تشييع البابا شنودة الثالث اليوم وسط حضور مهيب

في أجواء حزينة، ودعت حشود من الأقباط المصريين البابا شنوده الثالث الذي ظل راعيهم الأول على مدى أربعة عقود قبل ان يغيبه الموت السبت الماضي، فيما تمر مصر بمرحلة انتقالية قلقة ميزها حتى الان صعود سياسي كبير للحركات الاسلامية التي باتت تهيمن على اول برلمان بعد اسقاط حسني مبارك العام الماضي.


القاهرة: دفن بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنوده الثالث مساء الثلاثاء في دير الانبا بيشوي بوادي النطرون في حضور حشود من محبيه الذين تدافعوا وتسابقوا للاقتراب من نعشه.

واحتشد الاف الاقباط حول السيارة التي كانت تقل جثمانه لدى وصولها الى دير وادي النطرون وظلت قوات الشرطة العسكرية غير قادرة على السيطرة على الموقف لمدة تزيد عن 20 دقيقة.

وبعد ذلك، تم انزال النعش من سيارة الاسعاف التي نقلته من مطار عسكري الى الدير الواقع على بعد 100 كلم شمال القاهرة. وبصعوبة حمل عدد من القساوسة النعش واستطاعوا ان يخترقوا الحشود للدخول الى الدير حيث دفن على الفور ووضعت اكاليل الزهور البيضاء فوق قبره. وكان الالاف ينتظرون منذ الصباح امام دير الانبا بيشوي لحضور مراسم دفنه وquot;التبركquot; به لاخر مرة.

وتوفي البابا شنودة الثالث السبت عن عمر يناهز 88 عاما في وقت بالغ الحساسية اذ تنامى خلال الشهور الاخيرة شعور الاقباط، الذين يشكلون ما بين 6% الى 10% من 82 مليون مصري، بالقلق بسبب الصعود السياسي الكبير للحركات الاسلامية الذي جاء بعد سلسلة من الحوادث الطائفية وقعت العام الماضي.

وبدأت مراسم تشييع البابا صباح الثلاثاء في مقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة بقداس ترأسه رئيس الكنيسة القبطية الاثيوبية البطريرك ابون بولس الذي جاء من اديس ابابا. وكان النعش مفتوحا وسجي بداخله جثمان البابا شنودة بملابسه الدينية والتاج الذهبي واحاط به العديد من القساوسة الاقباط بزيهم الاسود.

وبعد انتهاء القداس تم نقل النعش الى مطار الماظة العسكري بشرق القاهرة حيث قامت طائرة عسكرية بنقله مرة اخرى الى دير الانبا بيشوي بوادي النطرون حيث دفن عملا بوصية شنودة الثالث نفسه. وكان البابا شنودة الثالث راهبا في هذا الدير في بداية حياته ثم حددت اقامته فيه عام 1981 في عهد الرئيس الاسبق انور السادات الذي كان على خلاف كبير معه.

ورغم الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذت والتي اقتضت وضع قيود على الحضور والسماح لمن يحملون دعوات من البطريركة فقط بالمشاركة في الجنازة، فان الافا تجمعوا خارج الكاتدرائية رافعين صور البابا.

وحضر قداس الجنازة بعض اعضاء المجلس العسكري الحاكم واربعة من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية (عمرو موسى واحمد شفيق وحمدين صباحي وعبد المنعم ابو الفتوح) اضافة الى رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني.

كما حضر القداس العديد من الشخصيات القبطية من بينها رجل الاعمال نجيب ساويرس ووزير السياحة منير فخري عبد النور اضافة الى ممثلين للهيئات الديبلوماسية من بينهم السفيرة الاميركية في مصر ان باترسون.

وغابت جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها عن القداس. واعلن كل من الحزب والجماعة على موقعيهما على شبكة الانترنت انهما سيقدمان العزاء الاربعاء في الكاتدرائية.

وقرر المجلس العسكري اعلان حداد وطني في البلاد الثلاثاء وبث التلفزيون الرسمي مراسم التشييع بثا مباشرا. ويشكو الاقباط مما يعتبرونه تهميشا لهم بسبب تمثيلهم المحدود في المؤسسات السياسية وفي الادارة العليا.

وكان ثلاثة اشخاص توفوا السبت بسبب تدافع وزحام عشرات الالاف من الاشخاص الذين تدفقوا على مقر الكاتدرائية لالقاء النظرة الاخيرة على البابا شنودة الثالث. وايد البابا شنودة، الذي ظل محافظا للغاية في القضايا العقائدية، الرئيس السابق حسني مبارك وهو تأييد نبع من قناعته بانه كان يشكل حائط صد في مواجهة الاسلاميين.

ورغم انتقاد بعض الاقباط له بسبب موقفه المتشدد خصوصا في مسألة الطلاق الا انهم كانوا جميعا يعتبرونه راعيهم وحاميهم. وتولى الانبا باخوميوس اسقف البحيرة موقع قائمقام البابا الى حين انتخاب بابا جديد وهي عملية معقدة قد تستغرق عدة اشهر. ويعد الانبا باخوميوس الثاني في ترتيب اقدمية الترسيم بعد الانبا ميخائيل اسقف اسبوط الذي اعتذر عن تولى الموقع لاسباب صحية.

وسيقوم مجلس من 1500 شخص، مكون من اعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي اضافة الى شخصيات عامة من بينهم الوزراء والنواب السابقون والحاليون وصحافيون، بالاقتراع على المرشحين لمنصب البابا ثم تجرى quot;قرعة هيكليةquot; بين المرشحين الثلاثة الحاصلين على اعلى الاصوات لاختيار البابا.