدّعى قائلاً quot;إن الأسطول ينقل رسالة سلام وصداقة إلى المنطقة، ويبرهن على قوة الجمهورية الإسلامية.quot; بدورها، نقلت وكالة quot;مهرquot; الإيرانية شبه الرسمية عن مصادر عسكرية إيرانية قولها إن سفينة الإمداد quot;خاركquot; والمدمّرة quot;الشهيد قنديquot; التابعتين لسلاح البحرية الإيراني قد رستا في ميناء طرطوس، بناء على اتفاق إيراني مع سوريا عقد في العام الماضي للتعاون في مجال التدريب البحري.

وعلى الرغم من تقارب المواقفبخصوص مهمة السفينتين الإيرانيتين في سوريا، إلا أنه من الواضح أن الأزمة السورية تحظى بمتابعة واهتمام القراء، فكانت هذه النسبة من المشاركين في الاستفتاء دليلاً على ذلك.